الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

استقبال شهر رمضان المبارك

استقبال شهر رمضان المبارك
25 مايو 2017 23:45
الحمد لله، له أسلمت، وبه آمنت، وعليه توكلت، والصلاة والسلام على سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد... يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، «سورة البقرة: الآية 183». نحن نعيش في ظلال أيام مباركة، حيث إننا على أبواب شهر كريم، إنه شهر رمضان المبارك، شهرٌ فيه ليلة هي خير من ألف شهر، شهرٌ يمحو الله فيه الذنوب، ويُكفِّر فيه السيئات، شهرٌ تُصَفَّدُ فيه الشياطين، وتُغلق أبوابُ النار، وتكون النفوس مهيأةً لفعل الخيرات والطاعات، شهرٌ جاء في فضله أحاديث عديدة، منها: (... مَنْ تَقَرَّبَ فِيْهِ بِخَصْلَةٍ مِنَ الْخَيْرِ كَانَ كَمَنْ أَدَّى فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاهُ، وَمَنْ أَدَّى فِيْهِ فَرِيْضَةً كَانَ كَمَنْ أَدَّى سَبْعِيْنَ فَرِيْضَةً فِيْمَا سِوَاهُ...)، «أخرجه ابن خزيمة». ويُسْتَحب للمسلم أن يستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك بأن يُكْثِر من الأعمال الصالحة وفعل الطاعات والخيرات، ومنها: التوبة ... وهجر المعاصي إن الواجب علينا ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك أن نغتنم فرصة حلول هذا الشهر المبارك لفتح صفحة جديدة وذلك بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، فكلُّ ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)، «سورة الزمر: الآية (53 - 54)». هذا نداء كريم من الله الرحمن الرحيم إلى عباده الذين فرَّطوا في جنبه وأسرفوا على أنفسهم، أن ينيبوا إليه وألا يقنطوا من رحمته ولا ييأسوا من عفوه ومنته، فهو يغفر الذنوب جميعاً ويتجاوز عن السيئات ويقبل التوبة ويعفو عن عباده وهو الغفور الرحيم. الإنفاق... وفعل الخيرات ونحن نستعد لاستقبال هذا الشهر المبارك يجب أن نعلم بأننا لن ننال رضوان الله سبحانه وتعالى إلا بمحبتنا للمسلمين وبرهم ومساعدتهم وتقديم يد العون لهم، فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، كما جاء في قوله سبحانه وتعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، «سورة الحج: الآية 77»، وجاء في تفسير الآية السابقة: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ)، أي افعلوا ما يقربكم من الله من أنواع الخيرات والمبرات كصلة الأرحام، ومواساة الأيتام، والصلاة بالليل والناس نيام، (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، أي لتفوزوا وتظفروا بنعيم الآخرة، (صفوة التفاسير للصابوني 2/‏300)، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم-: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لا يَظْلِمُهُ وَلا يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ؛ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً ؛ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً؛ سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)»، (أخرجه البخاري). صلة الأرحام لقد أخبر رسولنا - صلى الله عليه وسلم - أن الله سبحانه وتعالى أرسله بصلة الأرحام كما جاء في الحديث: «‏?…? أَرْسَلَنِي ?بِصِلَةِ ?الأَرْحَامِ»، (?أخرجه مسلم)?، ?وهذا ?يبين ?أن ?الذي ?ذكره - ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم - ?أمرٌ ?عظيم ?عند ?الله ?تبارك ?وتعالى، ?لذلك ?نبَّه ?الإسلام ?على ?فضلها ?لما ?يترتب ?على ?ذلك ?من ?سعة ?في ?الرزق ?وطول ?في ?العمر ?وسعادة ?في ?الدنيا ?ونعيم ?في ?الآخرة ?خصوصاً ?في ?هذا ?الشهر ?المبارك ?لقوله - ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم?-?: «?مَنْ ?أَحَبَّ ?أَنْ ?يُبْسَطَ لَهُ ?فِي ?رِزْقِهِ، ?وَ?يُنْسَأَ ?لَهُ ?فِي ?أَثَرِهِ، ?فَلْيَصِلْ ?رَحِمَهُ»، (?أخرجه البخاري)?، ?كما ?أكد ?على ?أهمية ?صلتها ?وضرر ?قطعها?، ?كما ?جاء ?في ?الحديث ?أن ?رسول ?الله - ?صلى ?الله ?عليه ?وسلم - ?قال: «?الرَّحِمُ ?مُعَلَّقَةٌ ?بِالْعَرْشِ ?تَقُولُ: ?مَنْ ?وَصَلَنِي ?وَصَلَهُ ?اللَّهُ ?، ?وَمَنْ ?قَطَعَنِي ?قَطَعَهُ ?اللَّهُ»، (أخرجه مسلم)?. الإكثار من الطاعات يتهيأ المسلمون لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونحن نقول لإخوتنا وأحبائنا: استعدوا معشر الموحدين لاستقبال رمضان واستبشروا بقدومه، وشمّروا عن ساعد الجد واغتنموا الفرصة ولا تضيعوها بين لهو ولعب، وعبث ومجون، ووطدوا العزم منذ الآن على صيام أيامه وقيام لياليه، واحرصوا على أن تكونوا في رمضان من المغفور لهم، المتقبل صيامهم، وعليكم بذكر الله وتلاوة القرآن في رمضان، وأكثروا من التوبة والدعاء، وابسطوا أيديكم بالخير وأنفقوا مما رزقكم الله على الفقراء والمساكين. إن شهر رمضان شهر طاعة وليس شهر أكل وشرب، فعلينا أن نسأل الله أن يبلغنا رمضان، وأن يوفقنا لصيامه وقيامه، وأن نكون من عتقائه من النار. تقبل الله منا ومنكم الطاعات ... وكل عام وأنتم بخير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©