«آراب آيدل» نهاية غير متوقعة

بعيداً عن الانتقادات التي طالت برنامج “آراب آيدل”، منذ انطلاقته على شاشة MBC في شهر ديسمبر الماضي .. وبعيداً عن آراء لجنة الحكم المكونة من أحلام وراغب علامة وحسن الشافعي، والتي كثيراً ما سارت ضد تيار المنطق .. وبعيداً عن بطاقات الإنقاذ التي كان يلوح بها أعضاء لجنة الحكم، لإغراق أحد المتسابقين بمنعها عنه والإلقاء به خارج البرنامج .. وبعيداً عن الجدل الذي أثارته الفنانة أحلام عبر حلقات عدة، خاصة في الحلقة التي تطاولت فيها على متسابق تونسي بألفاظ جارحة، لمجرد أنه ضحك أثناء انتظار النتيجة، وبعيداً عن عشوائية إدارة البرنامج في اختيار الأصوات التي لا تستحق المشاركة، في البدايات، والتي لا علاقة لها بالطرب .. وبعيداً عن بدائية عبد الله الطليحي وأنابيلا هلال في أسلوب تقديم البرنامج .. بعيداً عن كل هذا، فإن الحلقة الختامية السبت الماضي لبرنامج “آراب آيدل” قد دفعت المشاهدين لنسيان كل هذه السلبيات، ورسمت البسمة على شفاه الكثيرين، لما ظهرت عليه من حسن التنظيم، وتألق الحضور، وتميز الاستعراضات .. والأهم من كل ذلك شهدت تألق المتنافستين على اللقب، المصرية كارمن سليمان، والمغربية دنيا بطمة، حيث ظهرتا في قمة تألقهما، ودخلتا في مباراة طربية أذهلت المشاهد، فكلتاهما تمتلك صوتاً عذباً، استحق إشادة لجنة الحكم، وأطرب المتابعين للبرنامج من المحيط إلى الخليج، إلا أن لقب “آراب آيدل” كان من نصيب المصرية كارمن سليمان، والتي أعادتنا بصوتها إلى الطرب الأصيل الذي كنا نعتقد أنه قد اختفى من ساحة الغناء، وضل طريقه للجمهور العربي الذوّاق، خاصة أن السنوات الأخيرة قد خرجت علينا أصوات لا علاقة لها بالطرب حتى أفسدت الذوق العام، وسبحت في فضاء الإثارة.. وسط غياب المواهب الحقيقية. وإذا كانت المصرية كارمن سليمان قد خطفت اللقب، فإن هذا لا يقلل أبداً من موهبة المغربية دنيا باطمة، والتي تمتلك صوتاً رخيماً يؤهلها للنجومية وتحقيق مكانة خاصة على ساحة الطرب العربي، فبمجرد أن نستمع إليها نتذكر صوت الراحلة ذكرى في حلاوته وقوته، الأمر الذي يؤكد أن الساحة الغنائية قد كسبت صوتاً جميلاً وموهبة جديدة سيكون لها شأناً كبيراً في المستقبل القريب.. ورغم صدمة المغاربة بخسارة دنيا باطمة، فإن جميع المتابعين للحلقة النهائية من “آراب آيدل”، قد استمتعوا بليلة استثنائية، حضر فيها الطرب وبقوة، من خلال صوت كارمن ودنيا اللتين تألقتا وأمتعتا الجمهور العربي كافة، ما يؤكد أن المواهب العربية لن تنضب، وأن الأصوات الجيدة موجودة بالفعل، ولكنها تحتاج إلى من يزيح عنها الغبار ويمنحها فرصة حقيقية، لتعود إلى لمعانها من جديد، وتغرد مع أصحاب الحناجر الذهبية، التي افتقدناها منذ زمن بعيد وسط “تعملق” الدخلاء على الطرب، وفرض اللون الرديء على الجمهور..! ? كواليس: إحدى الصحف اللبنانية خرجت علينا، بخبر يؤكد اعتزال الفنان فضل شاكر، الأمر الذي أصاب محبيه بصدمة، وأذهل أصدقاءه على ساحة الفن، واليوم سمعنا أن فضل شاكر لم يعتزل، وأنه من بين النجوم المشاركين في مهرجان “موازين” المغرب، ومع ذلك لم تتم محاسبة الصحيفة التي نشرت الخبر الكاذب، ولا ندري من المسؤول عن عدم احترام الكلمة.. ومن الذي يأخذ بثأر القارىء من أقلام غير مسؤولة؟! soltan.mohamed@admedia.ae?