الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

واشنطن تحذر طهران: إما التعاون أو المواجهة

واشنطن تحذر طهران: إما التعاون أو المواجهة
20 يوليو 2008 00:07
أعلن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا أمس في جنيف أن الدول الست الكبرى المعنية بالملف النووي الإيراني لا تزال تنتظر ردا من طهران على عرضها، وذلك في ختام محادثاته مع المفاوض الإيراني سعيد جليلي الذي استبعد التباحث بشأن تجميد تخصيب اليورانيوم في أي جولة مقبلة من المحادثات مع القوى الكبرى، مشيرا الى أن إيران لن تبحث إلا النقاط المشتركة بين الجانبين· جاء ذلك في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة طهران بأنه يجب عليها أن تختار بين التعاون أو المواجهة وان تتخلى عن الأنشطة النووية الحساسة· وقال شون مكورماك بعد انتهاء محادثات جنيف ''نأمل في أن يدرك الشعب الإيراني أن قادته يحتاجون للاختيار بين التعاون الذي سيجلب فوائد للجميع والمواجهة التي لن تؤدي سوى إلى مزيد من العزلة''· وقال مكورماك إن بيرنز لم يلتق بصورة منفصلة بأي فرد في الوفد الإيراني وإنه أبلغ إيران أن عليها التخلي عن تخصيب اليورانيوم كي يتسنى لها إجراء محادثات تامة مع أميركا· واعربت روسيا عن أملها أن ترد إيران في ''غضون أسبوعين'' على عرض الدول الست الكبرى، كما صرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي كيسلياك· وقال كيسلياك ''نأمل أن يساعد الأسبوعان اللذان اتفقنا مع الايرانيين حولهما، ايران على توضيح مقاربتها حول اقتراحاتنا''· واضاف كيسلياك الذي حضر اللقاء مع المديرين السياسيين في الدول الخمس الكبرى الاخرى ''سننتظر الرد من زملائنا الايرانيين ومعرفة ما اذا كانوا مستعدين لقبول إجراءات تتيح على الأقل ضمان الاستقرار السياسي حول هذا الوضع''· وقال سولانا للصحافيين إثر اجتماع جنيف الذي حضره للمرة الأولى دبلوماسي أميركي رفيع ''لقد قدمنا عرضا· لم نحصل على إجابة واضحة قبولا أو رفضا''· واضاف ''هذا اللقاء كان بناء، لكننا لم نتلق ردا على اسئلتنا''· وتابع سولانا '' نأمل الحصول على هذا الرد وأن يتم ذلك خلال بضعة أسابيع''· وصرح كبير دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي إثر المؤتمر الصحفي ''هناك دائما تقدم في هذه المشاورات، لكن هذا الأمر غير كاف''· واقترحت القوى الست الكبرى (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) في يونيو 2006 على ايران عرضا واسعا للتعاون السياسي والاقتصادي مقابل أن تتخلى عن انشطة تخصيب اليورانيوم· وفي الشهر الفائت، قدم سولانا عرضا جديدا الى طهران مقترحا مرحلة مفاوضات تمهيدية، يمكن البدء بها اذا وافق الإيرانيون في مرحلة أولى على إبقاء التخصيب في مستواه الحالي مقابل تخلي القوى الكبرى عن تشديد العقوبات المفروضة· واضفت مشاركة المسؤول الثالث في وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في اجتماع جنيف أهمية خاصة على هذه المباحثات التي يجريها سولانا باسم مجموعة الست· ويشكل حضور بيرنز انعطافة في موقف واشنطن· وكان سولانا تناول طعام الغداء في أحد مطاعم جنيف مع جليلي· وقالت المتحدثة باسم سولانا، كريستينا جالاش، إن الجلسة الأولى من المفاوضات عقدت في مقر بلدية مدينة جنيف· أما المشاركون الاخرون في هذه المفاوضات وبينهم الرجل الثالث في وزارة الخارجية الاميركية وليام بيرنز فتناولوا طعام الغداء في المطعم نفسه ولكن في قاعة منفصلة· واشارت المتحدثة الى أن حضور بيرنز يشكل ''اشارة قوية لالتزام الولايات المتحدة بحل تفاوضي''، كما اشارت الى ردود الفعل ''الايجابية'' للإيرانيين وقالت إن الدول الست ''على استعداد لابتكار أفكار لاتاحة انطلاق المفاوضات بتطابق تام مع قرارات مجلس الأمن الدولي''· وفي طهران اعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عن أمل بلاده في أن تؤدي هذه المحادثات الى وضع ''اطار للمفاوضات يرضي الطرفين'' لإنهاء ازمة الملف النووي الإيراني· وأعرب مسؤولون إيرانيون عن الأمل بان تؤدي مباحثات جنيف الى مفاوضات حقيقية من خلال اتاحة تحديد شروطها واطارها وجدولها الزمني· غير انهم رفضوا أي تعليق لتخصيب اليورانيوم معتبرين ذلك خطا أحمر لا يجوز تخطيه· وقال متكي إن جولة مباحثات السبت ستليها جولات اخرى مماثلة· واوضح ''ان الاجتماع سيؤدي على الأرجح الى اجتماعات اخرى ما يتيح تجميع وجهات النظر في مكان ما لتكون إثر ذلك موضع اتفاق بشكل يرضي الطرفين''· واضاف ''اننا ننظر إلى الترتيبات الخاصة بشكل التفاوض باعتبارها إيجابية وبناءة''· وقال كيفان ايماني عضو الوفد الإيراني الى جنيف لدى تعليقه على عرض القوى الست واقتراحات ايران التي قدمتها للامم المتحدة لتسوية قضايا العالم ''إن المباحثات لا تدور حول تجميد مقابل تجميد'' بل ''حول النقاط المشتركة بين العرضين''· الى ذلك اعرب الرئيسان الإيراني والروسي محمود أحمدي نجاد وديميتري ميدفيديف أمس عن الامل بالتوصل الى حل سياسي لازمة الملف النووي الإيراني، وذلك خلال اتصال هاتفي اجرياه عشية اجتماع جنيف· وقال نجاد لنظيره الروسي إنه سيكون بالامكان خلال المحادثات ''بحث سبل اتخاذ قرارات في مجالات مختلفة وسبل المساعدة على حل المسائل'' العالقة· كما اعرب الرئيس الإيراني عن ارتياحه لطبيعة العلاقات بين إيران وروسيا التي لها مصالح اقتصادية مهمة في إيران· من جهته اعلن الكرملين أن ميدفيديف حث ايران على ''التعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاستيضاح المسائل التي لا تزال عالقة في البرنامج النووي الإيراني''· وجاء ايضا في النص الذي وزعه الكرملين أن الرئيس الروسي كرر ''موقفه الحازم برؤية هذه الأزمة وهي تجد طريقها الى الحل عبر السبل الدبلوماسية والسياسية فقط''·
المصدر: جنيف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©