زهير مراد يصمّم فساتين على وشك الانفجار

ارتدى الشتاء عباءة ناصعة في مجموعة زهير مراد لخريف وشتاء 2009-2010، تلامسها ومضات برّاقة من الرمادي الفاتح المتدرّج، واللون اللوزي، وألوان الطيف. فساتين للسهرات، وتايورات للمناسبات الراقية تموج معاً في أجواء من العتمة الهادئة والسّكينة المحبّبة، والتي تُؤذن بهبوب العاصفة، فنثر عليها زهير مكمّلات معدنية تنقض هذه الروحية الناصعة. وفي هذه المجموعة رهافة الفساتين التي تتطاير كما هالة على وشك الانفجار. الساتان والشيفون مطرّزان بحبيبات من شواروفسكي تعطي انطباعاً بأنها زخّات مطر لؤلؤية أو دموع كريستالية. فبدت الفساتين بمظهر برّاق ودراميّ، حيث القصّات في الأعلى صلبة وثابتة تتناقض مع أطراف الزيّ المتهاودة. ويدهشنا قماش الأورجانزا الذي يرفرف كما وريقات الشجر في الجوّ الساحر، مُنبئاً ببزوغ الفجر. والتول والدانتيل يضيفان بدورهما مسحة من التلقائية والعفوية إلى الأزياء، وكأنّ في الأرض جليداً ناصعاً، والسّكون تتحسّسه الحواس فيما الطبيعة تتباطأ في الاستيقاظ. كلّ ما في هذه المجموعة يتنفس السّحر، والجمال الصوفيّ. وقد صاغهما مراد بتطريزات فخمة وأنيقة، وأضاف إليهما بلمسات من فراء الثعلب، وبوليرو أو جاكيتات قصيرة من فراء الفيزون، لإكمال أشكال العارضات، بطلات شتائه العاصف. وفي المجموعة يؤكد المصمم مراد عودة الأكتاف المدوّرة، والأكمام المنتفخة، والقصّات على الوركين تذكرّ بأناقة فيكتوريّة تنمّ عن فخامة بالمخمل والفوال. وتدور الألوان البرّاقة وتصفى أكثر، ممهورة بصبغات من الليلكي الخفيف، أو البنفسجي القاتم، انتهاء بالتوركواز الذابل.