الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. قيادة تسابق الزمن وشعب يسطر الحضارة

الإمارات.. قيادة تسابق الزمن وشعب يسطر الحضارة
9 يوليو 2016 22:56
أبوظبي (وام) يمتاز وقع التطور في الإمارات بسرعة استثنائية لأنه يسير وفق نهج مدروس نابع من داخل المجتمع، حيث تضع القيادة الرشيدة التطور أعلى درجات الهرم في كل رؤية تتبناها وفي كل استراتيجية تطلقها وفي كل خطة تنفذها وتعتمده كهدف استراتيجي مطلوب تحقيقه وفق جدول زمني لا يمكن لمسؤول أن يحيد عنه قيد أنملة. وتمكنت الإمارات من ولوج الألفية الثالثة وهي تخطو خطوات مهمة نحو عصر ما بعد النفط والبحث عن مصادر جديدة للدخل خاصة مع هبوط أسعار النفط إلى مستويات قياسية تجاوزت الـ45 دولاراً للبرميل الواحد واستطاعت ترسيخ مكانتها الاقتصادية في العالم أجمع. وتبقى الإمارات نموذجاً عالمياً فيما وصلت إليه اليوم من التقدم والرقي حيث اختصرت الزمن وفي فترة أقل من نصف قرن /50 عاماً/ بنت كيانها القوي وتطورت وسابقت الزمن وتفوقت على أمم ودول بدأت مسيرتها منذ زمن بعيد. وخلال أقل من نصف قرن اختصرت الإمارات مسيرة تحتاج لأكثر من 300 عام فهي مرت بعصر اللؤلؤ/ ما قبل النفط/ ثم عصر النفط، عصر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله)، ورغم أن عصر النفط ما زال قائماً ومستمراً فإن الإمارات بطبيعتها وبذكاء قيادتها تسابق الزمن وتستعد لعصر ما بعد النفط منذ زمن. هذه العصور الثلاثة في أي بلد في العالم تحتاج في أحسن تقدير إلى ما لا يقل عن ثلاثة قرون لكي تتحقق ولكن الإمارات عاشتها في أقل من نصف قرن بفضل من الله وبفضل قيادة واعية تسابق الزمن وشعب مخلص يخط تاريخاً مشرقاً بحروف من نور فوق صفحة الرمال المتحركة وأبناء وفوا العهد فبنوا مدناً عصرية متكاملة فوق مياه البحر الزرقاء. وفي هذا السياق.. تقول الصحفية الألمانية «بربارا شوماخر»: زرت الإمارات عدة مرات وفي كل زيارة أرى كل شيء يتغير ويتطور وكنت شاهده على تحول وسائل النقل من الجمال إلى السيارات وتطور الطرق من مدقات صحراوية تضيع معالمها مع أول نسمات الصباح إلى طرق فسيحة معبدة بمقاييس عالمية والمطارات التي كانت عبارة عن أرض بور لا حياة فيها أصبحت اليوم تضج بأزيز الطائرات التي تقلع وتهبط كل دقيقة. وتضيف: رأيت البحر بأم عيني كيف تحول من مصدر ضروري للرزق وبالكاد يجود بلقمة العيش إلى مسرح للترفيه والتسلية حيث الشباب يمارس الرياضات البحرية والتزلج على الماء واليخوت الفخمة تجوبه عرضاً وطولاً وأصبح الغوص على اللؤلؤ أثر بعد عين. وتتابع: المدهش في الأمر أن مهنة وصناعة الغوص على اللؤلؤ التي كانت عصب الحياة حتى الستينيات قد استبدلت بها الصناعات الثقيلة والتكنولوجيا الصناعية خاصة في مجال الطيران والطاقة والفضاء. وتواصل: الآن عندما أجوب الصحراء أجد في نفس أماكن مضارب بيوت الشعر القديمة أبنية تتعدى الـ20 طابقاً تتلألأ وسط الصحراء وعندما أبحر في أبوظبي أجد الجزر التي كانت موحشة قد تحولت إلى مدن عصرية متكاملة وفي دبي هيرات اللؤلؤ أصبح فوقها جزر والجزر بنيت فوقها مدن خيالية عند رؤيتها تحتبس الأنفاس. وتقول شوماخر: عشش الصيادين والغواصين التي كانت موجودة على شاطئ أبوظبي اختفت وأصبحت ذكريات جميلة يعود طيفها عندما أنظر إلى كبد السماء ولكن نظري الآن لا يباري ناطحات السحاب الزجاجية الشاهقة الارتفاع الموجودة في المكان. وتضيف: أن الملمح الأهم الذي يلفت انتباه الزائر للإمارات اليوم هي الطفرة الحياتية التي تتطور يوماً بعد يوم في جميع أنحاء المكان والعالم يبدي إعجابه بما حققت الإمارات من إنجازات في المجال الاجتماعي والاقتصادي في وقت قصير استعداداً لعصر ما بعد النفط حيث خطت خطوات بارزة في طرق التحول إلى الاقتصاد المتنوع والرقمي والذي لا يعتمد فقط على النفط. وتتفق آراء المؤرخين والباحثين على أن عام 1971 كان نقطة مفصلية في تاريخ الإمارات حيث بدأت تتشكل الإمارات الحديثة على يد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه)، واستمرت القيادة الرشيدة على نهج زايد الخير واليوم وهي تستعد لعصر ما بعد النفط تريد أن تكون مركزاً صناعياً وتجارياً عالمياً حسب رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله). إن الإمارات اليوم وهي تستعد لمرحلة ما بعد النفط تنتهج سياسة الباب المفتوح لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية، إذ تتخذ الحكومة الخطوات اللازمة لإرساء القواعد التي تيسر على المستثمر، وهو ما جعلها تأتي في المرتبة الثانية من الدول العربية في اجتذاب الاستثمارات الأجنبية خلال السنوات العشر الأخيرة، كما أن الاقتصاد الإماراتي برهن على أنه مرن للغاية في بيئة الاقتصاد العالمية الصعبة، حيث إن عملة الإمارات مستقرة مقابل الدولار الأميركي وآمنة ويسهل تحويلها مع عدم فرض أي قيود على إعادة تصدير الأرباح أو رأس المال وانخفاض الضرائب على الواردات تقريباً على كل البضائع وانعدامها بالنسبة إلى واردات المناطق الحرة والكلفة المنافسة للعمالة. أيقونة التطور والتقدم والابتكار لأن الإمارات أيقونة التطور والتقدم والابتكار والإبداع ودولة المستقبل، فلا عجب أن يصر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على إن الإمارات سوف تحتفل مع آخر شحنة نفط سيتم تصديرها بعد 50 عاماً. إن دولة المستقبل في الإمارات ماضية لقطف ثمار ما تغرسه في جينات أبنائها من أجل غد أفضل ليس فقط للمواطنين وإنما لكل المقيمين على هذه الأرض الطيبة ولكل مساهم في نهضة مستقبل هذا البلد الذي سيعم خيره بلا شك على جميع القاطنين فيه. صحيح أن ما تم إنجازه خلال العقود الماضية يصعب حصره ولم نذكر منه إلا القليل، ولكننا نترك الباقي لكل باحث عن الحقيقة في هذه الدولة التي أبت إلا أن تكون الدولة رقم/‏1/‏ ودولة المستقبل بكل المقاييس وما نراه اليوم من نماء متواصل ورقي وتقدم يشار إليه بالبنان إنما هو إمارات المستقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©