الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانشقاقات والرفض الشعبي يضربان المتمردين

الانشقاقات والرفض الشعبي يضربان المتمردين
9 يوليو 2016 22:08
حسن أنور (أبوظبي) تتزايد يوماً بعد يوم حدة الغليان داخل القبائل اليمنية ضد الانقلابيين وممارستهم التي أدت إلى تفاقم الأوضاع في البلاد واستمرار الحرب التي تسببوا في اندلاعها ومعاناة اليمنيين في مختلف أنحاء البلاد. ولعل ما شهدته محافظة البيضاء مؤخراً خير دليل على هذه الحالة من الغليان والغضب ضد ممارسات الحوثيين وحليفهم صالح. فقد أكدت أنباء أن الزعيم القبلي شيخ قبيلة ريام في مديرية رداع بمحافظة البيضاء الشيخ محمد حسين الريامي أعلن انشقاقه عن المتمردين الحوثيين. وهدد الريامي بمواجهة الحوثيين في مناطق رداع وطردهم من مناطق قبيلة ريام والجبال المحيطة بها بعد خلافات مع قيادات حوثية تطورت إلى حد التهديدات بالمواجهة والتصفية، وقام الريامي بنشر مسلحيه في المنطقة وطرد مسلحي جماعة الحوثي من نقطة الجاح القريبة من مدينة رداع واستبدلهم بمسلحين من أفراد حراسته. وفي الإطار نفسه، يتزايد الرفض الشعبي لـ«الحوثيين» داخل صنعاء مع استمرار تدهور الحالة المعيشية وارتفاع الأسعار نتيجة انهيار الريال وتأزم الوضع الصحي، خصوصاً مع تفشي بعض الأمراض المعدية. وباتت المعارضة الشعبية لهيمنة «الحوثيين» على السلطة مسموعة ومألوفة في الشارع، بعد أن كان انتقاد الجماعة من قبل المواطن البسيط أمراً نادر الحدوث. ويوجه مواطنو صنعاء الاتهامات للمتمردين باللصوصية ونهب مقدرات الدولة وأنهم مجرد سماسرة يستغلون هيمنتهم على الدولة في جباية وتحصيل الأموال بأي وجه من الوجوه، وأنهم خسروا بالفعل شعبياً وأخلاقياً وعسكرياً، وأصبحوا في وضع حرج للغاية. يأتي ذلك فيما تحدثت الأنباء عن تصاعد حدة الخلافات بين مقاتلي المخلوع صالح، وميليشيات الحوثي إثر قيام الحوثيين بصرف رواتب عسكريين منتسبين لقوات صالح، وهو ما أدى لتفجر الخلافات وقيام قوات صالح بقطع الشوارع وسط مدينة ذمار، جنوب صنعاء، فيما سمع تبادل القصف بين الجانبين. وفي محاولة من جانب الانقلابيين للتغطية على خلافاتهم ومشكلاتهم الداخلية، واصلت ميليشياتهم أعمالها الوحشية بحق اليمنيين في أيام عيد الفطر السعيد، فقد قامت الميليشيات الإجرامية بقتل ثمانية أطفال وأصيب آخرون في قصف صاروخي شنته ميليشيات الحوثي وصالح على حي سكني في مدينة مأرب شرق اليمن. وجاء القصف العشوائي للميليشيا عشية عيد الفطر المبارك ليزيد من معاناة اليمنيين جراء الحرب الأهلية التي فجرها المتمردون الحوثيون بعد استيلائهم على السلطة في صنعاء مطلع فبراير 2015. كما شنت مليشيات الحوثي وصالح عمليات قصف عشوائية على عدد من المنازل السكنية في منطقة عسيلان بمحافظة شبوة جنوب شرق اليمن، مما أوقع عدد من الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح بينهم أطفال ونساء، وهو ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة شهدتها المنطقة عقب القصف، كما ارتكبت الميليشيات الحوثية مذابح بحق المدنيين في العديد من مناطق من تعز. وبدا واضحاً أن هذه المليشيات الإجرامية تقوم باستهداف المدنيين في منازلهم بصورة متكررة عقب عجزها عن تحقيق أي تقدم في الجبهات القتالية. ورداً على ذلك، واصل طيران التحالف العربي في شن سلسلة غارات على مواقع متمردي الحوثي وصالح في العديد من جبهات القتال في اليمن، حيث استهدفت غارات عدة تجمعات في بلدة نهم شمال شرق صنعاء، حيث تستمر المعارك وسط مواصلة قوات الشرعية تقدمها صوب العاصمة، كما قامت مدفعية الجيش والمقاومة بعمليات قصف عنيفة أيضاً