السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أين أنت «مايكروسوفت»؟

28 مارس 2012
بصراحة ينتابني شعور غريب، وأنا أصف هذه الكلمات حول الشركة التي أكن لها كل احترام وتقدير “شركة مايكروسوفت”، هذه الشركة التي طالما تعاملت وتعامل الملايين غيري مع منتجاتها الكثيرة والمختلفة والمتنوعة، التي مست بما طرحته حياتي وحياة غيري، وتمكنت من خلال ما قدمته لنا، من إدخالي وإدخال الآلاف معي في عالم كان في يومٍ من الأيام غريبا علينا، وكان حصراً وحكراً على من يعيش في تلك المنطقة أو تلك الدولة... شركة مايكروسوفت لا تحتاج إلى أن أتغزل اليوم بما أمدتنا به، وما قدمته لنا، والتي هي في الأصل غنية عن تغزلي وإعجابي... والتي هي في الأساس الشركة التي نالت احترام الملايين حول العالم، والتي تمكنت من أن تدخل منازل مئات الملايين باستئذان وبدون استئذان، على مدى السنوات العشرين الماضية. شركة مايكروسوفت جعلت لكل بيتٍ من بيوت العالم، خصوصاً عالمنا العربي “الشرق أوسطي” له “نافذة”، ينظر من خلالها على العالم حوله، ويطل منها على جيرانه الذين سبقوهم بقضم التفاح الأخضر و”الملون”، والذين استمتعوا بطعم التفاح، واستساغوا حلاوته وجربوا لذته، قبلنا بسنوات طويلة، سنوات كنا فيها نسمع ولا نتجرأ على النظر، سنوات كنا فيها حتى إذا سنحت لنا الفرصة بالنظر، فنغض النظر والبصر، حتى لا يتعلق القلب بمنتجات وأجهزة ومعدات، لن نقدر على سداد قيمتها الصغرى لو أردنا شراءها، وحتى لو تمكنا من الشراء وسداد فواتيرها، فمثل هذه المنتجات كانت حصراً وحكراً على سكان “الولايات المتحدة” أو بعض من يجاورها من “الدويلات”. جاءتنا “النافذة” بموجات من الرياح العليلة، التي حفرت جدران منازلنا وتمحورت في مراكزها، لسنوات طويلة، تعودنا بها على مثل نوافذ “ويندوز 95” ونوافذ “ويندوز إكس بي” ونوافذ ويندوز 2000” ونوافذ “ويندوز فيستا و 7”، التي جاءتنا بعضها برياحها “السموم” وجاءتنا أغلبها برياحٍ، أراحتنا وريحتنا من الفارق الكبير الذي كان في يومٍ من الأيام بيننا وبين من غيرنا. جاءتنا هذه النوافذ الكثيرة، بالكثير من الفائدة والكثير من المعرفة، رغم العديد من مشاكلها ومشكلاتها التي قد تعد في بعض الأحيان، ولا تحصى في الكثير من تلك الأحيان، إنما في النهاية ورغم تلك المشاكل، فالفائدة المرجوة قد تحققت، والفجوة الكبيرة قد اضمحلت. اليوم وبعد كل ما حققته لنا ولغيرنا، شركة مايكروسوفت، ألتفت يمنة ويسرة، وأضرب أخماساً في أسداس، من عجبي وتعجبي، من هذه الشركة العتيقة تكنولوجيا وتقنياً، فأين هي اليوم؟ أين هي اليوم من الذي نراه من طفرات، وما نشاهده من انتفاضات تكنولوجية؟ تأتينا بها شركات لم نسمع عنها في يومٍ من الأيام، وإن كنا قد سمعنا عنها، فلم يكن بمقدورنا أن نراها في تلك الأيام أو نتعامل معها. أين أنت مايكروسوفت وأين نوافذك؟ من هذه الطفرات والقفزات التكنولوجية المتتالية الكثيرة والعديدة. هل أفل نجمك مثل نجوم العديد من الشركات التكنولوجية الكبيرة؟ أم أقفلت اليوم نوافذك في وجوه عشاقك ومحبيك والمعجبين بك، لتعلني قبولك الهزيمة واعترافك بنصرة غيرك وانتصارهم عليك؟ أم ماذا؟ المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©