الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الانتخابات العراقية «الأشرس» والنساء في عين العاصفة

الانتخابات العراقية «الأشرس» والنساء في عين العاصفة
23 ابريل 2018 13:48
سرمد الطويل، باسل الخطيب (بغداد، أربيل، السليمانية) أخذت المعركة الانتخابية في العراق منحى جديدا أشد ضراوة من كل ماسبق، بعد استهداف ممنهج لنحو 2000 مرشحة انتخابية من أصل نحو7000 مرشح، تعرضن لحملات تشهير وتهديدات بالإضافة إلى حملة تمزيق الملصقات الإعلانية وإزالتها واتهامات أصابت كل المرشحين للانتخابات التشريعية المقررة في 12 مايو المقبل، ولم يسلم من نيرانها أحد ما دفع مراقبين وساسة إلى وصف حملة الانتخابات الحالية بـ»الأخبث» والأشرس في تاريخ العملية السياسية العراقية التي انطلقت بعد 2003. فيما انتقدت أوساط سياسية ونيابية سماح مفوضية الانتخابات لشخصيات عليها «شبهات وملفات فساد» لدى القضاء وهيئة النزاهة، بالمشاركة في الانتخابات. ويخشى الأكراد من نتيجة الانتخابات التي أكد أكثر من مسؤول وسياسي كردي أن أن حظوظ الأحزاب الكردية ستكون ضئيلة فيها بسبب الانشقاقات بينها، وسط مخاوف من عمليات التزوير المرتقبة. وأعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن آلية جديدة للتصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة، وقال نائب رئيس مجلس المفوضين رزكار حمه محي الدين، أمس، إن الناخبين هذه المرة لن يصوتوا بوساطة أقلام الحبر، بل سيتم استخدام ختم صغير أعدته المفوضية لهذا الغرض. وأوضح أن الناخب بدل أن يكتب علامة (صح) أمام المربع الفارغ للقائمة أو المرشح الذي يصوت له، سيقوم باستخدام الختم في التصويت، لافتا إلى أن هذا لا يعني أن عملية التصويت باتت إلكترونية، مشيرا إلى أن العد والفرز فقط هو ما يتم بشكل إلكتروني، لكن طريقة إدلاء الناخب بصوته لا تعتبر إلكترونية. وسادت الأوساط العراقية مخاوف من ممارسات متعددة، وصل بعضها إلى حدود التهديدات وارتكاب مخالفات توصف بأنها «جرائم». فقد اشتكت مرشحات من التعرض لضغوط كبيرة وحملات تشهير مختلفة، منها العمالة، ونشر صورهن بزيين مختلفين، إضافة إلى تشويه وتمزيق ملصقاتهن الانتخابية وقيام جهات بتخريب البوسترات عبر رسم «شوارب» لبعضهن أو كتابة ألفاظ جارحة على صورهن. كما انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات «مفبركة» مخلة بهدف «التسقيط» السياسي، اتهمت فيها جهات سياسية وإقليمية. وتشارك في الانتخابات الحالية أكثر من 2000 سيدة في عموم العراق، بينهن عدد كبير من الشابات والإعلاميات، وتترأس بعضهن قوائم انتخابية، فيما تشكلت بعض القوائم من النساء فقط كقائمة الحزب الشيوعي في السليمانية. وانتشرت «جيوش إلكترونية» تتبع أحزابا وكتلا سياسية عديدة، على وسائل التواصل الاجتماعي عملها «شن حملات تلويث» أو الترويج لمرشحين. واتخذت قوات أمنية إجراءات باعتقال من يضر بملصقات المرشحين، كما حصل في الموصل حيث اعتقل 33 شخصا، فيما لم يتم التوصل إلى من هم وراء «حملات التلويث» الإلكترونية. في نفس الوقت، يسعى زعماء الكتل الكبيرة ومنهم رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي زعيم كتلة «النصر»، ونائب رئيس الجمهورية نوري المالكي زعيم «ائتلاف دولة القانون»، وعمار الحكيم زعيم ائتلاف «الحكمة»، وهادي العامري زعيم «ائتلاف الفتح»، وأياد علاوي زعيم «ائتلاف الوطنية»، إلى إبراز نشاطاتهم من خلال التجوال في المحافظات والمناطق داخل وخارج العاصمة بغداد، وإعلان برامجهم الانتخابية من خلال الخطب والوعود. وفي السياق، انتقد النائب عن كتلة الأحرار النيابية عواد العوادي أمس، انتشار صور مرشحين للانتخابات المقبلة من شخصيات عليها «شبهات وملفات فساد» لدى القضاء وهيئة النزاهة. وقال إن «البرلمان جزء من الدولة ويتحمل جزءا من المسؤولية عن بقاء الفاسدين، نتيجة لعدم محاسبتهم من جهة أو عدم تشريع القوانين التي تقضي على الفساد والفاسدين كقانون من أين لك هذا من جهة أخرى». وبين أن «هناك فقرة كانت موجودة بقانون الانتخابات وتم حذفها من هيئة الرئاسة، وبضغط من الأحزاب تتعلق بمنع ترشح الفاسدين إلى الانتخابات». وأضاف العوادي أن «هناك العديد من المرشحين الحاليين للانتخابات ممن عليهم ملفات فساد في القضاء أو هيئة النزاهة، من وزراء سابقين تم استجوابهم بملفات فساد أو سحب الثقة عنهم لنفس الأسباب، ونراهم اليوم يتصدرون المشهد السياسي ضمن المرشحين للبرلمان المقبل»، متسائلا «كيف دخلوا الانتخابات؟». بدورها، اعتبرت النائبة عن الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير أمس، تصريحات رئيس الحكومة حيدر العبادي بشأن رغبته في تشكيل الحكومة المقبلة وفقاً للاستحقاقين الانتخابي والوطني، مستبقا النتائج الانتخابية. وقالت في بيان إن العبادي «لا يحتاج لمثل هذه التصريحات كونه حصل على منصبه بموجب المحاصصة المعمول بها منذ 2003»، مبينة أن العراق «يحتاج إلى انتقاله جذرية من رئيس الحكومة وليس لدعاية انتخابية مبكرة، وكان يمكنه عرض برنامجه الانتخابي والتعهد بالالتزام به خلال المرحلة المقبلة». ودعت دلير العبادي لأن «يتفرغ قليلاً لغلق مواقع التواصل الاجتماعي التي بات عنوانها الأول التشهير بالنساء العراقيات، واتخاذ أشد العقوبات ضد القائمين عليها»، لافتة إلى أن الحكومة «اعتادت على الصمت تجاه أي إساءات بحق النساء العراقيات»، في إشارة إلى المقاطع الفديوية المسيئة التي انتشرت مؤخراً لمرشحات للبرلمان المقبل. بدوره، أقر صحفي، بأن الصحفيين العراقيين، باتوا ضحايا الصراعات السياسية والملاحقة القانونية، داعيا إلى ابعادهم عن الصراعات الحزبية.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©