الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النخيرة الخيلي: طلب العلم والمعرفة غير مرتبط بعمر معين

النخيرة الخيلي: طلب العلم والمعرفة غير مرتبط بعمر معين
1 ابريل 2011 18:25
لم يقف العمر حاجزاً بين الطالب المبتعث “النخيرة ناصر الخيلي” وبين طموحه في اكتساب العلم، ومع أنها تجربة قد تكون صعبة في البدء، ولكن لا يوجد سن معين لطلب العلم والمعرفة، وليس هناك حدود لبلوغ الهدف الذي يضعه المرء نصب عينيه. درس الطالب الإماراتي النخيرة الخيلي في جامعة “تينيسي ستيت” في مدينة ناشفل بولاية تينيسي الأميركية وتخرج حديثاُ من كلية إدارة الأعمال والاقتصاد. وقرر الخيلي الطالب السابق والخريج الجديد بعد نيله شهادة الدبلوم في الدراسات البنكية والمالية من كليات التقنية السفر إلى الولايات المتحدة الأميركية لنيل العلم، مسلحاً بتشجيع الأهل ونصيحة أخيه الأكبر محمد الذي هو بدوره خريج سابق من ولاية دينفر الأميركية في سنة 1985. مما حفزه على اتخاذ قراره، غير عابئ بالصعوبات التي قد تواجهه، وخاصة أنه بدأ متأخراً بعض الشيء، ويقول الخيلي: “واجهتني صعوبة في أنني بدأت الدراسة العليا في أميركا في عمر متأخر، فقد بلغت آنذاك 25 سنة، ولكن اكتشفت أنه لا توجد حدود للتعليم، وليس هناك عمر معين لطلب العلم، وقابلت طلاباً في الصف من جميع الأعمار، طالما تضع هدفا أمامك إذا عليك تحقيقه، وهذه الإرادة سوف تساعد المرء في التغلب على جميع الصعوبات لتحقيق الهدف المرام”. اكتشاف الذات يجد الخيلي في سفر الدراسة لفترة طويلة في أنها فرصة لاكتشاف الذات من جديد، خاصة أن المبتعث سيواجه العديد من الاختلافات وخاصة ما يسميها “صدمة اختلاف الثقافات”، هذا بالإضافة إلى الإحساس بالحزن الشديد نتيجة مغادرة الوطن والأهل والأصدقاء، وعن الصعوبات التي قد يواجهها المرء في السفر يقول الطالب الخيلي عن ذلك: “تواجه المرء العديد من المصاعب إن قبل السفر أوبعدها، ومن أهمها ترك الأهل والأصدقاء والتخلي عن جميع وسائل الرفاهية، ولكن السفر والاغتراب يساعدك في اكتشاف الذات من جدي”، وعن أخطر موقف قد يواجهه المبتعث حسب رأيه يضيف الطالب النخيرة: “وقد تواجه الطالب في بداية الابتعاث صدمة اختلاف الثقافات، التي تعد الأخطر، حيث تتملك المرء رغبة العودة إلى الوطن دائما، التي قد تستغرق فترة زمنية تتراوح ما بين أربعة و ستة أشهر، ثم يبدأ الطالب في التأقلم والتركيز على الهدف الذي أتى من أجله”، وفي نفس الوقت يبين الخيلي أنه وبعد التخرج ستواجه الطالب الخريج صدمة عكسية بعد الرجوع إلى الوطن، وعن ذلك يقول : “بحكم أنني أمضيت حوالي سبع سنوات في الخارج وتأقلمت مع الاستقلالية في العيش وانخرطت في بساطة وسهولة الحياة الطلابية، فقد واجهتني صدمة عكسية عند العودة، لكن سرعان مازالت بعد الانخراط في الحياة العملية”. مع أن اختيار الجامعة كان من قبل التعليم العالي، ولكن ذلك لم يمنع الخيلي من الدخول لموقع الجامعة