«سوترا» باليه معاصر يجمع اللوحات الاستعراضية وفنون القتال الصينية

شهد مسرح فندق قصر الإمارات، ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي 2012، والتي تستمر حتى 6 إبريل المقبل، العرض المذهل لباليه «سوترا» لأول مرة في الشرق الأوسط، والذي قدمه كل من مصمم الرقص العالمي المغربي الأصل سيدي العربي شرقاوي، يرافقه مصمم المشاهد أنتوني جورملي، وبصحبة الملحن البولندي الشهير سيمون برزوسكا، ومن إنتاج مسرح سادلرز ويلز، و17 من رهبان معبد شاولين الصيني الذي يقع بالقرب من مدينة دنجفنج في مقاطعة خينان الصينية. حيث أبهر مقاتلو الشاولين الحضور وألهبوا حماسهم بحركاتهم التي أظهرت جماليات الاستعراضات المعاصرة وروحيتها التعبيرية العالية عندما يتم مزجها بالطاقة الإنسانية الكامنة التي تبرزها تقنيات فنون القتال الصينية مثل الكونغ فو والتاي تشي. وكان إقبال الجمهور على العرض غير مسبوق ضمن فقرات المهرجان، الذي يقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حيث احتشدت الجموع الغفيرة من جميع إمارات الدولة في ردهات مسرح فندق قصر الإمارات. وحول هذا العرض المبهر قالت هدى الخميس كانو، المدير الفني لمهرجان أبوظبي: « إنه من الرائع حقاً أن نقدم لجمهور المهرجان وللعالم العربي عموماً ولأول مرة أحد أكثر العروض إبهاراً على مستوى العالم، فهذا العرض تكمن جمالياته الفنية في الجمع بين حداثة الاستعراضات الآتية من الغرب ويذيبها في بوتقة واحدة وبكل انسيابية مع حضارة شرقية عريقة متجذرة عبر آلاف السنين مثل الحضارة الصينية». ويعد عرض سوترا الذي يقدمه 17 من رهبان معبد شاولين هو بداية التعاون الحقيقية بين كل من سيدي العربي شرقاوي، وأنتوني جورملي الحائز جائزة تيرنر ومسرح سادلرز ويلز، حيث قدما عرضهما الأول في مايو 2008 في لندن، وقد شاهد عرض سوتراً حتى اليوم أكثر من 65 ألف مشاهد في 70 عرضاً تم تقديمها حول العالم. ومن جانبه قال سيدي العربي شرقاوي: «يسعدني أن أكون هنا في أبوظبي لتقديم عرض «سوترا» لجمهور العالم العربي للمرة الأولى، إن هذا العرض هو نتاج طبيعي لسنوات من العمل الجاد الذي توج نجاحنا عبر جمع الموسيقى مع العروض الاستعراضية والفنون القتالية، ولقد أسعدنا كثيراً أن نرى ردود الفعل الإيجابية والطيبة التي عبر عنها جمهور مهرجان أبوظبي بهذا الحضور الكثيف. ويضيف: أكثر ما يميز عرض سوترا هو تلك الجمالية الحركية التي تتميز بالحيوية والنشاط والقوة بين الإنسان والجماد، حيث تستخدم الصناديق الخشبية تارة لصناعة توابيت، وتارة أخرى لصناعة جدار، ثم تتحول إلى شكل زهرة، تنقلب فيما بعد إلى معبد. وتكتمل تلك اللوحة الفنية الديناميكية على المسرح بتفاعل أمثل بين مقاتلي معبد شاولين. وقد صاحبت العرض موسيقى حية من تأليف الموسيقار البولندي سيمون برزوسكا والتي من خلالها يتم نسج روحانيات وجماليات الحركات الاستعراضية الحديثة مع قوة وعنفوان الفنون القتالية، لتخرج اللوحة الفنية في شكل استثنائي فريد. ويذكر أن مهرجان أبوظبي هذا العام سيقدم أيضاً أحد أشهر عروض الباليه المسرحية على مستوى العالم والذي يعد علامة فارقة في تاريخ فن الباليه وهو عرض «لا بايادير» والذي سيقام يوما الجمعة والسبت 30 -31 مارس الجاري على خشبة مسرح فندق قصر الإمارات.