الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المعارضة الليبية تتقدم من أجدابيا لاستعادة البريقة

المعارضة الليبية تتقدم من أجدابيا لاستعادة البريقة
1 ابريل 2011 00:38
خاضت المعارضة الليبية المسلحة أمس قتالاً عنيفاً للسيطرة على بلدة البريقة النفطية شرق ليبيا بعد يوم من نجاح القوات الموالية للزعيم معمر القذافي في دفعها للتقهقر على شريط ساحلي تحت وابل من نيران الصواريخ، لتتمركز في أجدابيا التي مازالت تحت سيطرتها، وأكد المعارضون المسلحون الذين يتمركزون خارج البريقة أن القتال لايزال دائراً مع قوات العقيد معمر القذافي للسيطرة على البلدة. وبالتوازي، أكدل متحدث باسم المعارضة أن كتائب القذافي واصلت قصفها مصراتة أمس، وأن عشرات قتلوا خلال الأيام القليلة الماضية عندما أصيبت منازلهم في القصف. من جهتها، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن مقاتلات لها قصفت 3 دبابات وآليتين مدرعتين وقاعدة لصواريخ أرض جو تابعة للقوات الموالية للقذافي في مصراتة غرب ليبيا. وأفاد مراسل لفرانس برس أمس، أن سفينة مساعدات إنسانية وصلت إلى سكان مصراتة التي تحاصرها منذ أسابيع قوات معمر القذاف، وفي طرابلس التي شهدت هدوءاً نسبياً نهار أمس، حلقت طائرات الليلة قبل الماضية، حيث سمعت أصوات انفجارات في ضاحية صلاح الدين الجنوبية الشرقية منها حسب ما قال شاهد عيان اتصلت به فرانس برس. بدوره، شدد اللفتنانت جنرال تشارلز بوتشارد قائد العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” أمس، أن الحلف الغربي يتعامل مع تقارير عن مقتل مدنيين خلال غارات جوية غربية في ليبيا بجدية، وذلك بعد إعلان جيوفاني إنتشنزو مارتينيلي ممثل الفاتيكان في طرابلس لوكالة كاثوليكية للأنباء نقلاً عن شهود أن 40 مدنياً على الأقل قتلوا في الهجمات الجوية التي شنتها القوات الغربية على طرابلس. وفي سياق متصل، اتهم ناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الحكومة التشادية أمس، بمشاركتها كتائب القذافي في قصفها لمدن شرق ليبيا الذي أدى إلى قتل الآلاف وجرح الكثيرين منذ انطلاق انتفاضة “17 فبراير”. وتراجعت بعض قوات المعارضة أمس الأول إلى بلدة أجدابيا الاستراتيجية بوابة الشرق على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي بنغازي معقل المعارضة، وما زالت أجدابيا تحت سيطرة المعارضة أمس. وخاضت قوات المعارضة والقوات الموالية للقذافي معارك شهدت تقدماً وتراجعاً على جانبي شريط من الأرض يربط بين أجدابيا وبن جواد على مدى عدة أسابيع، ولم يستطع المعارضون الذين يعتمدون بصفة رئيسية على شاحنات صغيرة مزودة بأسلحة آلية وعلى قاذفات للقذائف الصاروخية وبنادق إيه.كي 47، الحفاظ على مكاسبهم على الرغم من الغارات الجوية التي تشارك فيها طائرات أميركية وفرنسية وبريطانية والمستمرة منذ نحو أسبوعين، وقال مقاتل من المعارضة يدعى ربيع عزيلة كان ينتظر على بعد نحو 10 كيلومترات خارج البريقة حيث تجمعت عشرات المركبات، “وقعت اشتباكات مع قوات القذافي حول البريقة عند الفجر”، وقال شاهد إن المعارضين الذين تقدموا قرب البريقة تعرضوا لصواريخ وقذائف مورتر أطلقها جيش القذافي فاضطر المعارضون للتقهقر بضعة كيلومترات قبل أن يعيدوا تجميع أنفسهم ويتحركوا إلى الأمام مجدداً. وسمعت أصوات انفجارات متقطعة من ناحية البريقة وارتفعت في الجو أعمدة من الدخان الأسود، ورغم تجمع الشاحات الصغيرة التابعة للمعارضة المسلحة والمزودة بأسلحة آلية خارج البلدة، لم يطرأ تغير يذكر على مكان الخط الأمامي أمس، واستعادت قوات القذافي رأس لانوف والسدرة غرب البريقة لكن لا تزال الزويتينة شرقي البريقة تحت سيطرة المعارضة. وفي مصراتة، أعلن متحدث يدعى سامي في اتصال هاتفي مع رويترز أن “مذابح ترتكب في مصراتة”. وتابع “استؤنف