الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء فوج «الصين العظيم» يبدون إعجابهم بعمارة جامع الشيخ زايد

أبناء فوج «الصين العظيم» يبدون إعجابهم بعمارة جامع الشيخ زايد
9 ابريل 2014 01:22
أحمد السعداوي (أبوظبي) واحدة من التجارب النادرة التي تجمع هذا العدد من سياح يزورون مكان واحد، تلك التي شهدها جامع الشيخ زايد الكبير صباح أمس مع وصول أكثر من 150 حافلة تقل 4 آلاف زائر عند المدخل الشمالي للصرح الإسلامي الذي يزين العاصمة الإماراتية، كأول فوج من المجموعة التي يبلغ عددها 16 ألف من الصينيين، وتعتبر أضخم رحلة سياحية في العالم تقوم بزيارة دولة على مدى أيام متتالية. «الاتحاد» رافقت المجموعة السياحية كبيرة العدد، ولاحظت إعجاب بلغ حد الدهشة التي ظهرت على ملامح الزائرين، لكثرة ما طالعوه من مظاهر الجمال المعماري الفريد المصحوب بعبقرية اختيار مكان إقامة المعلم السياحي الأشهر في المنطقة والذي أسسه المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إيماناً منه بقيمة الإرث الإسلامي العريق الذي قامت على دعائمه دولة الإمارات، وتعزيزا للتواصل الحضاري مع شعوب الأرض عبر إتاحة الفرصة للبشر من الأجناس والألوان والأعراق لزيارة جامع الشيخ زايد الكبير وتحقيق تواصل فعّال ومباشر مع معالم الحضارة والدين الإسلامي خلال تواجدهم بين جدرانه وتجولهم بين ساحاته وأروقته. مباراة في الضيافة ومع وصول هذا الكم من السياح الصينيين تبارى أبناء الإمارات التابعين لقسم التواصل الحضاري وأنشطة وخدمات الزوار بجامع الشيخ زايد الكبير، في تقديم أفضل مظاهر الضيافة والخدمات الإرشادية للوفد الصيني الكبير، حيث قاموا بتخصيص مسارات خاصة لدخول وخروج الزوّار ما أسهم في توفير سبل الراحة وجعل زيارتهم للجامع من أجمل العطلات السياحية التي قضوها في أي بلد في العالم. خلال الجولة الأولى التي استمرت ساعة، تشكل الفوج السياحي على هيئة مجموعات على رأس كل منها، مرشد ثقافي تابع للجامع، يقدم لهم شرحاً مفصلاً عن الجماليات المعمارية والهندسية للجامع والدور الثقافي والحضاري له كواحد من أهم وأبرز المعالم الثقافية والسياحية في أبوظبي والعالم، بعد اختياره ضمن الـ 16 وجهة سياحية في العالم. واستمرت الجولات على مدار اليوم منذ العاشرة صباحاً حتى السابعة مساءً، حيث بدأت المجموعات رحلتها في أعماق التاريخ والحضارة الإسلامية بارتداء بعضهم للزي الوطني احتراماً وتقليداً لتعاليم الدين الإسلامي، واعتزازاً بالزي الإماراتي الذي تلألأ فيه أبناء الإمارات، وهو ما بات واضحا من سعي أفراد الفوج إلى التقاط صور تذكارية مع الإماراتيين، الذين حرصوا من جانبهم على تقديم أفضل ما لديهم من ابتسامات مرحبة وأريحية في التعامل مع الزائرين القادمين من الشرق الآسيوي، ولا يغيب عن الأذهان، ما تمثله هذه الزيارات من تحقيق وتعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الشعوب والتواصل الحضاري بين مختلف أقطار الأرض على تعدد اتجاهاتها وأفكارها. أروقة الجامع بدأت الجولات بالتوجه إلى المدخل الرئيسي للجامع، حيث انفصلت المجموعات عن بعضها تحت إشراف أحد المرشدين من أبناء الإمارات، وتميز المدخل الرئيسي بتصدر نافورة بديعة التصميم للمشهد لتكون خير استهلال عن رحلة مع عالم الجمال الواسع الذي يطل من داخل المعلم الإسلامي الكبير. ومن النافورة توجه الزائرين إلى أروقة الجامع يستمعون إلى شرح عن تاريخ الجامع ونشأته والدور الكبير للوالد مؤسس الدولة، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ورؤيته الثاقبة في بناء كيان حضاري ضخم، يمثل صورة نموذجية للسعي والتقارب بين الشعوب. ومن أعضاء الفوج أبناء «الصين العظيم» تحدث تايون تشان 54 سنة، حيث أبدى إعجابه بالطراز المعماري الفريد للجامع، واتساع مساحته، الذي