وتصفحه ومراسلة الطلبة فيها لاستبيان المكان الذي سيدرس فيه، يقول “يعود اختيار الجامعة لقرار التعليم العالي، ويعتمد ذلك على كفاءة قسم إدارة الأعمال في المنطقة الجنوبية للولايات المتحدة، التي تم اتخاذ قرار الدراسة فيها، ولكن قمت أيضاً بدوري في الدخول إلى محرك البحث عبر الإنترنت والاستفسار عن الجامعة، كما تواصلت مع الطلبة فيها عن طريق البريد الإلكتروني، وذلك عبر الموقع الرسمي للجامعة”. مجلس خليجي يواظب الخيلي على أداء واجباته الدينية باستمرار، ويوجد مسجد وحيد في مدينة ناشفيل، ويجتمع فيه مع أصحابه المسلمين في صلاة الجمعة والمناسبات الدينية. وقام مع بعض أصدقائه الخليجيين بتأسيس نادٍ أطلقوا عليه “مجلس الطلاب الخليجين” ليهتم بشؤون الطلبة الخليجيين، الدارسين في مدينة ناشفل، ولهذا المجلس العديد من المهام منها تنسيق الحفلات والأعياد الدينية، كما يهتم بالطلاب الجدد ومساعدتهم للتأقلم في المدينة والاستقرار فيها، وانضم مؤخراً المجلس للنادي السعودي. هوايات متعددة ينظم الخيلي وقته، وذلك يساهم في السماح له بممارسة هواياته المختلفة بدءاً بالتصوير والقفز الحر ورمي القرص، وعن ذلك يقول: “دائماً تستطيع ممارسة هوايتك بالرغم من ضغط الدراسة طالما أنك تنظم وقتك جيدا، وتوزعه بين الدراسة والهواية، لقد مارست الكثير من الهوايات مثل رمي الأطباق والبولينج وشاركت في بطولتين للبولينج أحرزت في إحداهما المركز الأول وفي الأخرى المركز الرابع”، ويمارس الخيلي هوايته في الغوص والتصوير، ويعشق التقاط صور المأكولات، كما اكتشف عشقه لرياضة جديدة أثناء الدراسة، هي رياضة القفز الحر التي يعتبر اكتشافها إحدى إيجابيات الغربة “سحبت هوايتي في القفز الحر البساط من تحت كل الهوايات الأخرى التي أمارسها بشكل أسبوعي” يقول الخيلي. بعد الوصول لم يشعر الخيلي بالخوف من الداسة بلغة أجنبية، أو بالرهبة من السفر منفرداً، خاصة أنه اعتاد السفر منذ كان في الرابعة عشر من عمره، في كل صيف إلى المدارس البريطانية لتعلم اللغة، لكن رعشة الخوف تملكته في المطار عند مغادرته أراضي الإمارات، خاصة أنه مقبل على حياة جديدة، لا يعرف فيها أحداً وهو غريب الوجه فيها واليد واللسان، ويحدثنا عن شعوره قائلاً: “عند وصولي المطار في الولايات المتحدة، كان كل همي أين سأنام ليلة الوصول؟ ولكن ولله الحمد قامت سفارة الإمارات بدورها على أكمل وجه، من خلال الملحقية الثقافية. يبدأ الخيلي يومه الأكاديمي بأداء صلاة الفجر، ثم يتوجه إلى الجامعة، ليلتقي أصحابه وخاصة الإماراتيين والعرب منهم بعد الانتهاء من جدول المحاضرات اليومي، وذلك لمناقشة الأمور الدراسية، وبما أنه رياضي فهو إنسان مداوم على الذهاب للنادي الصحي حفاظاً على اللياقة، ويستمتع بمشاهدة التلفاز ومتابعة الأخبار المحلية والعالمية، ولم يعان الخليلي من مشكلة تغيير المناخ لأن الجو أصلا في منطقة ناشفل تينسي معتدل على مدار السنة. وباعتبار أن