السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا: النووي و«الخط الساخن»!

23 ابريل 2018 02:20
أعلن زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج اون» في وقت مبكر من يوم السبت الماضي، أن بلاده لم تعد بحاجة لاختبار أسلحتها النووية أو الصواريخ طويلة المدى، وأنها ستغلق موقع التجارب النووية. وقال كيم في بيان نقلته وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية: «إن موقع التجارب النووية في الشمال أنجز مهمته». وجاء إعلان كيم بعد أيام من اجتماع القمة المقرر عقده مع رئيس كوريا الجنوبية «مون جاي-ان»، وعلاوة على ذلك، يخطط كيم للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب قريباً. وتعد هذه هي المرة الثانية في غضون يومين التي يقوم فيها كيم بتنازل كبير على ما يبدو للولايات المتحدة، لكنه في الواقع عزز الوضع الراهن، حيث إن كوريا الشمالية أوقفت بالفعل اختبار أسلحتها. ولم يشر كيم في تصريحاته الأخيرة إلى تفكيك الأسلحة النووية والصواريخ طويلة المدى التي بنتها كوريا الشمالية بالفعل. وعلى العكس، فقد أشار إلى أنه سيحتفظ بها. ومع ذلك، فقد رحب ترامب بما قاله كيم، وقال في تغريدة له على تويتر: «لقد وافقت كوريا الشمالية على تعليق جميع الاختبارات النووية وإغلاق موقع الاختبار». وأضاف: «هذه أخبار جيدة جداً بالنسبة لكوريا الشمالية وللعالم -تقدم كبير! نتطلع إلى قمتنا». وأشاد مكتب الرئاسة الكورية الجنوبية بقرار «كيم» في بيان. وقال «يون يونج-تشان»، المتحدث باسم الرئيس «مون»: «في رأيي، فإن قرار كوريا الشمالية يمثل تقدماً مهماً نحو نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية، وهو هدف يرغب العالم في تحقيقه». ورغم هذا الحماس، فإن المسؤولين الأميركيين يراقبون كيم بمزيج من الرضا والحذر. قد يكون تحرك زعيم كوريا الشمالية تحركا تكتيكياً، مما يضع الولايات المتحدة في موقف دفاعي قبل المحادثات بشأن ترسانتها النووية. وقال مسؤولون أميركيون إنه من خلال التلويح بغصن الزيتون، تمارس كوريا الشمالية ضغوطاً على الولايات المتحدة لقبول اتفاق قبل أن يوافق كيم على التخلي عن الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. ومن الممكن أيضاً أن يحاول كيم إحداث وقيعة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، نظراً لأن مون قد أكد بشدة على إنهاء أكثر من ستة عقود من الصراع في شبه الجزيرة الكورية. ويوم الخميس الماضي، قال مون إن «كيم» قد قام بمبادرة مماثلة، قائلاً، إن كوريا الشمالية لم تعد تصر على انسحاب القوات الأميركية من شبه الجزيرة الكورية. بيد أن مسؤولي البيت الأبيض رفضوا هذه التصريحات، قائلين إن خروج القوات لم يكن أبداً مطروحاً للنقاش. وفي تصريح عقب اجتماع اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، قال كيم إن بلاده لا تحتاج لمزيد من اختبارات الصواريخ النووية بعيدة المدى لأنها حققت بالفعل ردعاً نووياً. وأضاف أن الوقت قد حان الآن للتركيز على بناء الاقتصاد. ونقلت وكالة الأنباء الكورية المركزية عن كيم قوله: «اعتباراً من 21 أبريل، ستوقف كوريا الشمالية الاختبارات النووية وعمليات إطلاق الصواريخ الباليستية العابرة للقارات». وقالت الوكالة إن كوريا الشمالية «ستغلق موقع التجارب النووية في الجانب الشمالي من البلاد لضمان الشفافية في تعليق التجارب النووية». وبالنسبة للمسؤولين والمحللين في كوريا الجنوبية، فإن قرار كيم بإغلاق موقع التجارب النووية الوحيد المعروف في بلاده، في «بونجي –ري» في شمال شرق كوريا الشمالية، وتعليقه الرسمي لاختبارات الصواريخ بعيدة المدى، ما هي إلا بعض من «خطوات بناء الثقة» التي كانوا يأملون أن يقوم بها كيم للمساعدة على تحسين مزاج الحوار في واشنطن. لقد أمضى كيم العام الماضي في إجراء سلسلة من الاختبارات للصواريخ النووية والباليستية العابرة للقارات، ما أثار التوترات وخطر الحرب مع الولايات المتحدة. لكنه بدأ تحولاً كبيراً منذ شهر يناير مع سلسلة من المناورات الدبلوماسية، بما في ذلك عقد اجتماع قمة مع الرئيس الصيني «شي جين بينج» في بكين الشهر الماضي، في أول رحلة خارجية له منذ توليه الحكم. هذا علاوة على الدعوات التي وجهها لمون وترامب لإجراء محادثات قمة. وينقسم المحللون في المنطقة بشدة حول دوافع كيم. فالبعض يقول إن كيم يريد فقط استخدام المفاوضات لكسب الوقت وتخفيف العقوبات الدولية، وإنه لا يعتزم إطلاقاً التخلي عن أسلحته النووية. وفي الوقت نفسه، يقول آخرون إن كيم سيتخلى في النهاية عن ترسانته النووية إذا ما عُرضت عليه حوافز مناسبة، مثل الضمانات الأمنية، ومعاهدة سلام وتطبيع العلاقات مع واشنطن والمساعدات الاقتصادية التي يحتاج إليها لبناء اقتصاده. وجاء إعلانه الأخير بعد يوم واحد من قيام الكوريتين بإنشاء أول خط ساخن بين كبار القادة في الدولتين، وهي علامة أخرى على تحسين العلاقات في شبه الجزيرة الكورية المنقسمة. وكان من المتوقع أن يستخدم «مون» الخط الساخن، الذي ثبته في مكتبه، ليتحدث إلى كيم قبل أن يجتمعا على الحدود الكورية يوم الجمعة. لكن لم يتم تحديد موعد لأول مكالمة. ويذكر أن الكوريتين لديهما خط هاتفي ساخن في قرية «بانمونجوم» -موقع انعقاد القمة بين الكوريتين منذ سنوات. ويقوم الضباط من كلا الجانبين بتشغيل الهواتف الخاصة بهم في بانمونجوم يومياً في حالة اتصال أحد الطرفين بالآخر. وقد تم قطع الخطوط في أوقات التوتر الثنائي بين الجانبين، لكن تم استعادة الاتصالات. وعندما التقى ممثلو «مون» مع «كيم» في سيول، اتفقت الكوريتان على تركيب الخط الساخن لاستخدامه من قبل الرئيسين قبل اجتماع القمة بينهما. ومؤخراً، قام ترامب بإرسال مدير وكالة المخابرات المركزية «مايك بومبيو» للقاء كيم لوضع الأساس لعقد اجتماعهما، الذي سيكون أول لقاء قمة بين الدولتين. ويأمل المسؤولون الكوريون الجنوبيون في أن يساعد الخط الساخن على تحسين الاتصالات بين كبار القادة وتمهيد الطريق لتحسين العلاقات بين الكوريتين. ومن الممكن أيضاً استخدام الخط الساخن لتجنب الاشتباكات المسلحة غير المقصودة بين الجانبين، بحسب ما قالوا. * ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©