السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بصمة الوطني» تسيطر على 14 نسخة.. وبطولة 2004 «استثناء» !

«بصمة الوطني» تسيطر على 14 نسخة.. وبطولة 2004 «استثناء» !
10 يوليو 2016 11:01
أبوظبي (الاتحاد) هل المدرب الوطني هو الأنسب لقيادة منتخب بلاده، أم أن المدرب الأجنبي هو الأفضل ؟.. سؤال يدور كثيراً في الأوساط الكروية، خاصة في عالمنا العربي، ولو أن التجارب التاريخية الناجحة المتعلقة بالمنتخبات العربية تشير إلى أن المدرب الوطني هو الأفضل، ولعل ما يقدمه مهدي علي إلى الكرة الإماراتية حالياً مع «الأبيض» الكبير، وقبلها مع منتخب الشباب هو خير مثال ودليل على ذلك، وربما نذكر تجربة المصري حسن شحاتة مع منتخب بلاده وقبله مواطنه الراحل محمود الجوهري. ولأن الكرة الأوروبية هي الأكثر تقدماً، فإن الإجابة على هذا السؤال ستكون أكثر إقناعاً، ولا يوجد دليل على نجاح المدرب الوطني مع منتخب بلاده أكبر من أن نرى منتخبي فرنسا والبرتغال في نهائي يورو 2016، وكلاهما يخضع لقيادة فنية وطنية، فالفرنسي الشهير ديديه ديشامب صاحب ذهبية يورو 2000 كلاعب، هو قائد الديوك الحالي ولكن من خارج الملعب، وفي الجهة المقابلة نجد البرتغالي المخضرم فيرناندو سانتوس فوق مقعد القيادة الفنية للسليساو. نماذج ناجحة وبالبحث والتنقيب في تاريخ اليورو، عبر 56 عاماً، منذ انطلاق نسختها الأولى في العام 1960، نجد أن 14 مباراة نهائية، بما فيها النسخة الحالية، جمعت منتخبين يقود كلاً منهما مدرب وطني، أي بنسبة 93% في تأكيد حقيقي لا يقبل أي نزاع أو تشكيك في قيمة المدير الفني الوطني القادر على قيادة منتخب بلاده إلى منصات التتويج، بعدما تُوِّجَ 14 منتخباً باللقب الأوروبي الكبير تحت قيادة فنية وطنية. الغريب أن المرة الوحيدة التي ظهر فيها المدرب الأجنبي في المباراة النهائية لبطولة اليورو، لم يكن مديراً فنياً لطرف واحد في النهائي، بل لعب الغريمان تلك المباراة النهائية تحت قيادة مديرين فنيين أجنبيين، وحدث ذلك في البرتغال في نسخة 2004، حيث تأهل المنتخب اليوناني إلى النهائي تحت قيادة ألمانية للمدرب أوتو ريهاجل، بينما لعب البرتغال النهائي الأول له أيضا تحت قيادة البرازيلي فيليب سكولاري، والألماني أوتو ريهاجل هو المدرب الأجنبي الوحيد الذي حصد لقب اليورو مع منتخب آخر غير فريق بلاده. من المنطقي أن يكون الفائز باللقب في نهاية تلك البطولة هو مدير فني وطني، حيث غلب هذا الأمر على اختيارات المدربين منذ انطلاق النسخة الحالية، وبلغ عددهم في البداية 18 مدرباً وطنياً، بنسبة 75%، مقابل 6 مدربين أجانب، واتضحت الصورة بشكل أكبر مع مرور كل مرحلة من مراحل البطولة، حيث تأهل 13 مدرباً وطنياً بمنتخبات بلادهم إلى ثمن النهائي، بنسبة 72%، وكان أبرز الغائبين عن تلك المرحلة هو التركي فاتح تريم، مقابل نجاح الأجانب في قيادة 3 منتخبات إلى دور الـ16، بنسبة 50%. وفي ربع النهائي، انتهى حلم الأجانب تقريباً في إعادة إنجاز الألماني أوتو ريهاجل مع اليونان عام 2004، بعدما تبقى السويدي الداهية، لارس لاجرباك، وحيداً مع منتخب آيسلندا ضمن الثمانية الكبار ولم يُنتَظَر منه أكثر مما حققه، مقابل 