الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

المروحة الصينية ثقافة وتاريخ وفن

23 سبتمبر 2009 00:42
يصف كتاب مترجم إلى العربية أهمية «المروحة» بالنسبة إلى الصينيين تاريخياً ووظائفها العديدة التي تراوح بين الحاجة اليومية البسيطة والوظيفة العاطفية والوطنية وحتى تلك التي تتعلق بالفنون القتالية في الدفاع عن النفس. وجاء في وصف المروحة الصينية في الكتاب أنها فضلا ًعن تاريخها العريق تتميز بتعدد أنواعها. فبالإضافة إلى المروحة المصنوعة من الريش والمصنوعة من البامبو أو القصب الهندي أو «المروحة المستديرة أوالمروحة الطواية فإن المراوح المصنوعة من أوراق شجرة اللتانيا الصينية والمصنوعة من قش القمح والمصنوعة من سعف النخل.. ومن شعر ذيل الحصان تتمتع جميعها بتاريخ طويل وتجمع عصارة وحكمة الشعب الصيني». هذا العمل الطريف الذي ألفه زوو يوكي حمل عنوان «المروحة في الثقافة الصينية» وترجمه عن الإنجليزية إلى العربية الدكتور حسانين فهمي حسين من كلية الألسن في جامعة عين شمس المصرية. والمترجم حائز ليسانس ودكتوراه في اللغة الصينية وآدابها من جامعة بكين. راجعت الكتاب الدكتورة أميمة غانم زيدان وجاء أن مركز التعريب والبرمجة قام أيضاً بالمراجعة والتحرير. الكتاب الصقيل الغلاف المزين بالرسوم الصينية التقليدية الملونة وغير الملونة الجميلة صدر في 224 صفحة كبيرة القطع عن «الدار العربية للعلوم ناشرون» في بيروت. يقول زوو يوكي في الفصل الأول من الكتاب «يعود تاريخ المروحة الصينية في تطورها إلى هذا الشكل الجميل الجذاب إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام. ولا داعي هنا لأن نستعرض تاريخ ثقافتنا القومية فقد ظهرت المروحة منذ أزمان بعيدة عند الإغريق والرومان والمصريين القدماء. و«يعود تاريخ المروحة الطواية الشائعة الاستخدام في حياتنا المعاصرة إلى عصر أسرة سونج الصينية. وقد كانت حينئذ منتجاً مستورداً من الخارج ثم تحولت بعد ذلك الى منتج صيني ومرت بمراحل..». وفي عرض للآراء المختلفة منذ القدم في هذا الأمر قال إنه من ناحية علم اللغة مثلا فإن المروحة تشير إلى الباب المنسوج من القصب «وفي مؤلف اريا تصنع المروحة من الأخشاب والقصب وما زال في اللهجات الصينية حتى اليوم من يسميها مروحة الباب». وأضاف أنه من الممكن أن المروحة الحالية كانت مستطيلة الشكل «وكان لها يد طويلة ترتكز إلى الأرض يكلف أحد الأشخاص بحملها وتشبه في شكلها السارية في الوقت الحاضر». واشتهر استخدام المروحة المصنوعة من الريش في التهوية منذ 3000 عام. المروحة المصنوعة من الحرير التي استعملت إلى جانب تلك المصنوعة من الريش والبامبو «كانت نتاجاً لتطور المنتجات الحريرية اليدوية في عصر أسرة خان الملكية. ونقرأ عن هذه المروحة الصينية «أصبحت المروحة المستديرة المرسومة عبارة عن رسالة جميلة يتبادلها الأحبة في ما بينهم. وفي عصر أسرة تانج ظهرت أشعار تتغنى بالمروحة المصنوعة من الحرير...». وقال إن جمهور المثقفين يهتم كثيراً بالرسوم والصور التي تزين المراوح «ويهتمون بدقة نحت ونقش جسم المروحة وينظرون إليها على أنها تحف تستحق جمعها والتمتع بها..» وفضلاً عن استعمالات متنوعة فقد «دخلت المروحة في الأعمال الأدبية الكبرى منذ زمن بعيد ففي عصر الممالك الثلاث المتحاربة نرى القائد العسكري الشهير جوو قه ليانج يأخذ بمروحة ذات منديل حريري مصنوعة من الريش ليستخدمها بأسلوب أنيق في أمور الإدارة العسكرية. وفي العمل الأدبي الشهير «رحلة إلى الغرب» نرى سون دا شينج يأخذ بمروحة مصنوعة من ورق الموز وفي «أبطال البحيرة» نرى صورة سون شينج صاحب المروحة الحديدية التي تفوق قوتها قوة الإنسان..». وهناك المسرحيات التي أخذت من أسماء المراوح عنواناً لها. وكان للمروحة ظهور واضح على خشبة المسرح فنرى في الأعمال المسرحية الشهيرة مثل «مقصورة مودان». وكانت المروحة ضمن الأشياء المهمة التي تتجهز بها العروس. وارتبطت المروحة أيضاً بالمراسم كإهداء الملك «زوجاً من المراوح لتكون وسيلة للرياح المنعشة..» كما «ارتبطت المروحة بفن رياضة الوو شو (لعبة الدفاع عن النفس الصينية).. فكانت السلاح الفعال الذي يرفعه بطل الوو شو وهو غارق في تأملاته». وقال الكاتب متسائلاً «من منا كان قد فكر في أن مثل هذه المروحة الصغيرة لديها القدرة على إثارة الرياح الساكنة وان تحرك الجيوش وان تبعد العدو؟ فمن بإمكانه أن يتخيل أن شكلها الخارجي الجميل والساكن يخفي داخله مهارات وروح فن الدفاع عن النفس (الواو شو)». وقد استخدمت المروحة أحياناً إذا كانت مصنوعة من المعدن كآلة مقاومة وكخنجر أو سيف صغير بشفرات حادة أو كهراوة صغيرة.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©