الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بسمة النمري: أعلن استسلامي لنسائي الجميلات المكتملات

بسمة النمري: أعلن استسلامي لنسائي الجميلات المكتملات
24 سبتمبر 2009 02:18
بسمة النمري قاصة وفنانة تشكيلية أردنية متفرغة للكتابة والرسم، حاصلة على درجة البكالوريوس في الرياضيات الحديثة، حصادها حتى الآن ست مجموعات قصصية آخرها «هكذا على الأرض» ومئات اللوحات الفنية ولها مشاركات في ما يزيد عن عشرين معرضا بينها بينالي الشارقة الدولي. في مجموعة «كذلك على الأرض» تقول: «كأنني لا شيء صرت.. كأن موتانا وهم يغادرون يسرقون بعضا منا يقضمون مضغة من رأس القلب فلا يعد يعرف كيف يحب.. اليوم أنا لا أحبني وغدا لا أحبني وبعد غد فأسير نحو قبرها أنبشه أرفع غطاء نعشها. آه كم أحن إليها فتتململ وتفسح ليّ مكانا كي أتمدد قربها». في هذا الحوار تتحدث بسمة النمري عن تجربتها الإبداعية، بشقيها الكتابي والتشكيلي: ? لمن تكتبين؟ ? ? أكتب لبسمة أولا وأخيرا، وحواري لذاتي يرضيني، وشخصياتي غير منكسرة، فلا أثر للانكسار أو الهزيمة، فهي تمتاز بروحها العالية الوثابة، وقد يساء فهمها من آخرين لأنها تعطي انطباعاً بانكسارها لكنها في الحقيقة ليست كذلك. واعني بالروح العالية تلك التي تعيش قيمها وذاتها فلا تكذب ولا تنافق بل تكون كما تريد أن تكون، فشخصياتي قريبة من قلبي وأحبها كثيرا وأحس أنني أعرفها، وهي بالمناسبة حقيقية وموجودة حولي أو بقربي، ولما أجسدها على الورق تملي عليّ تطورات أحداثها وأحس بأنني أداة بين يديها.. هذه علاقتي بشخصياتي بكل صراحة ووضوح تعيش معي وأعيش معها أراها وأدرك وجعها وأسجل كل شيء عنها ولا أغضب منها.. قد أثور أحيانا على نقاط ضعف لكني أعذرها. ? المرأة محور قصصك ولوحاتك التشكيلية. .ماذا وراء ذلك؟ ? ? المرأة حياتي وخاصة تلك التي تعيش الإحساس الصادق وتواجه ولا تخجل منه، ولحظات موتها أكفنها وأسجل اللحظة بتفاصيلها، لذلك تتمحور قصصي في الأغلب حول المرأة والحياة لأن المرأة من وجهة نظري هي الجوهر والأساس التي فكفكت لغز النقيضين. بطلات قصصي ولوحاتي كلهن واعيات. فالريشة والكلمة تسيران بانسجام، فحين أكتب قصة أرسم لوحة ترى فيها القصة كاملة فهما مظهران لحقيقة واحدة هي المرأة الواعية ذات الروح العالية. وأود القول إنه حين تلح عليّ القصة أكون مجرد أداة بيد الشخصية تحركني في الجهات الأربع، أروي حكايتها بصدق وواقعية بفرحها وحزنها ووجعها.. أكون قاصة بالكامل وحين أهرب إلى اللوحة واللون أكون المرأة التي تريد أن تظهر في لوحتي. وبلا مبالغة أو تكلف أو غرور، أنا اللوحة وأنا القصة فمن يحرك الآخر.. أحركها أو تحركني لا فرق في النهاية، فالمهم ميلاد امرأة عظيمة أفهمها أكثر من غيري، وهذا لا يعني أنني أرفض الرجل أو أكرهه أو أنال منه فالرجل والمرأة هما الكون لكن لخصوصية المرأة أستطيع أن أدرك ما هي مخلوق عظيم يستحق الإعجاب، فلم أشبع بعد من رسم الوجوه والمرأة وحين أشبع قد أتجه لمواضيع أخرى. هذا لا يعني أنني أرفض رسم الرجل لكن المرحلة لم تأت بعد.. ما زلت جائعة لوجود المرأة. ? هل من طقوس معينة تسبق ميلاد قصة أو لوحة؟ ? ? أحب استعمال الأدوات البسيطة غير المترفة فلا أرمي ورقة ما يزال وجهها الآخر أبيض لأنها عالم، ومن يراني أستعمل أقلامي وورقي يظن أنني في منتهى البخل فلا أتخلص من ورقة عليها مكان لسطر واحد.. مواد بسيطة أصنع منها أشياء عظيمة. ففي بداياتي أحببت روايات حنا مينة وأفزعني فقره وعذاباته وشقاء طفولته حتى أبكاني.. كذلك كتابات غربية كثيرة وشعر رامبو المتمرد والفيتوري والطيب صالح «الهجرة إلى الشمال»، لكن التأثير الذي ترك عندي أعمق الأثر هو الله ويقيني بوجوده وقدرته. أما في مجال القصة فأجلس وافتح أبواب روحي على مصارعها واتأمل الفضاء أمامي ومن حولي وتأتيني بطلاتي على عجل فاستسلم لهن واترجمهن على الورق.. أنا مجرد متأملة وانتظر نسائي الجميلات الرائعات المكتملات الواعيات. فلا ميلاد لفكرة بذاتها بل تهجم عليّ وتفترسني فأصبح عبدة لها فأحيانا تأتيني وأنا أمارس الألعاب الرياضية أو الأعمال المنزلية، وتظل تلح حتى أكاد أبكي، لأنني لا أريد الكتابة في تلك اللحظة لأنني متعبة وأتمنى أن أعيش لحظات من الهدوء والاسترخاء. فأنا مبتعدة ومعتزلة متصومعة في محرابي ولا يهمني النقاد وكيف يفكرون بيّ وعلاقتي معهم.. لكن كتاباتهم في مجملها تناولت منجزي بإيجابية عالية. ? يقال أن الفقر يفجر الإبداع ولا بد من تصنيف المبدع.. ما رأيك؟ ? ? لا أفهم الفقر بأنه نقص الناحية المادية، والذي أفهمه هو فقر الروح ونقص الإيمان والوعي، فليس الجوع هو جوع اللقمة بل هو من وجهة نظري جوع الوعي، فإذا كنت واعيا تستطيع أن تكتب وترسم وتبدع. كما أنني لا أهتم للتصنيفات ولا أهتم للآخر لأنه ليس عندي آخر.. أنا فقط وقصتي ونساء لوحاتي الرائعات ولا آخر هناك أكترث له.. هذا الرأي قد يغضب الآخرين لكنه الواقع فقد اخترت القصة واللوحة طريقا للتعبير الصادق الذي يخرج من القلب والروح معا، وفي لحظة واحدة. ? هناك هجوم على القصة القصيرة وتحول قاصين لكتابة الرواية بماذا تعلقين؟ ? ? لا أدري لماذا يهاجمون القصة القصيرة بالذات؟ ولماذا هي المستهدفة؟ ولهؤلاء أقول إنها معافاة وبخير وكتابها موجودون وبكثرة، وإن انسحب البعض وتحولوا للرواية، وأرى أن الهجوم غير مبرر ففي الأردن قاصون مميزون أثبتوا حضورهم الدائم. لا أحب المقارنة مع قاصات أخريات وما يهمني هو رضائي عن قصتي وبطلاتي وهذا يكفيني، ولا أنظر لمقارنة أو تقييم بالآخرين وتحديد درجات أين أنا!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©