7 مدربين وطنيين، في اكتساح كبير لهم بنسبة 87.5% من مقاعد هذا الدور.. وبالتالي حُسِم الأمر تماماً وبنسبة 100% لمصلحة المدير الفني الوطني في مرحلة نصف النهائي وحالياً في المباراة النهائية. مواجهة الختام المباراة النهائية تجمع بين مدربين، أحدهما ينتمي إلى فئة عمرية شابة، وهو الفرنسي ديشامب الذي يبلغ من العمر 47 سنة، ويقع ضمن أصغر خمسة مدربين وُجدوا في هذه النسخة، بينما ينتمي سانتوس البرتغالي إلى فئة ما فوق الستين عاماً، حيث يبلغ عمره 61 سنة، ممثلاً لعنصر الخبرة، رغم أنه كان الأصغر بين 10 مدربين وُجدوا في البطولة وتجاوزت أعمارهم الـ60 عاماً. والحقيقة أن المدربين ما دون 60 عاماً ومعهم فئة الشباب، كانوا الأوفر حظاً والأكثر نجاحاً في تلك النسخة، ومالت لهم الكفة كثيراً بدءاً من انطلاق المراحل الحاسمة، حيث حضور 7 مدربين فوق الـ60 عاماً مقابل 9 لما دون ذلك في دور الستة عشر، ثم تقلص الأمر ليصل العدد إلى مدربين اثنين فقط تجاوزا الـ60 عاماً ضمن الثمانية الكبار، سانتوس (61 عاماً ) ولاجرباك ( 67 )، مقابل 6 مدربين بينهم أربعة أقل من خمسين عاماً، وهم الرباعي الشاب، كولمان الويلزي ( 45 عاماً )، أنطونيو كونتي ( 46 )، فيلموتس البلجيكي ( 47 ) وبالطبع الفرنسي ديشامب ( 47 ).. وبقى سانتوس وحيداً ضمن أربعة مدربين في نصف النهائي بينهما الثنائي الشاب، ديشامب و كولمان. مدربا فرنسا والبرتغال لم يُوجدا لفترة طويلة أو مبالغ فيها مع منتخبي بلديهما، فالمدير الفني للديوك تولى مقاليد الأمور قبل 4 سنوات تقريباً من الآن، بينما تصدى العجوز البرتغالي لهذه المهمة قبل عامين فقط من الآن، وتبدو الفترات الطويلة للمدربين مع المنتخبات غير ناجحة في النهاية، مهما كانت الإنجازات والبطولات التي حققها أي منهم، ولعل لوف الألماني عقب 10 سنوات، وديل بوسكي الإسباني بعد ثماني سنوات، و هامرين السويدي في نهاية الـ7 سنوات خير إثبات. أيضاً لم يُوجد ديشامب أو سانتوس ضمن أغلى خمسة مدربين في تلك البطولة، حيث احتل الفرنسي المرتبة السادسة براتب سنوي يقدر بحوالي 2 مليون يورو، فيما أتى البرتغالي في الترتيب الثامن براتب سنوي يوازي مليون و 200 ألف يورو، بينما غادر التركي فاتح تريم البطولة من دورها الأول رغم كونه الثالث في ترتيب أغلب المدربين براتب 3 ملايين ونصف يورو سنوياً، وكذلك رحل الإنجليزي الأغلى على الإطلاق، روى هودجسون، واصطحب معه ديل بوسكي الإسباني عقب دور الـ16، والأول كان يحصل على 5 ملايين يورو مقابل 3 ملايين للثاني. ثم لحق بهما الإيطالي كونتي صاحب الـ4 ملايين و 600 ألف يورو سنوياً، وأخيراً الألماني لوف الذي يتقاضى 3 ملايين و 200 ألف يورو كل عام.. والملاحظ أن تسعة مدربين وُجدوا في دور الـ16 لم يصل راتب أي منهم إلى مليون يورو، مر منهم 4 إلى ربع النهائي بالتساوي مع أصحاب الرواتب الخرافية، ولم يصمد حتى الدور نصف النهائي سوى الويلزي، كريس كولمان، صاحب الراتب السنوي المقدر بـ260 ألف يورو، وهو ما قد يعيد النظر في تلك الجوانب المالية للمدربين، فالكفاءة والموهبة التدريبية هنا لا تقاس بالأموال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©