الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأحذية غير المزودة بدعامة القوس السبب الرئيس لآلام الكعب

الأحذية غير المزودة بدعامة القوس السبب الرئيس لآلام الكعب
28 مارس 2013 20:42
إذا لم يكن قد سبق لك التعرف إلى مشكلة التهاب الرباط الأخمصي، فاسأل العدائين وعشاق المشي والجري، فلا بد أن يكون أحدهم أو بعضهم قد عانى هذه المشكلة الصحية. فآلام الكعب الناجمة عن هذا الالتهاب هي من النوع الذي يطول ويُجهد صاحبه بسبب بطء وتيرة التعافي منه. وقد صار التهاب الرباط الأخمصي منتشراً بكثرة لدرجة أن أطباء صحة القدمين أصبح بإمكانهم تشخيص حالة المريض بمجرد مراجعتهم، وقبل أن يمد قدميه في العيادة من أجل معاينة حالتهما. يقول طبيب صحة القدمين بمدينة فول ريفر بولاية ماساشوسيتس والرئيس السابق للجمعية الطبية لصحة القدمين الدكتور مايكل كينج «من بين مجموع المرضى الذين يراجعونني كل يوم، أجد ما بين 18 إلى 20 منهم يعانون من التهاب الرباط الأخمصي، ما يبين بوضوح أن آلام الكعب أصبحت وباءً حقيقياً في الوقت الحالي». ويضيف «مع العلم طبعاً أن هناك عدداً من الناس يحاولون تحمل الآلام ولا يراجعون أية عيادة إلا عندما يستفحل أمر كعوبهم». يعد لاعب كرة السلة الإسباني المحترف في فريق «لوس أنجلوس لايكر» الأميركي أحد من أصيبوا حديثاً بهذا الالتهاب. إذ تسببت له آلام كعبه الأيمن في متاعب جمة في الموسم الأخير بعد أن تمزق رباطه الأخمصي في إحدى المباريات الشهر الماضي، ما جعل طبيبه يتوقع عدم قدرته على مواصلة المشاركة في مباريات فريقه لمدة شهرين كاملين. ويقول جراح العظام في منهاتن بيتش الدكتور كيث فيدر «ليس من النادر أن يُصيب هذا الالتهاب مريضاً سبق له الإصابة بالتهاب الرباط الأخمصي». وأصبحت آلام الكعب الناتجة عن هذا الالتهاب علامة من علامات نمط العيش الحديث، لكن الوقاية منها لا تزال عصية على التحقيق. وبحسب الدكتور كينج، فإن آلام الكعب تصبح نادرة الحدوث نسبياً لو أن الناس اعتنوا أكثر بصحة أقدامهم. وعندما يُصاب الشخص بالتهاب على مستوى رباطه الأخمصي، فإنه يشعر وكأن السكين ينغرز في كعبه كلما وطأت قدمه الأرض في الصباح، ثم يبدأ الألم في التلاشي والتبدد عموماً مع مرور ساعات النهار، غير أن بعض الناس يظلون يئنون من آلام الكعب مع كل خطوة يخطونها. وتقول طبيبة صحة القدمين في شيكاجو الدكتورة إليزابيث كورتز إن العديد من الناس يعاقبون أقدامهم من حيث لا يدرون بارتداء أحذية مسطحة ومستوية وخفيفة لا تسند قوس القدم. وتضيف «الصنادل المكشوفة تُعد من أشهر مصادر آلام القدمين». كما إن الحذاء البالي الذي تتهرأ وسادته الداعمة يُعد سبباً آخر للإصابة بآلام الكعب. وتشير كورتز إلى أن «بعض الناس يمشون ما بين المكاتب والإدارات مرتدين أحذية كان يُفترض بهم أن يغيروها منذ أشهر». فصل الخريف من جهته، يقول الدكتور كينج «أكثر فترة يراجعني فيها الناس المصابون بآلام الكعب هي فصل الخريف، وذلك بسبب قضائهم فصل الصيف في ارتداء الصنادل المكشوفة والخالية من أي مساند للقدم أو دعائم لقوسها». ويقول أستاذ الطب الرياضي في جامعة فيرجينيا البروفسور جيي هيرتل إن التهاب الرباط الأخمصي يصيب عادة العدائين وهواة المشي، خصوصاً إذا كانوا قد رفعوا وتيرة سرعتهم في المشي أو الجري بدرجة كبيرة، أو بشكل لم يكونوا معتادين عليه. كما يصيب كثيراً من البالغين منتصف العمر ممن يعانون زيادة الوزن أو البدانة، وذلك بسبب الضغط الكبير الذي يمارسه جسمهم على الكعبين، باعتبارهما هما من يقع عليهما في نهاية المطاف ثقل كل تلك الكيلوجرامات الزائدة. وسواءً كان المصابون بهذا النوع من الالتهاب يسعون إلى الطريق السهل أو الصعب للتعافي، فإنهم غالباً ما يصلون في مرحلة ما إلى الشعور باليأس وانقضاء النَفَس بسبب طول معاناتهم وبطء وتيرة علاجهم. ويقول الدكتور كينج إن من المصابين من يحاول ارتداء وسادة تحت بقعة الكعب المتورمة، لكن ألمه