الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

وزير الخارجية الليبي ينشق ويسدد ضربة قاسية للنظام

وزير الخارجية الليبي ينشق ويسدد ضربة قاسية للنظام
1 ابريل 2011 00:40
أعلنت الحكومة البريطانية أمس، أن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا وصل إلى بريطانيا ليل الاربعاء واستقال من حكومة معمر القذافي، مؤكدة أنها لن “تمنحه حصانة”، فيما توقع وزير الخارجية وليام هيج ان يشكل انشقاق كوسا الذي انتقل من الاستخبارات ليقود سياسة القمع ثم الانفتاح قبل أن يصبح وزيراً لخارجية ليبيا، دليلاً على “انهيار النظام” الحاكم في طرابلس. وبدوره، أكد موسى إبراهيم المتحدث باسم نظام العقيد القذافي استقالة وزير الخارجية موضحاً أن كوسا حصل على إذن لمغادرة البلاد من أجل العلاج في تونس، مبيناً أن نظام الحكم في ليبيا “لا يعتمد على أفراد”، وشدد على أن الزعيم الليبي سيبقى في البلاد “حتى النهاية” لقيادتها للنصر على أعدائها. وأفاد تقرير بأن مسؤولين بريطانيين قاموا باستجواب مكثف لكوسا، بينما أعلن القضاء الاسكتلندي أمس، أنه يريد استجواب الوزير المنشق بشأن اعتداء لوكربي عام 1988، وذلك بعد أن دعا سياسيون بريطانيون وأقارب ضحايا لوكربي لاستجوابه في ضوء مزاعم بأنه العقل المدبر وراء تفجير طائرة الركاب الأميركية فوق البلدة الاسكتلندية. وفي موقف مشابه آخر، أعلن وزير الخارجية الليبي السابق علي عبد السلام التريكي الذي عينه القذافي مؤخراً سفيراً لبلاده بالأمم المتحدة، أنه قرر عدم قبول أي عمل رسمي يسند إليه بسبب ما يجري في بلاده من إراقة للدماء. من ناحيته، قال العقيد القذافي أمس، إن الغربيين المشاركين في العملية العسكرية في بلاده بدأوا “شيئاً خطيراً لا يمكن السيطرة عليه” و”سيصبح خارج مقدرتهم مهما امتلكوا من وسائل الدمار”، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية في بيان أمس “يمكننا أن نؤكد أن كوسا وصل إلى مطار فارنبورو ليل 30 مارس قادماً من تونس. وقد سافر إلى هنا بمحض ارادته، وأبلغنا أنه استقال من منصبه”. وذكر المتحدث “كوسا واحد من أكبر الشخصيات في حكومة القذافي وكان دوره تمثيل النظام دولياً وهو أمر لم يعد مستعداً للقيام به”. وأضاف أن الحكومة البريطانية تشجع المحيطين بالقذافي على التخلي عنه، ووصل كوسى إلى بريطانيا بعد تمضية يومين في تونس في “زيارة خاصة”، كما أعلن رسميا. وختم بيان الخارجية البريطانية بالقول “نشجع الذين يحيطون بالقذافي على تركه والعمل من أجل مستقبل أفضل لليبيا يتيح عملية انتقالية سياسية واصلاحاً حقيقياً يستجيب لتطلعات الشعب الليبي”. وكانت الحكومة في طرابلس ذكرت أمس الأول، أن كوسا سافر إلى الخارج في جولة “دبلوماسية”، ولم يفر من البلاد. وتوقع هيج أمس، أن يشكل انشقاق كوسا دليلاً على “انهيار نظام” القذافي. وأعلن الوزير البريطاني أن “استقالة كوسا دليل على أن نظام القذافي الذي شهد انشقاق مسؤولين كبار، منقسم ويواجه ضغوطاً وينهار من الداخل”، وأضاف هيج “القذافي يتساءل من سيتخلى عنه الآن”. وكان هيج تباحث الأسبوع الحالي مع نظيره الليبي عبر الهاتف. الا أنه أكد أن هذا الأخير “لن يحصل على الحصانة من قبل القضاء البريطاني أو الدولي”. ولدى استقبال كوسا في مطار فارنبورو الصغير