الوزاري العربي يؤكد أهلية القضاء السوداني لإحقاق العدالة

حذر وزراء الخارجية العرب في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري برئاسة وزير خارجية جيبوتي محمود على يوسف وبحضور أمين عام الجامعة عمرو موسى مساء أمس من خطورة تداعيات اتهام مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو للرئيس السوداني عمر البشير بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور غربي السودان· وترأس وفد دولة الإمارات في الاجتماع معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وحضر 14 وزير خارجية ووزير دولة للشؤون الخارجية بينما مثل باقي الدول وكلاء وزارات خارجية أو مندوبون دائمون لدى الجامعة· وأكد وزراء الخارجية العرب في ختام اجتماعهم الطارئ احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه واستقلاله، وطالبوا جميع الدول بتأكيد هذا الالتزام عملياً ودعم المساعي الرامية الى تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبنائه، وأعلنوا التضامن مع السودان في مواجهة أي مخططات تستهدف النيل من سيادته ووحدته واستقراره، وعدم قبول ''الموقف غير المتوازن'' لمدعي عام المحكمة الجنائية الدولية في الطلب الوارد في مذكرته المرفوعة الى المحكمة الجنائية الدولية''· وأكد الوزراء أهلية القضاء السوداني واستقلاله، وأنه صاحب الولاية الأصلية في إحقاق العدالة، داعين الى استكمال المحاكمات وتحقيق العدالة الناجزة في دارفور بمتابعة من جانب الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي· كما أكدوا رفضهم لأي محاولات لتسييس مبادئ العدالة الدولية واستخدامها في الانتقاص من سيادة الدول ووحدتها وأمنها واستقرارها ورموزها الوطنية· وطلبوا من مجلس الأمن الدولي تحمل مسؤولياته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتوخي الحذر الشديد في التعامل مع الأوضاع في السودان وعدم السماح باتخاذ إجراء يؤدي الى تقويض جهود التسوية السياسية لأزمة دارفور أو تهدد جهود حفظ السلام في جنوب السودان· ودعوا الى عقد اجتماع دولي رفيع المستوى بمشاركة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي مع الجامعة العربية لدفع العملية السياسية في دارفور ووضع ''خريطة طريق'' وإطار زمني لتنفيذها· وتم تكليف الأمين العام للجامعة عمرو موسى بعرض خطة التحرك التي تم الاتفاق عليها مع الحكومة السودانية خلال زيارته للخرطوم اليوم· وقرروا إبقاء المجلس في حالة انعقاد لمتابعة تطورات الموضوع· واقتصرت الجلسة الافتتاحية على كلمة قصيرة ألقاها رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب محمود علي يوسف قال فيها ''فوجئنا جميعا بطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توقيف فخامة الرئيس عمر حسن البشير بينما كان فيه السودان منهمكا في استكمال العملية السياسية''· وأضاف ''هذا الإجراء يعتبر سابقة خطيرة في تاريخ التعامل مع رؤساء الدول وستكون له تداعيات سلبية على السودان والمنطقة كلها· كما أن مصداقية ''النظام الدولي معرضة للتآكل بسبب ازدواجية المعايير في المجتمع الدولي، فالعالم يشاهد معاناة الشعب الفلسطيني ولا يحرك ساكناً''· وذكر مصدر دبلوماسي عربي شارك في الاجتماع أن السودان قدم طلباً يقضي بتجميد عضوية الدول العربية في اتفاقية المحكمة الجنائية الدولية· كما طلب أيضاً رفض الاتهام الموجه الى البشير والتعامل في الشق القانوني مع المحكمة الجنائية، غير أن غالبية الدول المشاركة قابلت الطلب بفتور مبررة مواقفها بأنه يجب التعامل مع القرار بحذر شديد لأنه صادر من جهة دولية· في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية في الخرطوم أن 21 شخصا قُتِلوا خلال هجوم مسلح نفذته مجموعة مسلحة على قرية في منطقة هشابة بولاية جنوب دارفور أمس· وأوضحت أن المجموعة المسلحة هاجمت فريقاً لقبيلة الفولاني المعروفة في السودان باسم '' الفلاتا'' وقتلت14 امرأة وطفلاً ونهبت 400 رأس ماشية، فيما لاحق رجال القبيلة الجناة وقتلوا 7 منهم وتمكنوا من تدمير سيارة واعادة جزء من الماشية المنهوبة·