السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع الطلب على مواد البناء صديقة البيئة بأبوظبي 25%

ارتفاع الطلب على مواد البناء صديقة البيئة بأبوظبي 25%
31 مارس 2011 22:27
ارتفع الطلب على مواد البناء الصديقة للبيئة والمستخدمة في المباني الخضراء بأبوظبي بمتوسط 25% العام الحالي، مقارنة بالعام الماضي، بحسب تجار مواد بناء ومتعاملين بالسوق. وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” إن تركز الطلب على مواد البناء المستدامة، بما فيها الأخشاب والحديد الصلب والألمنيوم والخرسانة الأسمنتية ومواد الدهان والأدوات الصحية وكيماويات البناء، دفع كثير من المصانع والشركات العاملة بالدولة لإدخال تعديلات على بعض جوانب إنتاجها، وبما يضمن توفير مواد صديقة للبيئة. وتوقعوا تحسن الطلب على المواد المتوافقة مع متطلبات برنامج “استدامة”، والتي تم فرضها على جميع رخص البناء الجديدة بأبوظبي مؤخراً. وألزم قرار لمجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أصحاب المكاتب الاستشارية باعتماد برنامج “استدامة”، والذي يعمل على تقليل استخدام الطاقة والمياه بنسبة تصل نحو 41% من الاستهلاك الحالي، وتهدف عملية التصميم المتكامل لـ”استدامة” إلى الوصول لمستويات وابتكارات غير مسبوقة للاستدامة في التنمية العمرانية في أبوظبي. وقال محب ملاك مدير تطوير الأعمال في شركة “بي أيه أس أف” لكيماويات البناء إن الشركة تتوقع زيادة في الطلب على منتجاتها من مواد البناء الصديقة للبيئة بنسبة 25% خلال العام الحالي، مقارنة بمبيعات العام الماضي، وذلك بعد تطبيق معايير الاستدامة إجبارياً على جميع المباني الجديدة. وأوضح ملاك أن منتجات الشركة عبارة عن مواد كيماوية تستخدم في أعمال البناء، بدءاً من خلطة الخرسانة، وصولًا إلى التشطيب الخارجي، إضافة إلى الدهانات ومواد الترميم والعزل الحراري. وأضاف ملاك أن الشركة انتجت مؤخراً نظماً متكاملة للعزل الحراري، وبما يتناسب مع متطلبات استدامة، موضحاً أن الشركة تراعي موافقة جميع منتجاتها مع المتطلبات الجديدة، وذلك من خلال وحدة أبحاث وتطوير خاصة بالشركة لدراسة مثل هذه المتغيرات، فضلاً عن الاهتمام بالتواصل مع الاستشاريين في هذا الشأن. وبحسب ملاك، فإنه “لا يمكن إغفال دور هذه المواد في توفير الطاقة والمياه على المدى الطويل”، على الرغم من أن أسعار بعض المنتجات الخاصة بالاستدامة تزيد 10% على المنتجات التقليدية. معايير الاستدامة ومن جهته، أوضح تامر مرعي، مدير مبيعات قسم الديكور بشركة جوتن للدهانات، أن الشركة أطلقت مؤخراً نوعاً جديداً من الدهانات يسمى “جوتاشيلد اكستريم “، مشيراً إلى أنه متوافق مع معايير الاستدامة، حيث يقلل من درجة الحرارة داخل البناية، وبالتالي يقلل من استخدام الكهرباء اللازمة للتكييف. وأوضح مرعي أن النوع الجديد من الدهانات يراعي الجوانب البيئية مثل ارتفاع تكلفة الطاقة والاحتباس الحراري وإدارة الحرارة بشكل فعال، حيث يساهم في تخفيض نسبة الطاقة المستخدمة للتبريد الداخلي بما يؤدي لتوفير الطاقة، كما يخلو من المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكروم. ورصد مرعي ارتفاعاً ملحوظاً في الطلب على منتجات الشركة المتوافقة مع معايير الاستدامة مؤخراً، موضحاً أن كثيراً من العملاء يدركون اليوم فوائد المنتجات الاستدامة. وقال “على سبيل المثال فإن استخدام نوع دهانات بسعر 100 درهم يستمر لمدة 10 سنوات، أفضل من استخدام نوع آخر بسعر 50 درهماً ولكن لا يستمر إلا عامين”. وذكر مرعي أن مبيعات الشركة بأبوظبي تشهد نمواً بنحو 20% سنوياً، موضحاً أن جوتن تمتلك 3 أقسام للدهانات، وهي دهانات صناعية وأخرى إنشائية، إضافة إلى الدهانات البحرية. وأوضح مرعي أن شركة جوتن لمواد الدهانات في أبوظبي أجرت تقييماً لدورة حياة منتجاتها لتصبح “أكثر صداقة للبيئة وتخفض من الأثر الكربوني”، بما يساهم في تحسين جودة الهواء داخل المباني. وقال إن تقييم دورة حياة المنتجات ساهم في خفض النفايات بنسبة 24%، وخفض المواد الخطرة والنفايات المعدنية بنسبة 19%، إضافة إلى توفير بنسبة 5% في استهلاك الكهرباء. ارتفاع الطلب وقال أسامة علوش، مدير المبيعات بشركة إمفل فيليكران الإمارات للأسقف الجاهزة، إن الشركة أنتجت