الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شهناز بستكي تودع أحلامها الهندسية وتتفرغ لطموحاتها الفنية

شهناز بستكي تودع أحلامها الهندسية وتتفرغ لطموحاتها الفنية
28 مارس 2012
بين الإبحار في عوالم الصور وواقع الحياة، الذي استطاعت أن ترصده عبر ثلاثة من مؤلفاتها تناولت الحياة داخل دولة الإمارات وخارجها، قامت شهناز أحمد عبدالرزاق بستكي، بتكريس الصورة المشرقة للمرأة الإماراتية في كل المجالات التي انتهجتها، وقدرتها على تحقيق النجاح تلو النجاح، عبر كتابها الذي كشفت عنه الأسبوع الماضي تحت عنوان «أبوظبي الإمارة المتألقة»، ومعرض الصور الفوتوغرافية عن إمارات الدولة السبع، التي قامت بالتقاطها عبر رحلتها مع العلم والعمل والإحساس بجماليات التراث والهوية الإماراتية، وتسجيل معالم النهضة الشاملة التي تسم كل مظاهر الحياة على أرض الإمارات في العصر الحديث. أكدت المؤلفة المواطنة شهناز أحمد عبدالرزاق بستكي، عقب إطلاقها كتابها الثالث «أبوظبي الإمارة المتألقة»، ومعرضها الخاص بصور عن أبرز الشواهد الحضارية في دولة الإمارات، أن دراستها للهندسة وسنوات العمل الكثيرة، عرقلت الكثير من طموحاتها ومشاريعها الإبداعية، التي تتمنى تحقيقها الفترة المقبلة، بعد أن قررت وداع الهندسة بلا رجعة والتفرغ للكتابة والتأليف، وممارسة هوايتها المحببة في تسجيل ورصد كل ما تقع عليه عيناها ويترك أثراً في ذاتها، بواسطة عدسات الكاميرا التي تعتبرها الصديق الوفي الذي يلازمها في كل مكان. فترة خصبة وعن بدايتها مع التأليف وخوض تجربة الكتابة، أشارت بستكي إلى فترة الدراسة الجامعية، حيث كانت تقوم بتدوين وكتابة خواطر متفرقة عن تلك الفترة الخصبة في حياتها، حينها بدأت تحس بميل قوي لدخول عالم الأدب والكتابة، غير أن دراسة الهندسة الصعبة ووجودها بعيداً عن الوطن سواء في الكويت أو المملكة المتحدة لاستكمال دراستها، وانخراطها في الحياة العملية بعد ذلك، كل هذه العوامل مجتمعة أخذتها بعيداً عن عالم الأدب الجميل الذي يغوص في أعماق النفس البشرية وفي بواطن الأوطان، لاستخراج لآلئ المعاني. وحول العلاقة بين الهندسة وعالم الكتابة، قالت بستكي: كل منا يكتب أو ينطق شعراً بطريقة ما، فمهارة تركيب الكلمات فن وأحياناً سلاح ذو حدين، تحددها الذات والمؤثرات الخارجية، كثيراً ما أوقفني استفسار البعض عند علاقة اتجاهي الأدبي ودراستي الهندسة المدنية وبالذات تخصصي بهندسة المنشآت كدراسات العليا، شيء ما في داخلي دفعني ألعب بالكلمات وأصيغها بالطريقة المرتبة في بعض مؤلفاتي خصوصاً كتاب “ابق إنساناً”، حيث وجدت نفسي أركب سياق الكلمات في الجمل بالطريقة نفسها التي كنت أحل بها المسائل الهندسية، فكلاهما يتطلب المنطق والحدس، وأعتقد أنه لا يستطيع أي شخص أن يكون شاعراً أو أديباً مهما قرأ وتعلم لو لم يمتلك جزءاً من الشفافية والحس المرهف، إلا أن فن تركيب الكلمات علم واسع يستحق الاهتمام وبناء أسسه ووسائله ومجالاته لما له أثر في التغيير والتطوير، وكتابة