الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ولايات أميركية تتصدى للفقر والاحتباس الحراري

ولايات أميركية تتصدى للفقر والاحتباس الحراري
21 يوليو 2008 22:18
قررت ولايات ومجالس بلدية أميركية أن تأخذ زمام المبادرة وتطلق الخطط الإصلاحية الخاصة بها في مجالات مثل الرعاية الصحية (كما في المبادرة الصحية لجامعة ماساشوسيتس) والاحتباس الحراري (الذي تقوده ولاية كاليفورنيا)، فيما آثرت مدينة نيويورك التي عرفت أيضاً بأنها نموذج في وضع السياسات والاصلاحات لأن تتصدى إلى مشكلة الفقر· ومن أجل مكافحة هذه المشكلة باقتدار لابد من التسلح بالأرقام والاحصائيات الحقيقية؛ تماماً كما قال السناتور الأميركي الراحل باتريك موينهام ذات مرة ''لا يمكنك حل أي مشكلة ما لم تتمكن أولاً من قياس أبعادها''، لذا فقد عمد مايكل بلومبيرج عمدة نويورك في الثالث عشر من يوليو الجاري إلى الإعلان عن معيار بديل لمقياس الفقر الفيدرالي في الدولة· ويذكر أن المقياس الاتحادي الأميركي يزيد عمره الآن على أربعين عاماً، وهو يعنى بتقييم الدخل النقدي ما قبل الضرائب، ولكن هذا المقياس أدى إلى انخفاض متوسط إنفاق الأسرة من ثلث الدخل إلى الثمن فقط على خلاف ما يجري في الولاية، علماً بأن السكن والذي أصبح يشكل الآن أكثر من 30% من إجمالي إنفاق العائلة لا يتم احتسابه في ذلك المقياس، كما لا يحتسب أيضاً اختلاف تكاليف المعيشة بين مختلف الأقاليم والولايات· وعلى سبيل المثال، فإن الشقة التي تتألف من غرفتين للنوم تكلف في المتوسط 1318 دولاراً في الشهر في نيويورك، بينما يبلغ سعر إيجارها في سان فرانسيسكو 1592 دولاراً وبشكل يتناقض بشدة مع المتوسط الوطني الذي حده المقياس الاتحادي بمبلغ 867 دولاراً فقط للشقة· أما فيما يختص بالدخل، فقد تجاهل القانون الفوائد والمميزات غير النقدية مثل الدعم الإسكاني وكبونات توزيع الأغذية، أما الصيغة الجديدة المقترحة، فهي تعتمد على التوصيات التي تم تنفيذها بطلب من الكونجرس في عام 1995 من قبل الأكاديمية الوطنية للعلوم، إلا أنها ظلت حبيسة الأضابير ولم يتم إنفاذها مطلقاً من قبل الحكومة الفيدرالية· ومما لاشك فيه، فإن عملية تحديد وتعريف الشخص الفقير أمر تكتنفه العديد من الصعوبات والحساسيات، ومع ذلك جاء مقياس الأكاديمية الوطنية للعلوم ليعكس حجم الانفاق ليس على الغذاء فحسب وانما على الملابس والمسكن والخدمات أيضاً والتي تكلف مجتمعة ما يعادل حوالي 80% من انفاق العائلة المتوسطة ولقد تم أيضاً اجراء ضوابط حسابية تختص بتكاليف النقل والرعاية الصحية للأطفال والتكاليف الطبية الطارئة التي يدفعها الفرد· وسرعان ما تكشف أن هذا المقياس سوف يؤدي إلى زيادة أعداد الفقراء في نيويورك من نسبة 19% من إجمالي التعداد السكاني في الولاية إلى 23%· وبموجب الحسابات الجديدة فإن خط الفقر الجديد للعائلة المكونة من أربعة أفراد أصبح 26,138 دولاراً عوضاً عن المستوى الفيدرالي الرسمي بمقدار 20,444 دولارا· وقد كشف المقياس الجديد أن عدداً أقل من مواطني نيويورك يعيشون في فقر مدقع، ولكنه أظهر أن هنالك نسبة أعلى بكثير من العمال الفقراء ونسبة أخرى بالغة الارتفاع من الفقراء في أوساط العجزة وكبار السن وصلت إلى 32% مقارنة بتقديرات الحكومة الفيدرالية الرسمية التي تضعها في حدود 18% فقط· وتلقى المقياس الجديد الإشادة والترحيب من عُمد مدن عديدة أخرى مثل لوس أنجلوس وميامي وسينسيناتي كما أصبح من المتوقع أن يقدم الكونجرس على تبني هذا المقياس الجديد ويعمل على تغيير المعادلة الوطنية للفقر، ومن المقرر أن يبدأ جلسة الاستماع الخاصة بهذا الشأن في وقت لاحق من هذا الشهر· ويذكر أن مسألة الفقر تأتي في مقدمة أجندة عمدة نيويورك الذي قام في عام 2006 بتأسيس ''مركز الفرص الاقتصادية'' الذي يعنى بتقليل حدة الفقر، وفي الشهر الماضي تحديداً افتتح مركزاً للاستشارات المالية للفقراء في منطقة برونكس، وفيما يبدو فإن صفارة البداية للتصدي لمشكلة الفقر في الولايات المتحدة الأميركية قد انطلقت أخيراً في حقيقة الأمر· ''عن مجلة الإيكونوميست اللندنية''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©