20 يوليو 2008 00:05
أعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون أمس من بغداد التي وصلها بشكل مفاجئ أن بلاده ستواصل سحب قواتها من العراق منتصف العام المقبل، لكن من دون ''تحديد جدول زمني مصطنع''· بينما أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن تأييده لخطة المرشح الديمقراطي باراك أوباما لسحب الوحدات المقاتلة الاميركية من العراق في غضون 16 شهراً·
وقال براون خلال مؤتمر صحفي بعد لقائه رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي إن ''بريطانيا ستواصل انسحابها العسكري من هذا البلد''، موضحاً ''اننا نعتزم مواصلة تقليص عديد قواتنا، غير أنني لن أقوم بتحديد جدول مصطنع'' لذلك· وذكر بيان لمكتب المالكي أن اللقاء تضمن مناقشة الأوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة، ووجود القوات البريطانية والدور الذي ستقوم به مستقبلاً في العراق· وقال البيان إن براون جدد دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها فيما تبذله من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في العراق وخدمة ابناء الشعب العراقي·
وفي مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة البريطانية في بغداد كشف براون عن انسحاب قوات بلاده منتصف العام المقبل· وقال إن القوات البريطانية المتواجدة في مناطق جنوب العراق ستنسحب مع بداية منتصف العام المقبل وستسلم المهام الأمنية الكاملة إلى قوات الأمن العراقية التي أصبحت قادرة على حفظ الأمن والاستقرار في جنوب العراق·
وأضاف أن زيارته للعراق تستهدف بالدرجة الأساس الاتفاق على تدريب وتأهيل القوات العراقية وتعزيز التعاون المشترك بين البلدين واستكمال التطور والازدهار في مدينة البصرة· وأوضح أن حكومته ستبحث مع نظيرتها في العراق سبل التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة من مختلف النواحي والجوانب الأخرى على الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية· وأضاف ان قوات بلاده تعمل حالياً على تحويل مطار البصرة من الاستخدام العسكري إلى مطار متعدد الاستخدامات وفتحه أمام الاستخدام المدني·
على صعيد متصل وفي تعليق على الاتفاق بين بغداد وواشنطن حول ''أفق زمني'' قال السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي إن ''الادارة الأميركية في نهاية المطاف تواجه الواقع''· وأضاف ''ان الرئيس غير اتجاهه وتخلى عن معارضته الشديدة لتحديد إطار زمني لإعادة انتشار القوات الاميركية في العراق''·
وفي السياق ذاته أعلن المالكي لمجلة ألمانية انه يدعم خطة المرشح أوباما لسحب الوحدات المقاتلة الاميركية من العراق في غضون 16 شهراً، في حال انتخب رئيساً· وقال المالكي لمجلة ''دير شبيجل'' في عددها الذي يصدر غداً ''نجد أن هذه مهلة جيدة للانسحاب، الا اذا حصلت تغييرات طفيفة''· وأضاف ان ''على القوات الاميركية أن تغادر العراق في اسرع وقت، فالولايات المتحدة تواجه حتى الآن صعوبة في تحديد موعد ملموس للانسحاب لأنها تشعر بأن ذلك بمثابة اعلان هزيمة، وهو أمر غير صحيح''·
واصبحت مستويات القوات الأميركية في العراق قضية رئيسية في حملة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر بين السيناتور الديمقراطي باراك أوباما الذي يتوقع أن يزور العراق في وقت قريب جداً، والمرشح الجمهوري جون ماكين الذي يدعم استراتيجية الادارة الحالية في العراق· وقالت نيكول والاس مستشارة ماكين ان الأخير ''ينظر الى مناقشات بوش والمالكي اليوم على أنها دليل على أن زيادة القوات مؤخراً نجح مما جعل انسحاباً يعتمد على الظروف'' أمراً ممكناً·
وسخر ماكين أمس من مواقف منافسه الديمقراطي أوباما في السياسة الخارجية، متسائلاً اذا كان مخطئاً حيال افغانستان على غرار الخطأ الذي ارتكبه، في رأيه في موضوع العراق·
وقال ''أعلن اوباما استراتيجيته بالنسبة الى افغانستان والعراق حتى قبل جمعه معلومات ميدانية عبر زيارته هذه البلدين''· ورجح ''أن اوباما سيصل اليوم أو غداً الى العراق مع بعض اعضاء مجلس الشيوخ الآخرين''، الذين يشكلون وفد الكونجرس·
المصدر: بغداد
عدد اليوم
