السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تايلاند... وضعوط حركة «القمصان الحمر»

تايلاند... وضعوط حركة «القمصان الحمر»
23 سبتمبر 2009 00:45
ينوي المناوئون للحكومة التايلاندية الحالية الاحتشاد في بانكوك يوم السبت المقبل بمناسبة الذكرى الثالثة للانقلاب العسكري ضد رئيس الوزراء السابق «تاكسين شيناواترا»، وذلك على الرغم من قوانين الأمن الداخلي الصارمة التي تخول لقوات مكافحة الشغب القبض عليهم. وسوف يعبر المتظاهرون الذين يرتدون القمصان الحمراء، والمتوقع أن يصل عددهم إلى 30 ألف شخص على الأقل عن تأييدهم لـ «تاكسين « الذي يعيش في المنفى في الوقت الراهن، وذلك على الرغم من أن السلطات قد قمعت الاحتجاجات العنيفة، التي قاموا بها خلال شهر أبريل الماضي وقبضت على قادتهم الذين قد يواجهون تهماً جنائية. وكان العام الماضي قد شهد أيضاً تظاهرات عنيفة للمحتجين من ذوي القمصان الصفراء، المؤيدين لرئيس الوزراء الحالي «أبهيسيت فيجاجيفا»، قاموا خلالها باحتلال مبان حكومية ومطارين. وعقب فض تلك التظاهرات، كونت هذه المجموعة حزباً سياسياً تحالف بشكل فضفاض مع «أبهيسيت» الذي تولى الحكم في ديسمبر الماضي، بعد أن أعفت المحكمة الدستورية الحكومة السابقة الموالية لـ «تاكسين». منذ ذلك الوقت، غدت تايلاند رهينة لصراعات سياسية، أثارت قلق الولايات المتحدة الحليف التقليدي لها، خصوصاً بعد أن انخرط جيشها في معارك عنيفة ضد التمرد الذي يقوده الإسلاميون في المقاطعات الجنوبية. ولكن ما الذي يريده المتظاهرون؟ وما مدى الدعم الذي يمتلكونه؟ يريدون حل البرلمان، وإجراء انتخابات مبكرة لتحقيق العدالة الاجتماعية، والحد من نفوذ النخب القوية في بانكوك التي يتهمونها بتقويض الديمقراطية. وحركة «القمصان الحمر» ليست جيدة التنظيم، وتعتمد في بقائها على استثمار الغضب السائد في أوساط الفلاحين والطبقة العاملة منذ الانقلاب الذي تم ضد «تاكسين» وما تلاه من أحداث. ويشار في هذا الصدد إلى أن الحركة قد تمكنت من جمع 3.5 مليون توقيع تقريبًا على الالتماس الذي تقدمت به للملك لمنح «تاكسين» عفواً ملكياً. ويقول المحللون إن نواب البرلمان الموالين لـ «تاكسين» سوف يفوزون - على الأرجح - إذا ما عقدت الانتخابات في الوقت الراهن. أما حركة «القمصان الصفر» المناوئة واسمها الرسمي «تحالف الشعب من أجل الديمقراطية»، والتي كانت قد تكونت عام 2006 عندما كان «تاكسين» لا يزال في السلطة، فيقودها في الوقت الراهن قطب إعلامي كبير، وعمدة سابق، وعضو نقابة تجارية، أما أتباعها في غالبيتهم العظمى، فهم من «المحافظين» الذين يخشون فقدان المزايا التي يحظون بها في الوقت الراهن، إذا ما قامت في البلاد حكومة منتخبة قوية. في العام الماضي، قامت تلك الحركة باحتجاجات متواصلة استمرت عدة شهور وصلت إلى ذروتها بالاستيلاء على مطاري بانكوك الرئيسيين واحتلالهما لمدة أسبوعين. وقد نظمت الحركة احتجاجاً- أصغر حجماً من احتجاج حركة «القمصان الحمر» المتوقع - يوم السبت المقبل، وذلك على بعد مئات الأميال من العاصمة تايلاند وتحديدا بالقرب من الحدود التايلاندية - الكمبودية المتنازع عليها. ومن المعروف أن تلك الحركة تتهم كمبوديا باغتصاب أراض من تايلاند، وهو موضوع استغلته العام الماضي لتهييج المشاعر الوطنية ضد الحكومة الموالية لـ«تاكسين». ولكن ما مدى قوة رئيس الوزراء الحالي؟ يستمد «أبهيسيت فيجاجيفا» الاقتصادي المتخرج من لندن نفوذه من الدعم الذي يحصل عليه من جماعات رجال الأعمال القوية، الذين أثنوا على أدائه عندما تمكن من رفع مستوى الإنفاق العام في اقتصاد ضعيف. وعقب نجاحه في إخماد الاضطرابات التي جرت في أبريل بأقل حد ممكن من إراقة الدماء، حصل» أبهيسيت» على المزيد من الدعم في استطلاعات الرأي. ولكن موافقته على إجراء انتخابات مبكرة في الوقت الراهن، الذي تحتدم فيه الصراعات داخل حزبه، فستكون خطوة محفوفة بالمخاطر، وخصوصاً أن الأحزاب الموالية لـ «تاكسين» تتمتع بنفوذ قوي في المناطق الشمالية والشمالية الشرقية ذات الكثافة السكانية الكبيرة. ولكن ماذا عن موقف الجيش والأسرة الملكية الحاكمة؟ على الرغم من الجيش يؤيد «أبهيسيت» إلا أن ولاءه التام غير مضمون خصوصاً، وأن هناك انقساما داخل قياداته حول كيفية التعامل مع «تاكسين»، الذي أطاحوا به من السلطة بعد أن اتهموه بالفساد وإساءة استخدام السلطة، وإهانة الأسرة المالكة. والجيش هو القوة التي تقف من وراء الحكومة، فهذا الجيش كما يقول «كريس بيكر» المؤرخ الذي يعيش في بانكوك «لم يتكيف بعد على عدم التدخل في شؤون السياسة». أما العرش، فيحظى باحترام شديد من الشعب، غير أن اعتلال صحة الملك «بهوميبول أدولاياديج» أقدم ملوك العالم، أدت إلى مفاقمة الصراع داخل البلاد، لا سيما بعد أن عين خلفا له، هو ولي العهد»مها فاجيرالونجكورن» الذي يفتقر إلى الخبرة والاحترام اللذين يتمتع بهما والده. ومن المتوقع أن يظهر الاقتصاد التايلاندي بعض علامات التحسن مع نهاية هذا العام بفضل الإنفاق الحكومي الذي ساعد على بقاء عجلته دائرة بعد تقلص الاستثمارات وتعرض السياحة إلى ضربة عنيفه بسبب التباطؤ العالمي وانتشار إنفلونزا الخنازير. وكانت السياحة التي يعمل بها ملايين التايلانديين - معظمهم في مشروعات صغيرة تشكل عصب الاقتصاد التايلاندي - قد درّت على البلاد في العام الماضي 17 مليار دولار، أي ما يعادل 6 في المئة تقريبا من ناتجها المحلي الإجمالي. سايمون مونت ليك- بانكوك ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©