أبوظبي: غياب كبير للطلبة ونسبة الحضور 3% في بعض المدارس

فرض طلبة المدارس الحكومية والخاصة أمس «إجازة» الأمر الواقع في معظم المدارس على مختلف مراحلها الدراسية، وذلك على الرغم من «إصرار» وزارة التربية والتعليم على بدء العام الدراسي 2009-2010 أمس. وسجلت جميع مدارس الدولة الحكومية والخاصة نسب غياب عالية تراوحت ما بين 85 إلى 95 في المئة في هذه المدارس، حيث انخفضت نسبة حضور الطلبة إلى 3 في المئة في بعض المدارس، مما جعل الإدارات المدرسية في حرج منذ اليوم الأول لبدء العام الدراسي. وكان من المفترض وبحسب خطة وزارة التربية والتعليم أن يكون يومه الأول أمس مخصصاً للترحيب بالطلبة وتعريفهم بالمدرسة ومرافقها العلمية والمختبرية والمكتبات وقاعات الأنشطة. وأكدت قيادات تربوية في المدارس أن وزارة التربية والتعليم «وكعادتها» آثرت أن يبدأ العام الدراسي أمس الأربعاء، وذلك على الرغم من وقوع يومي الأربعاء والخميس في نهاية الأسبوع عقب إجازة عيد الفطر المبارك. وتابعت «الاتحاد» منذ صباح أمس حركة انتقال الطلاب والطالبات إلى مدارسهم، حيث بدت الشوارع في السابعة صباحاً خالية الزحام إلا من بعض الباصات المدرسية التي نقلت بعض الطلاب إلى مدارسهم، ثم سرعان ما أعادتهم مرة ثانية إلى منازلهم في العاشرة صباحاً. وبحسب بعض مديري المدارس الحكومية والخاصة فإنهم وجدوا أنفسهم «في ورطة كبيرة»، فمن جهة عليهم الالتزام ببدء الدوام أمس، ومن جهة أخرى فإن الكثافة الطلابية التي انتظمت في مدارسهم تراوحت ما بين 3 إلى 15 في المئة في أفضل الأحوال، وهو ما يجعل بحسب هؤلاء انتظام اليوم الدراسي نوعاً من «العبث». وأكد مدير إحدى المدارس الحكومية أنه قضى يوم أمس في الرد على استفسارات أولياء الأمور، ومناقشتهم في قرار بدء العام الدراسي أمس، مؤكداًَ لهم أنه ليس صاحب هذا القرار، وإنما هو قرار وزارة التربية والتعليم، وهو قرار يجب احترامه من جانب الميدان. وكان أولياء الأمور يؤكدون أنهم كانوا يفضلون لو أنّ الوزارة جعلت بداية العام الدراسي الأحد الماضي، وليس يوم أمس، وبذلك تكون تعاملت مع الأمور «بواقعية» من دون أن تترك فرصة أخرى لهؤلاء الطلاب والطالبات لفرض الإجازة على طريقة «الأمر الواقع». وقالت مديرة إحدى المدارس الحكومية، إنّ مدرستها تضم 650 طالبة، وفوجئت أمس بأن عدد الطالبات اللاتي انتظمن في الفصول وعددها 24 شعبة لم يزد عن 48 طالبة، وبحسب مديرة المدرسة تم جمع الطالبات في قاعتين دراسيتين، ومضى اليوم الأول من العام الدراسي «من دون دراسة». من جانبه قام معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، ومحمد سالم الظاهري مدير منطقة أبوظبي التعليمية بجولة ميدانية شملت 6 مدارس في مناطق بني ياس شرق، والشامخة، والشوامخ اطلعا خلالها على جاهزية المدارس، وما تمّ فيها من أعمال صيانة وتجهيز مختبرات وقاعات دراسية ومكتبات، كما التقيا المعلمين والمعلمات في تلك المدارس، وناقشا معهم خطط ومشاريع التطوير التي يعتزم المجلس تنفيذها خلال العام الدراسي الحالي. وأكد الخييلي أن جميع الكتب الدراسية جاهزة وأن عدداً كبيراً من المدارس بدء بالفعل في تسليمها للطلبة وأولياء أمورهم الذين حضروا أمس، مشيراً إلى أن المدارس مفتوحة اليوم أيضاً، وأن العملية الدراسية منتظمة حتى لو حضر طالب واحد إلى المدرسة. من جانبه أشار محمد سالم الظاهري إلى ضرورة أن تتضافر جهود أولياء الأمور مع الإدارات المدرسية في تحقيق الانتظام الكلي للكثافة الطلابية داخل جميع مدارس الدولة، بما يمكن الأبناء من تحقيق بداية سليمة للعام الدراسي 2009-2010. وأوضح أن الإجازات الطويلة التي حصل عليها الطالب لا يمكن أن تكون مبرراً يدفعه لعدم الانتظام في الدراسة بل يجب أن تكون هذه الإجازات دافعاً له للإقبال على العام الدراسي، والانخراط في العملية التعليمية بصورة فعّالة، ومن دون كسل أو تراخٍ.