مقالة أدبية كأي مشروع يتطلب عناصر ومقومات هي: الرؤية أو الفكرة، الأهداف، الوسائل، ثم البحث والتطبيق. مقالات أدبية ولفتت إلى أن كتاب “ابق إنساناً”، كان ثاني مؤلفاتها وأصدرته في نوفمبر من عام 2010، وتضمن مقالات أدبية تمس الجانب الإنساني والتنمية الذاتية وإن بدا البعض منها في إطار سياسي أو قومي فإن الغرض الأساسي هو تعزيز الجانب الروحي والثراء النفسي والأمن الاجتماعي، هذا الكتاب حصيلة مشاعر وتأملات وتجارب عبر زمن مملوء بالأحداث والمتغيرات، عبارة عن طاقة ذخرت لتتجلى بشكل أقوى وأوسع وأنفع، وصوت لمن أراد أن يكون، حيث حاولت المؤلفة استخدام رغبتها في الكتابة والتصوير لإبراز قضايا إنسانية، وبحثت عن تعابير وصور تستطيع أن تعبر عن المقالات المتضمنة في الكتاب، فوجدت بالنهاية أنها تختبئ في عيون أطفال تتجول بضواحي إحدى الدول الآسيوية وأخرى أفريقية، وكذلك أحياناً في المراكز الخيرية المختلفة، هؤلاء الأطفال هم أبطال هذا الكتاب «ابق إنسانا». أما كتابها الأول، فكان عن إمارة دبي وحمل اسم «دبي المدينة الساحرة»، وهو عبارة عن مرجع سهل وممتع للسياح والمقيمين على السواء، فيه تتجلى إمارة دبي من خلال الصور التي تبرز سحرها وجمالها، متضمناً الأبراج والعمارات الشاهقة، مراكز التسوق الفخمة، الحدائق الخلابة، أهم المعالم السياحية والتاريخية، الشواطئ، الضواحي الممتدة على الجوانب، يتخلل الكتاب قصة عن رحلة للسياح الأجانب داخل مدينة دبي، ويتضح أثناء الرحلة أن لكل منهم هدف للزيارة، والقصة مملوءة بالمشاعر الإنسانية لتقف وسط الثورة العمرانية والزحف المادي المرادف. وبينت بستكي أن اهتمامها بدبي جاء بسبب نشأتها هناك. وبعد ذلك توجهت بوصلتها الأدبية إلى أبوظبي بوصفها العاصمة الجميلة للوطن الأم، ويسعدها أن تبرزها بصورة متألقة ومشرقة كما يتبين من عنوان الكتاب. وتابعت: من أبوظبي سأنتقل إلى إماراتي الشارقة وأم القيوين ثم بقية إمارات الدولة تباعاً، غير أني لم أحدد وجهتي الفكرية في صياغة موضوعات الكتب القادمة، غير أنها في أغلب الأحول ستنحو منحى أدبياً يتعرض للظواهر الحضارية والاجتماعية في إمارات الدولة، وأتمنى أن أجد الوقت الكافي لتحقيق كل ما أصبو إليه من مشروعات أدبية. طاقات إبداعية إلى ذلك، أكدت بستكي أن عملها الوظيفي أثر سلباً على طاقتها الإبداعية في مجال التأليف والكتابة؛ ولذلك تركت العمل مؤخراً لتتفرغ لممارسة هواياتها في الكتابة، ثم تحدد موقعها في المشهد الثقافي الإماراتي، حيث تنتظر الوقت والمكان المناسبين لتبدأ بالمساهمة الفعلية في المشهد الثقافي الذي تحتل منه الآن موقع المتفرج، لافتة إلى أن تأليف الكتب يأخذ حيزاً كبيراً من الوقت والتركيز، وهو ما ستحاول توفيره لنفسها الفترة المقبلة. وبسؤالها عن المصاعب والعراقيل التي قد تواجهها في توزيع مؤلفاتها، وكيف ستتغلب عليها؟ شددت بستكي على أهمية السؤال وقالت إنها الآن تقوم بدور الراعي والداعم والممول لكل كتبها التي أصدرتها، وتمنت مزيداً من الدعم والمتابعة من أجل تيسير عملية التوزيع. وفيما يتعلق بمعرض الصور الفوتوغرافية الذي طرح على الجمهور الأسبوع الماضي، أوضحت بستكي، أنها لا تعتبر نفسها مصورة محترفة، وكل ما قامت به هو عملية تجميع لمشاهد حضارية ومعالم تراثية، استفزت فيها حبها للتصوير، خاصة وهي تتابع النهضة العمرانية لدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي جعلتها تقف مفتونة بجمال عماراتها وصروحها وأفقها، وهذا الجمال الباهر الذي يطل من كل ما تقع عليها عيناها. وقالت: لا أعتقد أني من الذين يمتلكون مجموعة فريدة من آلات التصوير ومجموعة كتب لفن التصوير وأحفظ أسماء المصورين العالميين، إنني هاوية تصوير في الغالب آمل الاحتراف، درست بكالريوس هندسة خمس سنوات، ثم الماجستير سنة ونصف السنة وتعلمت التصوير بأيام معدودة ربما خمسة أيام، حيث أعتمد على حدسي في التصوير، والتصوير الذي أمارسه هو موهبة تعتمد أكثر على المحتوى الذاتي من رؤية وفكرة وحدس وفن أكثر من المعلومات العلمية. عشق التصوير وحول الصعوبات التي واجهت البستكي أثناء التصوير وكيف تغلبت عليها، ذكرت أنه يأتي في مقدمتها الغبار، عدم الرؤية، حرارة الشمس، الازدحام، ولكن حبها للتصوير وإيمانها بما تفعله، جعلها تتغلب على أي مصاعب، وكانت المحصلة مجموعة رائعة من الصور مثلت زخماً كبيراً لها، حين قررت إنجاز مشروعاتها في التأليف المصحوبة بصور فوتوغرافية عالية المستوى، وأخيراً معرض الصور الأخير الذي أقيم في أبوظبي. وأوضحت بستكي أن كتاب أبوظبي الإمارة المتألقة، جاء باللغتين العربية والإنجليزية، وتضمن حوالي مائتي صورة تبرز الجمال التراثي والعمراني والسياحي لإمارة أبوظبي، يحتوي الكتاب على أحد عشر باباً شاملاً المقدمة والخاتمة، بالإضافة إلى نبذة مختصرة عن ماضي أبوظبي، كل باب يحتوي على أهم المعلومات التي تزود القارئ بالمعالم الحضارية والتراثية والسياحية في إمارة أبوظبي مع صور فنية تبرز جمال الإمارة، شاملاً الجمال العمراني المتمثل في الأبراج الشاهقة والشوارع الفسيحة، أفق أبوظبي الخلاب، جامع الشيخ زايد الكبير، الحدائق والمنتزهات، كورنيش أبوظبي، مدينة العين والمناطق التراثية، الفنادق الفخمة والمنتجعات، مراكز التسوق والأسواق التقليدية والشعبية، جزر أبوظبي، منطقة كاسر الأمواج والمشاريع المستقبلية. إضاءة شهناز أحمد عبدالرزاق بستكي مواطنة عاشت طفولتها في المنطقة البستكية، تخرجت في الثانوية بمدرسة زعبيل الثانوية، درست البكالوريوس في الهندسة المدنية بالكويت، وحصلت عل الماجستير تخصص المنشآت في جامعة سيتي يونيفرسيتي في لندن عام 1991. وعملت بستكي في وزارة الأشغال العامة رئيسة قسم التخطيط والمتابعة حتى عام 2006، ثم تفرغت لأعمالها الخاصة وهواياتها ومنها الرسم والكتابة والتصوير، من أهم أعمالها إصدار كتاب «دبي المدينة الساحرة» في يونيو 2009 وكتاب «ابق إنساناً» في نوفمبر 2010 وكتاب «أبوظبي الإمارة المتألقة».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©