«إيرباص» تتوقع نمو الطلب على الطائرات في المدى الطويل

رغم معاناة شركات الطيران العالمية من الخسائر المالية الحادة على المدى القصير، إلا أن عملاق صناعة الطائرات «إيرباص» توقعت هذا الأسبوع أن يواصل الطلب على الطائرات ارتفاعه خلال فترة العشرين عاماً المقبلة. واستندت «إيرباص» في توقعاتها إلى تقديرات تشير إلى نمو مستمر في حركة المرور الجوية في العالم النامي، وتوسع بوتيرة متسارعة في الشركات المنخفضة الكلفة، أو ما يسمى بالطيران الاقتصادي. وتوقعت الشركة المصنعة للطائرات التابعة لمجموعة الأيدسي الأوروبية بأن شركات الخطوط الجوية ستعمد إلى شراء كمية بحوالي 25 ألف طائرة جديدة بحلول العام 2028، بقيمة سوقية تبلغ 3.1 تريليون دولار، مما يشكل زيادة بنسبة 2.7% بالنسبة لتوقعاتها السابقة في فبراير عام 2008، عندما كانت الشركات الناقلة تواجه الآثار الأولية للأزمة الاقتصادية العالمية. وذكرت شركة إيرباص، التي تتوقع تأمين طلبيات لشراء حوالي 300 طائرة هذا العام، أن الانخفاض الحالي الحاد في مستوى الحركة المرورية الجوية في العالم بات من المقدر له أن يستقر في عام 2010، قبل أن يتجه إلى الارتفاع بنسبة تصل إلى 4.6%، أي قريباً من متوسط النمو بمعدل 5% خلال فترة الثلاثين عاماً المقبلة. ولكنها تنبأت بانخفاض في حركة المرور الجوية عام 2009 بمعدل يتراوح ما بين 2 و4%. ويقول جون ليهي كبير ضباط المبيعات في شركة إيرباص «يعتبر النقل الجوي صناعة تميل إلى النمو، وهي تمثل أحد أهم المقادير في الاقتصاد العالمي»، إلا أن المنظمة الدولية للنقل الجوي (أياتا) توقعت الأسبوع الماضي أن تتكبد شركات الخطوط الجوية في العالم مجتمعة خسائر بحوالي 11 مليار دولار هذا العام، إضافة إلى خسائرها التي تكبدتها بقيمة 16.8 مليار دولار عام 2008. ورغم هذه الخسائر الباهظة، ذكر ليهي أن إيرباص لم تشهد سوى القليل من الانخفاض في طلبيات تأجيل أو إلغاء الصفقات. وقال «هنالك العديد من الأشخاص الذين يتحدثون عن عمليات إلغاء هائلة العدد في ظل الركود، ولكنه أمر غير حقيقي على أرض الواقع». وأشار إلى أن شركة إيرباص لم تتلق سوى أقل من 40 طلباً للإلغاء هذا العام، أي أقل من واحد في المئة من إجمالي طلبيات الشراء المسجلة في دفاتر الشركة بحوالي 3600 طائرة. بيد أنه أقر بأن العديد من الزبائن باتوا يواجهون المصاعب في تأمين التمويل، وعمد بعضهم إلى تأجيل الطلبيات إلى بضع سنوات في بعض الأحيان، إلا أنه رفض تحديد عدد الطلبيات التي تم تأجيلها حتى الآن. ومن جهة أخرى، شهدت شركة بوينج العملاقة الأميركية المنافسة إلغاء 64 طلبية للشراء على الأقل هذا العام تتعلق معظمها بالطائرة المنتظرة من نوع دريم لاينر 787، والتي تم تأجيلها لأكثر من عامين بسبب مشاكل تخص عملية الإنتاج. ولكن المحللين حذروا من جانبهم من أن الخسائر المتنامية التي تتكبدها الصناعة ستؤدي حتماً إلى المزيد من عمليات الإلغاء والتأجيل في طلبيات الشراء خلال الأشهر القادمة. وبدون أن تعمد شركتا إيرباص وبوينج إلى إجراء خفض كبير في الإنتاج، فإن الأمر سيتمخض عن فائض في أعداد الطائرات في السوق وبشكل يمارس ضغوطاً هائلة على الأسعار. وتوقع محللون في مصرف «يو بي إس» الشهر الماضي حدوث فائض عالمي في أعداد الطائرات التجارية بمقدار 1400 طائرة بحلول نهاية هذا العام، إلا أن شركة إيرباص ذكرت أنها استمرت تشهد طلباً متنامياً على طائرات الركاب في منطقة آسيا الباسيفيكية وبخاصة من دول الصين والهند. وبات من المتوقع بحسب تقديرات الشركة أن تسهم القارة الآسيوية بنسبة 31% في مبيعات الطائرات الجديدة في خلال فترة العقدين المقبلين تليها أوروبا بنسبة 25% ثم أميركا الشمالية بمعدل 23%. وستشهد المبيعات من أوروبا وأميركا الشمالية ارتفاعاً بدعم من الحاجة إلى استبدال الطائرات المعمرة القديمة والاتجاه إلى استخدام الأساطيل الجديدة المرشدة للوقود، إضافة إلى التوسع المستمر في الشركات الناقلة المنخفضة الكلفة، والتي أصبحت تمثل حوالي ثلث إجمالي المقاعد في كامل الصناعة. عن «انترناشونال هيرالد تريبيون»