السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينة بولندية ترمم بيانوهات أوروبا العتيقة

1 ابريل 2011 18:22
حول خبراء شديدو الكفاءة مدينة كاليتش البولندية إلى مركز أوروبي لترميم آلات البيانو القديمة التي تأتيهم بالعشرات من فرنسا وألمانيا وهولندا ليبعثوا فيها حياة جديدة بكلفة زهيدة. ويشرح تادوتش كراكوفسكي، فيما يفرغ من شاحنته آلة بيانو بيضاء من ماركة “سوتر” في أحد مشاغل هذه المدينة الواقعة غرب بولندا “أنقل آلات البيانو منذ 20 عاماً، من كل بلدان أوروبا تقريباً. اليوم أحضرت ثماني آلات: سبع آلات بيانو كبيرة وبيانو عادي. وسيتم ترميمها هنا في كاليتش”، مشيراً إلى البيانو الذي ينزله من الشاحنة “سيرمم بالكامل. كله، الجزء الميكانيكي وقطعة الأثاث التي سيعاد طلاؤها باللون الأسود نزولاً عند رغبة الزبون”. وكل يوم خميس، يحضر كراكوفسكي آلات بيانو لتجديدها ويعود يوم الاثنين إلى الزبائن حاملاً آلات مرممة. وتدوم أعمال الترميم نحو ثلاثة أشهر. ويؤكد فيتولد تشوباك، الذي يملك مشغل ترميم “نحن قادرون على ترميم أي بيانو، حتى أسوأها حالا”، ويشرح أنه “يتم ترميم صندوق الأوتار والإطار المعدني والجزء الميكانيكي. وتكسى المفاتيح المتضررة بالعاج الأصلي أو المزيف تبعاً لميزانية الزبون”. وفي النهاية، تتم دوزنة كل آلة بيانو. تشوباك نفسه يجري آخر التعديلات على بيانو أبيض من ماركة “بيكشتاين” يعود إلى العام 1915 أعيد ترميمه في مشغله قبل أن يعاد إلى برلين. ويقول إن “أغلبية مالكي هذه الآلات لا يعرفون حتى أنها تجتاز آلاف الكيلومترات ذهابا وإيابا”. ويضيف أن “شركات ترميم آلات البيانو في أوروبا الغربية ليست سوى وسيطة تتعاقد معنا من الباطن”. ويضم أكثر من ثلاثين مشغلا نحو 400 عامل في كاليتش وضواحيها. ويقع أكبرها وأقدمها في محطة قطارات قديمة في نوفي سكالمييرتشيتسي. ويوظف فيه كرزيتشتوف فيكس 70 حرفيا، ويرمم آلات بيانو من كل الماركات لكن المفضلة لديه هي بيانوهات “ستاينواي”. وتتراوح كلفة الترميم الكامل بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف يورو، وهي أرخص بنسبة 30 إلى 40% منها في فرنسا وألمانيا وهولندا. واشتهرت كاليتش بآلات البيانو. في العام 1878، أنتج فيها أرنولد فيبيجر أول بيانوهاته الكبيرة ذات الأوتار الأفقية. وبعد الحرب العالمية الثانية، تم تأميم مصنعه كالكثير من المصانع الأخرى. وخلال الحقبة الشيوعية، كانت نحو 4500 آلة تخرج منه وتحمل ماركة “كاليسيا”، وهو اسم المدينة باللاتينية. وقد أسس فيبيجر مدرسة لا تزال تدرب المدوزنين والمرممين. ويشرح مديرها يان ماتوتشوفسكي “إنها المدرسة الوحيدة من هذا النوع في بولندا وواحدة من ثلاث مدارس مماثلة في أوروبا. المدرستان الأخريان موجودتان في ألمانيا والنمسا”. وتشوباك وفيكس، فضلاً عن أغلبية موظفيهما، تدربوا في هذه المدرسة وعملوا أيضا في المصنع قبل أن يفلس في العام 2007. ويقول ستانيسلاف جونديك، الوصي على المصنع إن “بيانوهات كاليسيا كانت آلات جيدة النوعية. للأسف توقفت المراكز الثقافية والمدارس عن طلبها عند سقوط الشيوعية”. وعلى جدران المصنع المهجور المعروض للإيجار ينبت العشب الأخضر. أما ماركة كاليسيا فقد اشترتها شركة صينية.
المصدر: كاليتش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©