الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافات الشعوب تتحدث بلغة واحدة و «الباحة» المحلية تخطف الأنظار

ثقافات الشعوب تتحدث بلغة واحدة و «الباحة» المحلية تخطف الأنظار
28 مارس 2013 20:36
أزهار البياتي (الشارقة) - ملامح قديمة من كنوز الشارقة وتاريخها الزاخر بالأصالة والتراث، أبهرت الزائرة نادية محمد، خلال تجوالها بين روائع بينالي الشارقة الحادي عشر لعام 2013، الذي انطلق 13 مارس الجاري، ويستمر حتى 13 مايو المقبل، تحت شعار «نهوض.. نحو خريطة ثقافية جديدة»، وقد أبدت نادية إعجابها بعنصر الفناء أو «الباحة» بصيغتها وصورتها المحلية، وكيف كان هذا الحيز المكاني الخاص جزءاً من أسلوب الحياة والتكوين البيئي الشديد الخصوصية بالنسبة لأهالي وسكان المنطقة، لتعتمده كإطار عتيق محتضن للأعمال الفنية المختلفة، حيث فضل القائمون على البينالي استثمار ساحات معينة من قلب الإمارة، تعكس تراثها الإنساني وماضيها العتيد، منها منطقة التراث، والفناء المطل على سوق العرصة، مع الساحات المحيطة بالمكان، موزعة بينها مجموعة كبيرة من أحدث الأعمال الفنية المعاصرة التي تعود لأكثر من 100 فنان عالمي، جاؤوا من كل حدب وصوب، ليقدموا جزءاً من فكرهم، وطموحهم، وثقافتهم الإنسانية، مساهمين بحسهم الابتكاري في تنمية وتطوير الحراك الفني والثقافي المشترك بين الشعوب والأمم على اختلاف انتماءاتها، ألوانها، لغاتها، وجنسياتها. المسؤول الإعلامي لبينالي الشارقة إسماعيل الرفاعي، وصف كيف وظفت هذه الدورة مفهوم المساحة والفناء الحاضر بقوة في هندسة العمارة الإسلامية وثقافة الحضارة العربية، كعنصر حيوي يؤطر العلاقة بين الفن وجغرافية المكان والزمان، فقد تحولت أهم ساحات الشارقة القديمة لمعارض فنية تجمع أطيافاً من الفنانين والمعماريين والموسيقيين، متطرقة لقضايا وأطروحات عدة في مجالات الهجرة والهوية والانتماء، عاكسة أساليب عصرية أخرى للحوار والفكر والإبداع. ويضيف الرفاعي: «لقد وزعت الأعمال الفنية على أربع مناطق تراثية من قلب الشارقة القديمة، ميزت بألوان محددة، منها المنطقة الحمراء، وهي المساحات الجديدة، والمنطقة الخضراء لفناء الخط العربي، والبرتقالية لساحة شارع البنوك، والزرقاء التي تميز منطقة «الشويهين»، وقد زخر برنامج البينالي بكل ماهو جديد ومختلف في قيمته الفنية ومدلولاته الثقافية». وقد شاركت في فعاليات البينالي وجوه إماراتية معروفة، منهم الفنان عمار العطار، وزينب الهاشمي، وناصر نصرالله، والذي قدم عملاً فنياً تفاعلياً، يتيح للمتلقي والزائر الاشتراك فيه، عبر البحث عن كلمات شخصية مكتوبة في بطاقات مخفية داخل صندوق خصص لهذا الغرض، كما ضم المعرض لوحات عدة لفنون المستشرقين، وعملاً مميزاً للفنان المصري خالد جرار، وتمثل بطابع بريدي كبير بعبارة «فلسطين حرة»، صدر عام 2011، ضمن مبادرة «عش واعمل في فلسطين»، مع لوحات في فن الخط لخطاطين عراقيين، منهم الخطاط وسام شوكت، وحسن مسعودي، والسوري منير الشعراني، والياباني «يوتشي إنوي»، الذي ساهم بدوره في إبداع كتابي للأحرف الصينية القديمة التي نشأت منذ أكثر من ألفي عام. وقد تمكنت تظاهرة بينالي الشارقة الحالية، في نسختها الحادية عشرة، عبر لغة عالمية مشتركة، أن تختزل كل معاني الإبداع والجمال، من رسم خريطة ثقافية جديدة نحو النهوض الإنساني، تحتوي العديد من المجالات الفنية، تتزاحم من خلالها الفنون البصرية من النحت والتشكيل والتصوير الضوئي مع عوالم الموسيقى والفيديو آرت والتركيب الفني، موظفة عبرها وسائل التقنيات الحديثة وعناصر التكنولوجيا المتطورة، لرسم آفاق مستقبلية متقدمة في الفن، وبطرق وأساليب عصرية مختلفة يجمح فيها الخيال بعيداً، ليأخذنا معه في رحلة استثنائية خارج حدود المكان والزمان، حيث تلتقي العديد من ثقافات الشعوب لتتكلم بلغة واحدة، تخاطب فيها مشاعر المتلقي، وتلعب على وتر إحساسه وتذوقه الفني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©