مؤخراً أسقفاً جاهزة وفق معدلات العزل الحراري التي يشترطها نظام “استدامة”. وأشار علوش إلى ارتفاع الطلب على الأسقف الجاهزة التي تحتوي على عوازل حرارية وذلك بعد تطبيق برنامج استدامة بأبوظبي. وذكر علوش أن الشركة تنتج أسقفاً بطريقة تجمع بين الأسقف الجاهزة والعادية، بحيث يتم ترك مساحة فراغ لإضافة مواد أسمنتية إضافية وفق الحاجة. وأضاف أن الأسقف الجاهزة تساهم في توفير الوقت والجهد وكميات الأخشاب المستخدمة ومواد الدعم وأيضاً عدد العمالة، كما أنها تضم نقاط الكهرباء والاتصالات، فضلاً عن انخفاض التكلفة مقارنة بالأسقف العادية. ومن جهته، قال عبد المجيد شاهين، مدير المبيعات بشركة السيراميك العامة المحدودة، إنه على الرغم من توافق منتجات الشركة من الأدوات الصحية مع مواصفات الجودة العالمية، إلا أن الشركة قررت مؤخراً إنتاج أدوات صحية جديدة تتناسب مع متطلبات “استدامة” فيما يتعلق بتوفير المياه. وأضاف شاهين أنه “على الرغم من ارتفاع تكلفة الأدوات الصحية المتوافقة مع معايير استدامة، إلا أن إلزامية توفير المياه ضمن شروط معينة يضمن تحسن الطلب على هذه الأنواع”. وتوقع شاهين أن تؤدي المنافسة بين شركات مواد البناء إلى تراجع أسعار الأدوات الصحية، موضحاً أن تباطؤ سوق البناء بوجه عام دفع الكثير من الشركات لتخفيض هامش أرباحها. وذكر أن أسعار الأدوات الصحية بالسوق المحلية تبدأ من نحو 800 درهم، وصولاً إلى 5 آلاف درهم، وذلك حسب الألوان والأحجام والمواد المستخدمة في التصنيع. وتوقع منذر الخفش، مدير المبيعات في شركة ريم أبوظبي للمباني الخضراء، زيادة الطلب بنسبة 20% على مواد البناء الصديقة للبيئة والموفرة للطاقة خلال العام الحالي. وأوضح أن الشركة تقوم بتشييد المباني السكنية باستخدام قوالب الخرسانة العازلة الصديقة للبيئة. وتتميز المنازل المصنعة بهذه الطريقة بأنها أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة وتكلفتها منخفضة، كما يتم بناؤها بسرعة، مما يتطلب عمالة وآلات أقل، ما يخفض بدوره من تكاليف البناء. مدينة مصدر وعلى صعيد متصل، ذكر تقرير صادر حديثاً عن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” أن تشييد مدينة مصدر ساهم في تعزيز الطلب على مواد البناء الصديقة للبيئة والمستدامة، بما فيها الأخشاب والحديد الصلب والألمنيوم والخرسانة الأسمنتية ومواد الدهان. وتشير الإحصاءات إلى أن تشييد المباني المستدامة يساهم بنحو 30% من إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة الناجمة عن النشاط البشري، والتي يعد غاز ثاني أكسيد الكربون أكثرها شيوعاً. ولذلك، ركزت “مدينة مصدر” على الالتزام بالتنمية العمرانية المستدامة، لا سيما وأن تشييد المباني بأسلوب صديق للبيئة يساهم بشكل كبير في التصدي لتحديات تغير المناخ والاحتباس الحراري. وكانت شركة الفلاح، بالتعاون مع مصدر، قد أعلنت مؤخراً إنتاج خرسانة أسمنتية صديقة للبيئة، حيث أطلقت الشركة برنامجاً للأبحاث والتطوير ساهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% مقارنة بالخرسانة التقليدية. كما اهتمت شركة “أوسيانك جنرال تريدينج” لتجارة الأخشاب بتوفير الأخشاب المستدامة اللازمة للمقاولين الذي يعملون على تشييد “مدينة مصدر” بما يتفق مع معايير سلاسل التوريد التي تشترطها “مصدر”، ومع معايير المباني الخضراء (استدامة) في أبوظبي. كما استخدمت شركة “سيكون إيبوكسي” 20 ألف طن من قضبان التسليح المعاد تصنيعها في مدينة مصدر، حيث قام مصنع الشركة في أبوظبي بتزويد مباني مدينة مصدر بقضبان التسليح المصنوعة بالكامل من الفولاذ الصلب المعاد استخدامه. واكتسبت شركة “جلف إكستروشن” خبرة كبيرة في إنتاج الألمنيوم المعاد تدويره بنسبة 80%، وذلك من خلال عملها مع “مدينة مصدر”، فضلاً عن إجراء الشركة عملية تقييم شاملة لدورة حياة منتجاتها. ووفرت شركة “ريم الإمارات للألمنيوم” واجهات الألمنيوم التي تم تصنيعها خصيصاً لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة وفق أفضل التقنيات المتطورة، حيث قامت الشركة بتصنيع وتركيب الواجهات في مباني “معهد مصدر” لتوفر أعلى درجات العزل الحراري، إلى جانب الالتزام بمعايير المباني الخضراء.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©