من قبل مسؤولي الخارجية البريطانية، اجتمعوا معه على منفردا حيث جرى استجوابه حول قضايا عديدة. وكانت واشنطن وبريطانيا أشارتا مؤخراً إلى اتصالات سرية مع العديد من المسؤولين المستعدين للتخلي عن القذافي. وأضاف هيج أن كوسا في “مكان آمن” لم يكشف عنه في بريطانيا، مؤكداً أن لندن علمت مسبقاً باعتزام كوسا الفرار إلى بريطانيا قبل فترة قصيرة. وقال مصدر حكومي إنه لم يتضح بعد في أي دولة سيستقر، ويعتقد أن كوسا جاء إلى لندن بصحبة ابنه. وتولى كوسا منصب نائب وزير الخارجية بين 1992 و1994 ثم عين رئيساً لجهاز الاستخبارات، المنصب الذي تولاه حتى 2009 قبل أن يكلف بحقيبة الخارجية. كما خاض في السنوات الماضية كل المفاوضات التي اتاحت عودة ليبيا إلى الساحة الدولية. وأقر وزير الخارجية البريطاني الأسبق جاك سترو أمس بقوله “لا شك لدي إطلاقاً في أنه لعب دوراً أساسياً لحمل القذافي على التخلي عن مشاريعه النووية والكيميائية”، وهي مبادرة اتاحت رفع الحظر التجاري عن ليبيا عام 2003. وكان موسى كوسا مفاوضاً أساسياً أيضاً في قضية الممرضات البلغاريات التي ادت إلى الافراج عنهن في يوليو 2007. من جهته، صرح وزير الهجرة الليبي المنشق علي العريشي في مقابلة مع تلفزيون “فرانس-24” أمس، أن استقالة وزير الخارجية الليبي تعني أن أيام نظام معمر القذافي “معدودة”، وصرح العريشي الذي انشق عن النظام الليبي بعيد الانتفاضة، أن استقالة كوسا “إشارة على أن أيام النظام معدودة.. إنها النهاية”. وتابع “لطالما قلت إنهم (المسؤولون الليبيون) محتجزون رهائن في طرابلس. نجاح كوسا في الفرار أمر لا يصدق”. وأضاف “لم يعد للقذافي أحد. بات وحده مع ابنائه”، وفي أول رد فعل على انشاق كاسا، وصف مسؤول أميركي كبير الليلة قبل الماضية هذه الخطوة بأنها “مهمة جدا”، معتبراً أنها تدل على أن المحيطين بالقذافي لم يعد لهم ثقة بصلابة نظامه. وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته “الأمر يتعلق بانشقاق مهم جداً ومؤشر حول كون الأشخاص المحيطين بالقذافي يعتقدون أن نهايته قريبة”. وأمس، اعتبر البيت الأبيض أن انشقاق كوسا يشكل “ضربة قاسية” للقذافي ويؤكد أن المحيطين به فقدوا ثقتهم بنظامه، ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي طومي فيتور هذا التطور بأنه “انشقاق كبير وضربة قاسية لنظام القذافي”. كما قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أمس، إن الانشقاقات في صفوف الدائرة المقربة من القذافي هي التي ستطيح به وليس العملية العسكرية الغربية. وأضاف فراتيني للقناة الخامسة بالتلفزيون الإيطالي “نحن لن نتمكن من إجبار القذافي على الرحيل من خلال أعمال الحرب وإنما من خلال الضغط الدولي القوي لتشجيع الأشخاص المقربين منه على الانشقاق”. وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أمس، أن انشقاق كوسا الذي يعد الذراع اليمنى للعقيد القذافي يدل على “العزلة المتزيدة” التي يعاني منها الزعيم الليبي. وصرح الناطق باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحفية ان “الانشقاقات في محيط القذافي تزداد ورحيل كوسا الذي كان من أكبر المسؤولين، يدل على عزلة القذافي المتزايدة وفقدانه شرعيته”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©