البشير يطلب من القذافي مواصلة جهوده لحل أزمة دارفور

وصل أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى إلى الخرطوم مساء أمس في زيارة رسمية تستغرق يومين لإطلاع الرئيس السوداني عمر البشير على خطة تحرك مجلس وزراء الخارجية لمواجهة اتهام مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو له بارتكاب ''إبادة'' في إقليم دارفور غربي السودان· كما بدأ وسيط الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي في أزمة دارفور جبريل باسوليه، وزير خارجية بوركينا فاسو، زيارته الأولى الى السودان مبدياً ''دهشته'' إزاء مبادرات السلام والحوار هناك· وفي طرابلس، استقبل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه الذي نقل إليه ''نداءً من الرئيس البشير والشعب السوداني ليواصل جهوده من أجل السلام والاستقرار في السودان وخصوصا في دارفور''· وقال موسى في تصريحات صحفية إنه سيبحث مع القيادة السودانية كيفية تفعيل الخطة التي خرج بها اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة مساء أمس الأول· وأضاف ''المهم هو الناحية العملية في ما نحاول أن نقوم به بالتنسيق مع حكومة السودان والتعاون مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وعدد من المرجعيات الدولية الكبيرة لتبادل مقترحات للتعامل مع هذا الموقف الخطير''· وأضاف ''سأتوجه بعد ذلك إلى أديس أبابا لإجراء مباحثات مع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي والمشاركة في اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي لبحث الأزمة''· وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن بلاده هي التي اقترحت عقد مؤتمر دولي للتوصل إلى حل سياسي لأزمة دارفور ووافق المجلس الوزاري العربي على ذلك· وقال لصحفيين إن المؤتمر سيكون بالتنسيق مع الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والدول ذات التأثير على المسرح الأفريقي، وتلك التي شاركت في اجتماع مماثل في أديس أبابا في اكتوبر عام ·2006 وأوضح ''هناك ترحيب بالاقتراح المصري بشكل عام لكن يبقى التنفيذ الفعلي''· من جانبه، التقى باسوليه الرئيس البشير وأجرى محادثات مطولة مع وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية على كرتي بشأن مهمته المتمثلة في إعادة إطلاق عملية السلام في دارفور، انطلاقا من مقره في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور· وقال لصحفيين بعد ''ستكون هذه مهمة صعبة ولكنها ليست مهمة مستحيلة· إن أولوياتي سيحددها السودانيون، ولكننا يجب أن نقوي الحوار ونطالب بوقف الأعمال العدوانية لتهيئة الأوضاع للبحث عن حل سياسي شامل''· وتابع ''إنني مندهش إزاء الرغبة والمبادرات الداعية إلى الحوار والسلام والاستقرار في السودان، وسأعمل في هذا الاتجاه خلال الأيام المقبلة''· وأعرب كرتي عن تفاؤله، قائلاً ''إنني متفائل· أشعر بأنه جاء الى السودان لكي يبقى ويتعرف على المشاكل من كافة نواحيها، إن كانت من الحكومة أو من المجموعات المسلحة''· ونصح باسوليه بلقاء الناس العاديين ضحايا النزاع في دارفور في أسرع وقت ممكن· وأوضح ''لا صوت لهم، فالصوت حالياً للحكومة والمجموعات المسلحة، ومن الأفضل له الجلوس مع فئات من المجتمع لمعرفة كيفية إعادة اللحمة بين مختلف الأطراف على طريق السلام''·