القصف المدفعي صباح أمس، ولايزال مستمراً. الألوية الموالية للقذافي لم تتمكن من دخول البلدة لكنها تطوقها”، وتابع “قتل 20 مدنياً أمس الأول بعد أن أصاب القصف منازلهم وأصيب عدد كبير”. ويضاف هؤلاء القتلى إلى عشرات آخرين يقول سكان إنهم لاقوا حتفهم في القتال خلال الأيام العشرة الماضية، ولا يمكن التحقق من الروايات الواردة من مصراتة من جهة مستقلة لأن المسؤولين الليبيين يمنعون الصحفيين الأجانب من العمل بحرية في المدينة، وينفي المسؤولون الليبيون مهاجمة المدنيين لكنهم يقولون إنهم يحاولون استئصال إرهابيين يحتجزون السكان المحليين رهائن. وذكرت وسائل إعلام رسمية هذا الأسبوع أن امدادات المياه لمصراتة التي قطعت لأكثر من أسبوع، عادت وأن المدينة “تنعم الآن بالسلام والاستقرار”. لكن المتحدث باسم المعارضة قال إن هذا غير حقيقي. وأضاف “المياه مازالت مقطوعة عن مصراتة. الناس يحصلون على المياه من محطة صغيرة لا تستطيع امداد سوى عدد قليل من السكان”. غير أن مراسلاً لفرانس برس أكد أمس، أن سفينة مستأجرة وصلت ليل الأربعاء من مالطة ناقلة 150 طناً من المساعدة الطبية والغذائية. وكانت وزارة الدفاع البريطانية أكدت أمس في بيان أن “طائرات تورنيدو أقلعت من جويا ديل كولي في ايطاليا وقامت بدوريات استطلاع فوق ليبيا الليلة قبل الماضية، و”خلال هذه الدوريات أطلقت صواريخ بيفواي-4 وبريمستون ضد معدات عسكرية للقوات الموالية للقذافي في منطقة مصراتة”. وأضافت أن “3 صواريخ أصابت 3 دبابات وآليتين مدرعتين قتاليتين ومنصة لإطلاق الصواريخ”. وفي طرابلس، أكد شهود أن طائرات للتحالف الدولي حلقت فوق الضاحية الشرقية والضاحية الجنوبية الشرقية للعاصمة الليبية الليلة قبل الماضية، قبل أن تسمع أصوات انفجارات في ضاحية صلاح الدين الجنوبية الشرقية. وأضاف أن الغارات استهدفت موقعا عسكريا في هذه المنطقة، ومن ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية أن “موقعاً مدنيا في طرابلس تعرض لقصف ليل الأربعاء الخميس”. وفي السياق نفسه، قال متحدث باسم الناتو أمس، إن الحلف يحقق لمعرفة مدى صحة أنباء عن سقوط قتلى مدنيين في الضربات الجوية الغربية على العاصمة الليبية طرابلس لكنه ليس لديه حالياً معلومات تؤكد هذه التقارير. وكان ممثل الفاتيكان في طرابلس قال في وقت سابق أمس، نقلاً عن شهود عيان إن 40 مدنياً على الأقل قتلوا في ضربات شنتها القوات الغربية على العاصمة الليبية، وذكرت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أن عدد الطلعات اجتياز عتبة الألفي طلعة جوية في ليبيا في اليوم الثاني عشر للتدخل الدولي في هذا البلد في حين يستعد الحلف الأطلسي لتولي قيادة جميع العمليات، وقال مسؤول في الوزارة لوكالة فرانس برس إن طائرات الحلفاء قامت بـ2017 طلعة منذ 19 مارس الماضي، تاريخ بدء العمليات، وفق المعطيات التي نشرت عند الساعة 10,00 تج مساء أمس الأول. وذكرت الحكومة البريطانية في تقرير تصدره عن حقوق الإنسان أمس، إنها تعتقد أن حوالي 1000 شخص قتلوا في الاشتباكات بين أنصار الزعيم الليبي معمر القذافي ومعارضيه. إلى ذلك، نقلت صحيفة “برنيق” الالكترونية الليبية عن العقيد طيار أحمد باني، قوله إن قوات من الحرس الجمهوري التشادي قوامها نحو 3600 جندي “هي التي تحارب ثوار 17 فبراير في مناطق شرق أجدابيا”. وأضاف أن تلك القوات يقودها نائب رئيس المخابرات التشادية عميد عيسى طاهر، وهو من الشخصيات المقربة من الرئيس التشادي إدريس ديبي. وأرجع المتحدث تراجع الثوار حتى أجدابيا وفقدهم السيطرة على مدن بن جواد ورأس لانوف والبريقة، إلى أنهم “يحاربون جيشاً منظماً من كتائب القذافي مدعوما بالحرس الجمهوري التشادي الذي يمتلك أسلحة حديثة متطورة ذات قدرة تدميرية عالية”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©