السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغفار» يستر عباده في الدنيا وينجيهم في الآخرة

«الغفار» يستر عباده في الدنيا وينجيهم في الآخرة
28 مارس 2013 20:45
أحمد محمد (القاهرة) - الله بالعفو، وبالغفران والصفح عن عباده موصوف، كل أحد محتاج إلى عفوه ومغفرته، ورحمته وكرمه، وقد وعد بالمغفرة والعفو لمن أتى بأسبابها، وتاوب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى. فالغفار هو الذي يستر عباده ويغطيهم بستره في الدنيا والآخرة ويصونهم من النار فهو يجعل بينهم وبين النار سترا وحجابا، ومعنى المغفرة ليس فقط الستر، لكن أيضاً الصفح والعفو أي عدم إيقاع العقوبة. والغفار يظهر الجميل ويستر القبيح في الدنيا، ويتجاوز عن العقوبة في الآخرة، يغفر الذنوب وإن كانت كبيرة، ويسترها وإن كانت كثيرة. غفور لمن تاب «الغفار» من أسماء الله الحسنى وذكر في القرآن خمس مرات، في قوله سبحانه: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا)، «نوح: 10»، وقوله: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)، «طه: 82»، وقوله: (رب السماوات والأرض وما بينهما العزيز الغفار)، «ص: 66»، وقوله: (كل يجري لأجل مسمى ألا هو العزيز الغفار)، «الزمر: 5» وقوله: (وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار)، «غافر: 42». والغفار هو كثير المغفرة على كثرة الذنوب، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة» وفي رواية مئة مرة. قال الإمام القشيري، ومن أسمائه عز وجل الغافر والغفور والغفار، والغفور والغفار للمبالغة، والغفار أبلغ، وأصل الغفر الستر والتغطية، فالمغفرة من الله تعالى ستر للذنوب وعفوه عنها بفضله ورحمته لا بتوبة العباد وطاعتهم. وقال الإمام الغزالي، الغفار هو الذي أظهر الجميل وستر القبيح، ومن منا ليس عنده قبيح من الأفعال، فالله يعلم بهذا ويعلم بذاك، فمن مغفرته أنه يظهر الجميل ويستر القبيح. التغطية والستر قال الخطابي، الغفار هو الذي يغفر ذنوب عباده مرة بعد أخرى، كلما تكررت التوبة من الذنب تكررت المغفرة، وقال ابن منظور أصل الغفر، التغطية والستر، فقولهم غفر الله له أي ستر له ذنوبه. وقال إمام الدعاة الشيخ الشعراوي، إن المغفرة والعذاب بيد الله عز وجل ولمن يشاء من عباده، ولكن ذلك لا يعني أن المسألة تسير وفقاً للهوى، تعالى ربنا الملك الحق عن الهوى والظلم والتفرقة بين العباد، فالحق تبارك وتعالى إن شاء أن يغفر لأحد فثق أنه جدير بالمغفرة وإن شاء أن يعذب أحدا فثق أنه جدير بالعذاب. و«الغفار» أشد مبالغة من الغفور، فهو من يغفر الذنوب الكثيرة الشديدة التي قد لا يتخيل العبد أن الله سيغفرها له، وهو الذي يستر الذنوب، المتجاوز عن الخطايا والعيوب بفضله، مهما كان مقدارها ومهما تعاظمت النفس وتمادت في جرمها وعصيانها فهو يغفر الكبائر والصغائر جميعها. قال العلماء: إن الإنسان إذا عصى الله عز وجل وصف في القرآن بأنه ظالم وبأنه ظلوم وبأنه ظلام، فقال تعالى: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير)، «فاطر: 32»، وقال تعالى: (إِنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا)، «الأحزاب: 72»، وقال تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، «الزمر: 53»، فإذا كان العبد ظالما فالله غافر وإذا كان ظلوما فالله غفور وإذا كان ظلاما فالله غفار، وبأي صفة أتى بها العبد المعصية فهناك اسم لله عز وجل يقابل هذه المعصية. باب التوبة ومن رحمة الحق عز وجل وحكمته أنه يغفر الذنوب، ولو أنه أغلق باب التوبة في وجه المذنب لتمادى في ذنوبه وترتب على ذلك هلاكه وهلاك المجتمع بأسره دنيا وآخرة، ومغفرة الله ليست متناهية وهو القائل (ورحمتي وسعت كل شيء)، «الأعراف: 156»، فالذنب محدود، لكن مغفرة الله، لا يحدها حد، ويغفر الذنوب جميعا (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم)، «الزمر: 53»، بل ومن كرمه أن يبدل السيئات حسنات (إِلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأُولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما)، «الفرقان: 70».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©