المنطقة التي كان يدرس فيها الخيلي تعتبر ريفية نوعاً ما، وطبيعة السكان يغلب عليها طابع التعاون، فلم يواجه الطالب النخيرة أية مواقف تنم عن عنصرية تجاهه، يقول “كنت دائماً أفكر بأنني ممثل عن دولتي الحبيبة في الخارج وأتعامل مع الناس بكل ود واحترام، كما كنت أتعاون معهم في مد يد العون، وكنت أقوم بأعمال طوعية دائماً، مما ساهم في إعطاء صورة جيدة عن الشعب الإماراتي، ولم أر أية مظاهر للتفرقة العنصرية في مدينتي لأنها ريفية وطبيعة السكان متعاونين ومسالمين مع بعضهم البعض بغض النظر عن أصول الشخص”.وعن الفرق الذي وجده الطالب الخيلي بين الإمارات والمكان الذي أكمل دراسته فيه، يوضح أنه وجد الرفاهية في المنطقتين، مع الأخذ بعين الاعتبار أن منطقة “ناشفيل” تتميز بالمناخ المعتدل على مدار العام، مع وجود المواصلات في متناول الجميع سواء داخل المدينة أو خارج المدينة، حيث إنها تشتهر بوجود أفضل الطرقات السريعة على مستوى الولايات المتحدة، وتعمل فيها المحطات يوميا صباح ومساء، بما يفسح المجال للاستغناء عن السيارةولكن ذلك لن يعوض فراق الأهل والوطن حسب ما أورد الخيلي، وأكثر ما كان يفتقده في الغربة كأقرانه هو الطعام الإماراتي، التي تغلبوا عليها بتعلم الطبخ التي يعتبرها الخيلي من إحدى الإيجابيات المهمة التي يتمرس عليها المغترب وهي الاعتماد على النفس في كل شيء. تخرج ونصائح بشكل عام يحاول الخيلي الابتعاد عما ينغص حياته الأكاديمية والخاصة، ولم يواجه أيه مشكلة تذكر على الصعيد الدراسي، وبحسب الخيلي لا يوجد سوى طالبين إماراتيين في مدينة ناشفيل، ولكنه يتواصل مع بقية الطلبة الإماراتيين في المدن الأخرى، كما يلتقون ببعضهم في الإجازات. وتخرج النخيرة الخيلي من الجامعة وحصل على شهادته في أوائل العام الحالي، كما أنه يبحث عن عمل، ويقدم العديد من النصائح للمبتعثين الجدد، ذلك من خلال خبرته في الخارج والتي تجاوزت السبعة أعوام، ويحثهم على زيارة الموقع الرسمي للجامعة قبل اتخاذ القرار بالانتساب إليها، كما ينصح بالتروي عند اتخاذ أية قرارات، ويقول الخيلي “أنصح إخواني بعدم التعجل وأنصح بالتروي في اتخاذ القرارات خاصة بعد الشعور بالصدمة في أول مراحل الاغتراب، كما أنصح بعدم التخوف من الأخطاء اللغوية التي قد تواجه الطالب، لأننا نتعلم من الأخطاء، كثير من الطلبة شعروا بالإحباط بسبب ذلك”، كما ينصح الخيلي الطلبة الجدد بإيجاد هواية لكسر الروتين اليومي الممل وإن سنحت الفرصة السفر وزيارة الولايات الأخرى، لأن ذلك سيساهم حتماً في تخفيف الشعور القاسي بالغربة، “والذهاب إلى مكتبة الجامعة والدراسة فيها لأنها توفر الجو الدراسي الأمثل”، ويطلب الخيلي من الطلبة المبتعثين محاولة إيجاد عمل تدريبي في فترة الصيف أو الإجازات؛ لأن ذلك سيساعدهم في اكتساب الخبرة واللغة، ويعتبر ذلك الأهم في حياة المبتعث لأنها ستسهل له الحصول على عمل.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©