الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

داعيات: الدعوة إلى رب العباد ليست حكراً على الرجال

داعيات: الدعوة إلى رب العباد ليست حكراً على الرجال
28 مارس 2013 20:45
الدعوة إلى الله تعالى من أنبل وأشرف المهن، لا سيما أنها مهمة الأنبياء والرسل الذين اصطفاهم الله من خيرة خلقه ليحملوا مسؤولية تبليغ الدين للناس كافة، فضلاً عن أن الدعوة إلى الله تعالى مجال خصب وميدان فسيح للجهاد في سبيل الله، فالمجاهد والداعية يسلكان كل الطرق للوصول لهدف واحد يتمثل في نشر دين الله في الأرض. وعلى مدار التاريخ الإسلامي لم تكن المرأة المسلمة بعيدة عن مجال الدعوة، حيث كانت لها إسهامات جليلة في الدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة. أحمد مراد (القاهرة) - الدعوة إلى الله تعالى ليست حكراً على الرجال، بل إن الدعوة مهمة الرجل والمرأة على حدٍ سواء، وكل منهما لبنة في صرح هذا البناء الشامخ، ووفقاً لما ذكرته العميدة السابقة لكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة الأزهر الدكتورة سعاد صالح، تتبوأ المرأة في هذا الجانب موقعاً في غاية الأهمية لأنها مربية الأجيال والنواة الأولى لكل أسرة، وهناك نصوص من الكتاب والسنة تؤكد اشتراك المرأة مع الرجل في خطاب التكليف، منها قول الله تعالى: (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكر فليغيره»، كما يوجد نص صريح خاص بتكليف النساء بالدعوة، وهو قول الله تعالى في حق نساء النبي صلى الله عليه وسلم: «وقلن قولاً معروفاً»، وقوله أيضاً في حقهن: «واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة». حشمة المرأة وضع الإسلام ضمانات خلقية للمرأة تتمثل في وجوب حشمتها عن الرجال الأجانب، وهذا يستوجب وجود داعيات في الوسط النسائي، وتقول الدكتور سعاد إنه من الأمور المؤكدة لأهمية وضرورة وجود الداعية في النساء لوجود أعذار شرعية خاصة بالنساء لا يطلع عليها غيرهن فهن أقدر على الإيضاح فيما بينهن، وإن كانت المرأة المسلمة قد كلفت شرعا بالقيام بالدعوة إلى الله تعالى، فإن ذلك التكليف مبني على عدة أسباب يتضح من خلالها مدى ما تحققه تلك الأسباب من بيان شامل لإمكانية مشاركة المرأة بالدعوة، فالمرأة في الغالب تكون أقدر من الرجل على بيان وتبليغ بعض ما يخص الوسط النسائي نظراً لتجانس الظروف، بالإضافة إلى أن مجال تأثر المرأة بأختها سواء في القول أو في العمل والسلوك أكثر مما تتأثر المرأة فيه بالرجل، لأن فعل المرأة الداعية هو نفسه نوع من دعوة النساء بفعلها على عكس الرجل، حيث يكلف بأمور لا تكلف بها وتكلف المرأة بما لا يكلف به الرجل، والمرأة بحكم معاشرتها لمجتمع النساء تستطيع أن تطرق المجالات كافة التي تحتاج إليها المرأة في مجال الدعوة، كذلك تميز الأولويات في القضايا الخاصة بهن، وتستطيع وبشكل واضح ملاحظة الأخطاء سواء ما يتعلق بالعقيدة أو العبادات المفروضة أو السلوك مما يدفعها إلى التنبيه والتصحيح. عدم السخرية وترى أن الداعية الناجحة هي التي تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها، وإذا رأت أختا مفتونة لا تسخر منها، فإن للقدر كرات قال تعالى: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)، وليكن شعارها «يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك»، وتجعل من بيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة، والمحتاجين، كأم المساكين زينب رضي الله عنها، وتعطي حق زوجها، كما لا تنسى حق دعوتها حتى تكون من صاحبات خديجة رضي الله عنها، التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم «صدقتني إذ كذبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، وواستني بنفسها ومالها، ورزقني الله منها الولد، ولم يبدلني الله خيرا منها». كما أن الداعية الناجحة هي التي لا تهدأ من أجل التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين في الداخل والخارج، وتحقق العلم على أرض الواقع، وتبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات (وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ). أما أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الدكتورة إلهام شاهين، فأوضحت أن المرأة داعية بأمر من الله، وأن العمل في حقل الدعوة الإسلامية ليس جديداً أو ممنوعاً على المرأة، فزوجات النبي «صلى الله عليه وسلم» تعلمن منه مباشرة آيات الله والحكمة، وأمرهن الله تعالى بأن يذكرن ما تعلمنه من النبي للناس رجالاً ونساء، وقد كان الصحابة الكرام يسافرون ويقطعون الأميال ليسألوا السيد عائشة «رضي الله عنها» عن مسألة ما، وكذلك باقي زوجات الرسول سواء في حياته أو بعد وفاته. مقومات العمل وترى أن المرأة تملك مقومات العمل الدعوي، وإلا ما أمرها الله تعالى بالدعوة، لكن الأمر يختلف حسب قدرات كل امرأة، فهناك من النساء من تملك تلك المقومات وتستطيع العمل بها، وهناك من تضعف فيها ولا تستطيع العمل بها شأنها شأن الرجل، فليس كل رجل يصلح لأن يكون داعية، مشيرة إلى أن الصفات الواجب توافرها في الداعية رجلا كان أو امرأة تتمثل في أن يكون هادئاً رحيماً وصبوراً، وحليماً واسع الصدر، وهي صفات متوافرة بالطبع لدى عدد كبير من النساء خاصة من يخترقن ذلك المجال، إلا أن هناك صفات أخرى يجب أن تتحلى بها المرأة الداعية مثل سعة الاطلاع، ومواكبة الأحداث العالمية والإقليمية والمحلية والدينية، ومعايشة آلام المسلمين وأحلامهم وآمالهم، كما ينبغي أيضاً أن تكون على إلمام بتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى أن المرأة الداعية يجب أن تكون قدوة في الشكل والهيئة والمجلس والتصرفات. استناداً إلى رأي صاحبة موسوعة لأصول الفكر السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الإسلام، الدكتور خديجة النبراوي، فإن مشاركة المرأة للرجل في الدعوة إلى الله تحقق التوازن في التوجيه واتحاد الأهداف وتضافر الجهود لإخراج جيل مسلم مستنير بعلوم القرآن الكريم والسنة المطهرة، ومترب على الأخلاق الحسنة ويسوده التعاون والألفة والمحبة. كما أن قيام المرأة بالدعوة يؤدي إلى انتشار العلم بصورة أوسع وأشمل، ويجعل منها رقيبة على نفسها في قولها وفعلها وحركاتها وسكناتها حتى لا يختلف القول عن العمل. وعن مواصفات الداعية، فتقول: «يجب على المرأة الداعية أن تدعو إلى الله على بصيرة وعلى علم، فلا يمكن أن تدعو إلى شيء وهي لا تعلم هل هو من الشرع أم لا، هل هو من العبادات، أم من العادات، هل هو من الأمور الدينية، أم من التقاليد الاجتماعية الموروثة، ومن الصفات التي ينبغي أن تتصف بها الداعية حسن الخلق، والتواضع، ولين الجانب، مما يحبب إليها الأخريات، ولعل غرس المحبة في نفوس المدعوات أول سبب لقبول الدعوة في حالات كثيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©