لا يخف. والسبب في ذلك هو أن «تأثير وسائد الكعب محدودة جداً. فالالتهاب يحدث بالدرجة بالأولى بسبب وجود مشكلة في قوس القدم، وليس في الكعب». فرشة الحذاء يقول الدكتور هيرتل إن فَرشات الحذاء الطبية التي تدعم قوس القدم من شأنها المساعدة على تخفيف آلام الكعب. إذ يمكن لكل مصاب أن يستخدم فرشات غير موصوفة بعد اقتنائها من أية صيدلية، أو الحصول على جهاز إسناد مساعد من عند طبيب صحة القدمين. ولا يكون لفرشة القدم الموصوفة من طبيب قدمين أية قوة حقيقية إضافية أو مختلفة عن الفرشات المتاحة دون وصفة. وبحسب دراسة نشرها الدكتور هيرتل وزملاؤه في دورية «العلاج الطبيعي والرياضة» سنة 2009، فإن الناس المصابين بالتهاب الرباط الأخمصي يحصلون على القدر نفسه من الراحة بصرف النظر عن مصدر فرشة الحذاء. ويؤكد الدكتور هيرتل أنه «لا يهم ما إذا كانت فرشة الحذاء موصوفة أو غير موصوفة، فالنتائج هي نفسها، وسعر الفرشة غير الموصوفة أقل بكثير من الفرشة الموصوفة». وبدوره، يقول الدكتور كينج إن ما يهم أكثر من أي شيء هو أن يمنح المصاب بالتهاب الرباط الأخمصي لقدمه الفرصة للتعافي. ويقدم لذلك نصائح وإرشادات أهمها تجنب المشي حافي القدمين وعدم ارتداء صنادل خالية من مسند قوس القدم. كما يشجع كينج المرضى على ارتداء نعل مزود بمسند قوس القدم في كل الأوقات، بما فيها وقت مشيهم في أرجاء البيت، وحتى عند خروجهم من غرفة النوم باتجاه غرفة أخرى. ويتعين على العدائين والمشاة المصابين بالتهاب الرباط الأخمصي أن يتأكدوا من أن النعل الذي يرتدونه في كل مناسبة مؤات للمهمة التي ارتُدي من أجلها. وفي هذا السياق، يقول الدكتور كينج «إذا كنت تمارس الرياضة بانتظام، فإنك تحتاج إلى تغيير حذائك كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وأن تفعل ذلك حتى لو بدت لك كل فردة على أحسن ما يرام. فقد يكون مسند قوس القدم قد اهترأ وارتخى وفقد قوته الوظيفية حتى عندما يحافظ الحذاء على مظهره الجديد والمتماسك». طرق العلاج من أهم طرق العلاج التي يوصي بها أطباء القدمين ممارسة تمارين تمدد العضلات، لكن هناك خيارات علاجية أخرى يمكن اتباعها. وتجدُر الإشارة إلى أن هناك عدداً متزايداً من الأطباء يعالجون التهاب الرباط الأخمصي بموجات الصعق، وذلك عبر صعق كعب القدم بأشعة فوق صوتية عالية الكثافة. ويقول كينج إن هذه التكنولوجيا تُستخدم أيضاً في تفتيت حصى الكلى، وأن من شأنها تخفيف آلام الكعب والتهابه. هذا من دون أن يعلم أحد إلى الآن سبب نجاحها في ذلك. وعلى المنوال ذاته، يعالج بعض الأطباء التهاب الرباط الأخمصي بأشعة ليزر متدنية المستوى. ويقول بعض الأطباء إن هذه التقنية ناجعة، لكن الدكتور كينج يرى أن هذا الإجراء لم يُدرس بعدُ جيداً، ما يجعل حجيته العلاجية واهنة إلى الآن. ويلجأ بعض الناس إلى الخضوع لعمليات يتم خلالها قطع الأجزاء الضيقة جداً في الرباط الأخمصي. غير أن الدكتور كينج يقول إن عدداً قليلاً جداً من مرضاه يقبلون اللجوء إلى الجراحة. ويضيف «معظم الناس يفضلون اتباع خيارات علاجية بعيدة عن مبضع الجراح». فمن يعاني أصلاً من آلام شبيهة بانغراز سكين في كعبه سينفر حتماً من مجرد التفكير في مبضع إضافي ينغرز في كعبه المتألم، للحد من هذا الألم. هشام أحناش عن «لوس أنجلوس تايمز» تعريف: التهاب الرباط الأخمصي (Plantar fasciitis) هو التهاب في الرباط الذي يحمي أخمص القدم، وهو ذلك النسيج الليفي الممتد من السطح السفلي للقدم من الكعب إلى أصابع القدم ويربط كعب القدم بقاعدتها. وهو عبارة عن نسيج ضام كالحزمة تمتد من كعب القدم إلى مقدمة القدم لترتبط بالأصابع. ولها وظيفة حساسة تكمن في دعم لعرش القدم وإسناده، وتوزيع الوزن على القدم في أثناء المشي. ويعد هذا الالتهاب من أهم أسباب آلام الكعب، وقد يتحول مع استمرار المشكلة من غير علاج إلى تكون شوك أو نتوءات عظمية في الكعب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©