لمواقع المتمردين في منطقة بني بارق وسط نهم. واستمرت الاشتباكات المتقطعة بين قوات الشرعية والمليشيات في محيط بلدة صرواح غرب محافظة مأرب. وأغار طيران التحالف على موقع للمتمردين في جبل هيلان المطل على صرواح. كما دمرت مقاتلات التحالف آليات عسكرية للمليشيات في بلدة خب والشعف بمحافظة الجوف. واستهدفت أيضاً موقعاً للمتمردين في بلدة المتون وسط المحافظة المتاخمة للحدود السعودية. وفي الوقت نفسه، تصدت قوات من لواء النصر التابع للجيش الوطني لهجوم شنه متمردو الحوثي وصالح على موقع للشرعية في بلدة خب والشعف، فيما تمكنت المقاومة الشعبية في تعز من التصدي لهجوم شنته مليشيات الحوثي وصالح في منطقة الشقب ببلدة صبر الموادم بعد اشتباكات أسفرت عن مقتل عدد من المتمردين. سلاح «التعنت والمراوغة» يتطلع اليمنيون إلى استئناف مشاورات الكويت بين الشرعية والانقلابين وسط أجواء يسودها قدر كبير من التشاؤم وسوء الظن بالانقلابين. فقد بدا واضحاً تمسك الحوثيين وصالح بسلاح «المراوغة والتعنت» للحيلولة دون تحقيق أي تقدم يذكر في المشاورات التي تستضيفها الكويت الشقيقة وبرعاية من الأمم المتحدة وعلى مدار أكثر من شهرين ونصف الشهر. ولعل أبرز دليل على ذلك هو فشل حل قضية المعتقلين، فرغم كل الجهود والمباحثات التي جرت لحل هذه القضية، فإنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت متمردي الحوثي وصالح الذين لم يلتزموا بوعودهم بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين، حتى إنهم منعوا الصليب الأحمر والمنظمات الدولية من زيارتهم للوقوف على ظروف اعتقالهم، كما منعوا المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد من زيارة المعتقلين الخمسة الذين وردت أسماؤهم في قرار مجلس الأمن الدولي والذين ليس معروفاً ما إذا كانوا أحياء أو أموات. معاقل «الإخوان» في حضرموت بعد أن بدا واضحاً الدور السلبي الذي تقوم به جماعة الإخوان في اليمن وتورطها مع الجماعات الإرهابية في العيديد من العمليات، دهمت قوات الجيش والأمن في المكلا بمحافظة حضرموت مقراً لحزب التجمع اليمني للإصلاح (جماعة الإخوان)، واعتقلت عدداً من العناصر المشتبه بتورطهم مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي قبل تحريرها في أبريل الماضي، وتمت مصادرة دراجة نارية كانت موجود في المبنى. كما نفذت السلطات الأمنية أيضاً عمليات مداهمة لعدد من المقار التابعة للحزب في مناطق أخرى، واعتقلت عدداً من القيادات الإخوانية أبرزها مدير المكتب التنفيذي لحزب الإصلاح عوض الدقيل وآخرين. يأتي ذلك وسط تزايد المطالب من قبل اليمنيين بإغلاق مقرات حزب التجمع اليمني للإصلاح في المدن المحررة في جنوب اليمن، عقب تورط هذا الحزب وحقيقته مع التنظيمات الإرهابية على رأسها «القاعدة» و«داعش». من جهة ثانية، شنت أجهزة الأمن في مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج حملة مداهمة لأحد المساكن الشعبية، واعتقلت عدداً من المشتبهين بتنظيم «القاعدة»، وذلك في إطار حملة مداهمة وتعقب لعناصر «القاعدة» الذين يختبئون في مساكن وأحياء شعبية بالمدينة، حيث تم اعتقال العشرات من المشتبه بصلتهم بالتنظيمات الإرهابية ويجري التحقيق معهم من قبل السلطات الأمنية. وفي عدن، أبطل عدد من خبراء المتفجرات مفعول عبوة ناسفة زرعت بطريق رئيس يربط بين مديريتي خورمكسر والمنصورة، وعثر عليها على أحد جانبي خط الجسر «الطريق البحري»، وهو ما دفع قوات الأمن والجيش لإغلاق الطريق أمام المواطنين، حرصاً على سلامتهم قبيل تفكيكها وإبطال مفعولها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©