منحه بعداً أسطوريا قرأ عن مثيله في كتب التاريخ، وقال إن بناء جامع بهذا الحجم وهذا الشكل البديع يعكس قدرة الدولة على تحقيق إنجازات كبيرة، ويؤكد الصورة التي بدأ تنتشر في العالم خلال السنوات الأخيرة عن حالة التطور التي تعيشها دولة الإمارات. زميله بين أي تسو 49 سنة، أضاف مبتسماً، إن زيارته إلى الإمارات بصفة عامة وأبوظبي تحديداً تعتبر من أهم الأحداث التي عاشها في حياته، كونها اشتملت على رؤية مشاهد كثيرة طالما حلم برؤيتها، خاصة بالنسبة لجامع الشيخ زايد الذي طالع كثير من صوره في مواقع تصوير عالمية عديدة، وقرأ عن الزخارف الجميلة التي تزينه والألوان الرائعة المستخدمة في إبراز نواحي الجمال المختلفة في الجامع، الذي يعتبر تحفة معمارية يصعب تكرارها في هذا العصر، كونها تحتاج شخصا يهتم بالجمال بقدر اهتمامه بالبنيان، وهو ما استطاع القائمون على الجامع تحقيقه. أما لوسي دان وي 34 سنة فأثنت على الشكل العام للجامع، حيث أبهرتها الفخامة التي تطل من كل جزء فيه، خاصة السجاد الذي يضم أكبر وأفخم سجادة في العالم وصنعت خصيصا للمسجد وهو ما عرفته عبر قراءتها عن الجامع قبل بدء زيارة الإمارات. ثراء معماري مانوي لي 51 سنة أوردت أن وجودها في دولة الإمارات ومشاهدتها لجامع الشيخ زايد وما يتميز به من ثراء معماري لافت، حيث يشعر الزائر أن كل شيء في الجامع تم تنفيذه بإتقان ومهارة شديدة، وتعتقد أن الجامع سيظل أحد المزارات السياحية المهمة لعشرات وربما مئات السنين، نظرا لوجود مشاهد جمال لا نهائية فيه، خاصة الزخارف والنقوش الموجودة على القباب والأعمدة، التي تمنح الزوار بعدا روحياً، يعكس روح الشرق التي طالما قرأنا عنها قبل زيارة الإمارات. سال في نود 45 سنة، أشادت بالزي الإماراتي النسائي وتراه مفيد جداً لأي امرأة ويقيها من عوامل الجو والطقس التي تضر أكثر مما تنفع، وأكدت أن تجربة زيارة جامع الشيخ زايد جميلة بكل ما فيها من ارتداء الملابس النسائية الإماراتية التقليدية وحسن استقبال أبناء الإمارات وحرصهم على توفير كل سبل الراحة للضيوف، والتنظيم والإعداد الجيد للرحلة على الرغم من ضخامة العدد، وهو ما يعد شهادة واقعية على قدرة أبناء الإمارات على التعامل الراقي مع الجميع مهما كان عددهم. رقم مهم على خارطة السياحة العالمية قالت إدارة مركز جامع الشيخ زايد الكبير، إن زيارة هذا العدد الضخم من السائحين الصينيين إلى الجامع، تؤكد على المكانة الثقافية والسياحية الكبيرة التي حققتها أبوظبي في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت رقماً مهماً على خارطة السياحة العالمية بفعل منشآتها السياحية والثقافية الفريدة وليس أدل على ذلك من اختيار جامع الشيخ زايد واحد من الجهات الـ 16 الأكثر زيارة على مستوى العالم. وأشارت إلى أن هذه الزيارة التي بدأت من أمس وتستمر حتى الرابع عشر من أبريل الجاري، سيستقبل الجامع الضيوف على أربع دفعات ضمن رحلة شاملة للدولة بهدف التعرف على أهم معالمها السياحية والحضارية والثقافية والترفيهية. وأوضحت أن الجامع الشيخ زايد الكبير منذ افتتاحه رسمياً عشية عيد الأضحى عام 2007، صار واحداً من أبرز شواهد الحضارة الإسلامية وفنون العمارة الإسلامية في العالم في العصر الحديث، ويدلل على ذلك الملايين الذين يتوافدون على زيارته على مدار السنوات الماضية، حيث صار جامع الشيخ زايد أكثر من مجرد بناء إسلامي مبهر لكل من يراه، وقادر على إثارة دهشة عشاق فنون العمارة بمختلف أشكالها في بقاع الأرض، كما أصبح منارة إشعاع ثقافي وحضاري عظيمة جعلت من الجامع واحدا من المساجد التي يشد الرحال إليها بغرض التعرف على بعض ملامح الفن الإسلامي وتذوق رائحة التراث الإسلامي الذي يطل عبر كل ركن من أركان ساحاته المتعددة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©