أظهرت دراسة جديدة نُشرت في العدد الأخير من دورية "التناسل البشري" أن الزيارات المتكررة للرجال إلى حمامات الساونا تؤدي إلى تناقص إنتاج الحيوانات المنوية، وذلك خلال فترة التردد إلى الساونا والأشهر القليلة التي تعقب آخر مرة تم فيها أخذ حمام ساونا. وتوصل الباحثون إلى هذه النتائج بعد إنجازهم دراسة شملت رجالاً فنلنديين أصحاء في الثلاثينيات من عمرهم متعودين على قضاء ربع ساعة داخل غرف الساونا مرتين في الأسبوع ولمدة ثلاثة أشهر، توقفوا بعدها عن التردد إلى هذه الحمامات.
وقد تبين للباحثين أن حصص الساونا تسببت في تخفيض عدد الحيوانات المنوية لهؤلاء الرجال لمدة ثلاثة أشهر بعد توقفهم عن استخدامها، ووصلت إلى أقل من مستوياتها الطبيعية المسجلة في بداية الدراسة. غير أن الباحثين لاحظوا أن إنتاج الحيوانات المنوية عاد إلى طبيعته الأولى بعد مرور ستة أشهر.
وقال عالم المسالك البولية في المركز الطبي بجامعة ماريلاند الدكتور أندرو كريمر إن هذه النتائج منطقية. إذ من المعروف أن ارتفاع درجة الحرارة يؤثر سلباً على إنتاج الحيوانات المنوية.
وخلال جلسات الساونا، ترتفع درجة حرارة غشاء الصفن بمعدل ثلاث درجات سيلسيوس. ولكن الدراسة الجديدة لم تُقَيم مع ذلك خصوبة الرجال، ولذلك فإنه يستحيل معرفة ما إذا كانت خصوبتهم أقل خلال فترة التردد إلى غرف الساونا. ويشير الدكتور كريمر إلى أن كمية مني الرجل لا تتناسب دائماً وبالضرورة مع معدل الخصوبة. ولذلك فإن حمامات الساونا لا يمكن استخدامها مثلاً كوسيلة من وسائل تنظيم النسل عند الرجال.
ووجدت الدراسة أيضاً أن التعرض للساونا يؤثر على طريقة تموضع جزيئات الحمض النووي الريبي (DNA) في الخلايا المنوية ويُضعف الميتوكُندريات المسؤولة عن توليد الطاقة في داخل الخلية. ما قد يفسر سبب انخفاض فعالية إنتاج المني خلال التعرض لحمام الساونا.
وقال أستاذ الغدد الصماء بجامعة بادوفا في إيطاليا الدكتور كارلو فورستا "إن تفادي تعريض الخصيتين لسخونة حمام الساونا يمكن أن يساعد الرجال المحبين لحمامات الساونا على الحفاظ على حيواناتهم المنوية في مستوياتها الطبيعية، خاصة منهم من يريدون التمتع بخصوبة عالية لمدة طويلة".
وأردف الدكتور كريمر أن هذه الدراسة لا توفر أدلة كافية للقول إنه يتعين على الرجال الأصحاء تفادي التردد إلى حمامات الساونا. فهي لم تشمل سوى عشرة رجال، وهو عدد غير كاف لتأكيد النتائج التي تم التوصل إليها أو تعميمها. وأفاد الدكتور فورستا بأن هناك حاجة ماسة لإنجاز دراسات إضافية لمعرفة آثار الساونا على الرجال الذين يعانون مسبقاً من ضعف الخصوبة، أو الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم بعد.
وتجدر الإشارة إلى أنه سبق لباحثين من عيادات "مايوكلينيك" الأميركية أن توصلوا إلى أن الاستخدام المتكرر للأحواض الساخنة مثل الجاكوزي، أو وضع الحاسوب المحمول لمدة طويلة على الحضن يؤدي إلى انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية مؤقتاً.
عن موقع "nbcnews.com"
عدد اليوم
