محمد أحمد (القاهرة)
سورة الأحقاف، مكية، من المثاني، عدد آياتها 35، ترتيبها السادسة والأربعون، نزلت بعد الجاثية، بدأت بحروف مقطعة، من الحواميم «حم»، الآية الثانية ذكر فيها لفظ الجلالة واسمين من أسمائه الحسنى، (تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ).
والأحقاف جمع حقف، أي ما أعوج من الرمل واستطال، وهي رمال بظاهر بلاد اليمن كانت فيها مساكن عاد قوم هود الذين أهلكهم الله بالريح الصرصر العاتية جزاء كبرهم وطغيانهم، قال تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ...)، «الآية: 21».
والأحقاف كسائر السور المكية تدعو إلى العقيدة الصحيحة من توحيد الله تعالى إلى تصديق رسالة الرسل - عليهم السلام - والإيمان باليوم الآخر، وما فيه من ثواب وعقاب، كما تؤكد صدق رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وأوضحت ضلال الكفار وبهتانهم وخطأهم في عبادة الأوثان والأصنام التي لا تضر ولا تنفع، كما أنها ردت على المشركين وسفهتهم في زعمهم أن القرآن سحر مبين.
وجاءت السورة بمثالين، أحدهما للولد الصالح البار بوالديه الذي قال: (... رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ...)، «الآية: 15»، والثاني للولد العاق لوالديه، فيقول: (... أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ...).
واختتمت بأمر من الله لرسوله أن يصبر على تكذيب قومه وإيذائهم له كما صبر أصحاب العزائم العالية من الرسل، ونهاه جل وعلا أن يستعجل لهم العذاب فإنه آتيهم لا محالة، قال تعالى: (... كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ...)، «الآية: 35».
عدد اليوم
