طفرة «الآسيويين» في أميركا

جاء في تقرير جديد لمركز التعداد السكاني الأميركي، أن الأميركيين من ذوي الأصول الآسيوية قد نموا بمعدلات أسرع بكثير من أي مجموعة عرقية أخرى خلال العقد الماضي، حيث ازداد عددهم بنسبة كبيرة بلغت 46 في المئة أو 17 مليون نسمة خلال الفترة الواقعة بين عامي 2000 و 2010. هذا المعدل يفوق بمقدار أربع مرات معدل نمو الأميركيين بشكل عام، والذين لم تزيد نسبة نموهم خلال الفترة ذاتها عن 10 في المئة. للمقارنة يكفي أن نعرف أن السكان الأميركيين من ذوي الأصول اللاتينية، قد ازدادوا خلال تلك الفترة بنسبة 43 وهي نسبة مرتفعة أيضـاً، غير أن باقـي السكان ازدادوا بنسـب أقـل وعلـى نحـو أبطـأ كثيراً. فالمواطنون الذين يعرفون أنفسهم بأنهم أميركيون من أصول أفريقية نموا سواء وحدهم أو مع عرق آخر، بنسبة 15 في المئة خلال الفترة ما بين 2000 و 2010. أما الذين يعرفون أنفسهم بأنهم أميركيون بيض سواء وحدهم أو بالمشاركة مع عِرق آخر فلم تزد نسبة نموهم عن 7 في المئة فقط. والسبب الرئيسـي في هذا الارتفـاع الكبير لأعـداد الأميركيين مـن أصـول آسيوية، يرجع لتزايد الهجرة من قبل السكان القادمين عبر منطقة الباسيفيكي أو من القارة شبه الهندية، كما يشير التقرير المذكور. والتقرير الذي احتوى على تلك الإحصائيات، هو الأخير في سلسلة من التقارير الصادرة عن مكتب الإحصاء السكاني، بخصوص معدلات نمو القطاعات العرقية الرئيسية المكونة للسكان الأميركيين بناء على نتائج التعداد الذي جرى عام 2010. وقد احتوى التقرير على العديد من المعلومات المهمة منها أن كاليفورنيا التي تعتبر المدخل التقليدي للمهاجرين الآسيويين تضم في الوقت الراهن عدداً من السكان الأميركيين من ذوي الأصول الآسيوية، حيث بلغ هذا العدد حسب التعداد السكاني الأخير ستة ملايين نسمة، أي ما يقدر بثلث العدد الإجمالي للسكان من أصول آسيوية في الولايات المتحدة. وتشير الإحصائيات إلى أن عدد السكان من أصول آسيوية في الولاية قد نما بنسبة 34 في المئة خلال العقد المشار إليه. ولكن هناك ولايات أخرى ازداد فيها هؤلاء السكان بنسبة تفوق نسبة زيادتهم في كاليفورنيا حيث بلغت تلك النسبة في ولاية نيفادا المجاورة 116 في المئة، وفي ولاية أريزونا 95 في المئة. بمضي السنين يشكل" أبناء وأحفاد" الأميركيين من أصول آسيوية قطاعاً أكبر باستمرار من تعداد السكان الآسيوية، ولكن "المهاجرين" لا يزالون يشكلون المحرك الرئيسي لتلك الزيادة كما يقول "بول أونج" أستاذ الشؤون العامة والدراسات الأميركية الآسيوية بجامعة كاليفورنيا- لوس أنجلوس. وبالنسبة لتعدادهم في المدن الكبرى بالولايات المختلفة تضم نيويورك أكبر عدد من السكان الأميركيين من أصول آسيوية (مليون نسمة)، ويليها لوس أنجلوس(484 ألف نسمة) وسان خوزيه(327 ألف نسمة). وقد احتلت أربع مدن في ولاية كاليفورنيا هي سان فرانسيسكو، وسان دييجو، وفيرمونت، وسكرامنتو مكاناً ضمن الأثني عشرة مدينة الأولى التي تضم أكبر عدد من السكان من أصول آسيوية في الولايات المتحدة. ويأتي الأميركيون من أصول صينية في المركز الأول من بين الأميركيين من ذوي الأصول آسيوية حيث بلغ عددهم أربعة ملايين نسمة، ويليهم الأميركيون من أصول فلبينية حيث بلغ عددهم 3.4 مليون نسمة يليهم الهنود 3.2 مليون نسمة. ربيكا تراونسون محللة سياسية أميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة"إم.سي.تي. إنترناشيونال"