يبدأ رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري اليوم ورشة العمل الثانية لتشكيل الحكومة اللبنانية عبر استشارات غير ملزمة مع الكتل النيابية تستمر حتى الثلاثاء المقبل للاطلاع عن كثب على المطالب والشروط التي حالت دون قيام حكومة وحدة وطنية حتى الآن، وإمكانية معالجتها بهدوء.
وأكدت مصادر الحريري لـ«الاتحاد» أن الاستشارات هي حوارية مفتوحة والهدف منها التوصل إلى سلة كاملة حول البرامج والحقائب، وصولاً إلى الخطوط العريضة للبيان الوزاري الذي ستنال على أساسه الحكومة الثقة البرلمانية، مشيرة إلى أنه سيعتمد اليد الممدودة مع الجميع، وصولاً إلى قيام حكومة وحدة جامعة تحظى برضى كل الأطراف. وعكفت الكتل البرلمانية على إعداد ملفاتها تحضيراً لمناقشتها مع رئيس الوزراء المكلف وفق جدول أعمال زمني حددته مسبقاً الأمانة العامة لمجلس النواب في أطول مشاورات من نوعها في لبنان، حيث عقدت كل كتلة على حدة اجتماعات ما زالت مفتوحة. وشدد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر على ضرورة الحفاظ على أمن البلد والسهر على أمن المواطن عبر اعتقال كل من يحاول الإخلال بالأمن ومعاقبته. وأشار إلى ضرورة النقاش الجدي والبناء في الاستشارات النيابية. كما شدد على أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان يحاول تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء. وعلمت «الاتحاد» من مصادر بري أن خط الاتصالات بين عين التينة (مقر بري) وكليمنصو (منزل رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط) مفتوح على مدار الساعة، وقالت «إن اتفاقاً ما تم بين الرجلين لتسهيل مهمة الحريري للتوصل إلى حكومة وفاقية تضم كل الأطراف».وأوضحت المصادر أن اللقاء المطوّل الذي عقد ليل الثلاثاء - الأربعاء في منزل جنبلاط بين وفد كتلة «التنمية والتحرير» برئاسة المستشار السياسي لبري النائب حسن خليل ووفد من الحزب «التقدمي الاشتراكي» برئاسة جنبلاط، وضع الأسس والمبادئ الضرورية التي يجب أن تقوم عليها الحكومة، ومساعدة الحريري إلى أقصى حدود في تذليل العقبات التي تعترض مهمته. وأكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال ماريو عون على أن عون لن يتنازل عن أي حق يعود للتيار «الوطني الحر»، مشيرا إلى أن هذا الأمر لا يتعلق بالوزير جبران باسيل فقط، وإنما عون لن يتنازل عن حقه بتسمية وزرائه في الحكومة العتيدة، لافتا إلى إنه يقيّم الوزراء من خلال عملهم في الحكومة وليس من خلال نتائج الانتخابات.وأعرب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز بعد لقائه الجنرال عون عن أمله أن تنجح المشاورات هذه المرة في تشكيل الحكومة، آملاً أن يبقى الحوار مفتوحاً وأن تعالج الحكومة الجديدة المشكلات التي يواجهها المجتمع اللبناني.
عدد اليوم
