الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«كمائن الحنطة».. استراتيجية جديدة لإنقاذ الحصاد من «داعش»

«كمائن الحنطة».. استراتيجية جديدة لإنقاذ الحصاد من «داعش»
26 مايو 2017 02:34
بعقوبة (شينخوا) دفعت الهجمات التي يشنها تنظيم داعش الإرهابي على حقول الحنطة لحرقها في القرى الزراعية على الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، إلى حالة استنفار خلقت أسلوبا دفاعياً جديداً لجأ إليه المزارعون لحماية حقولهم. وقال «محمد ضيفان العبيدي» رئيس مجلس بلدة العظيم شمال بعقوبة مركز محافظة ديالى: «إن تنظيم داعش أحرق حقولاً واسعة من محصول الحنطة، تبلغ مساحتها مئات الأفدنة في القرى على الحدود الفاصلة مع محافظة صلاح الدين كرد فعل انتقامي من قبل التنظيم الإرهابي بسبب مواقف أهالي تلك القرى في دعمهم القوات الأمنية ورفضهم فكر داعش ومقاومته». وأضاف العبيدي: «إن هجمات تنظيم داعش على حقول الحنطة خاصة للقرى المحررة، خلقت حالة استنفار واسعة بالنسبة لمزارعي بلدة العظيم الذين يعتمدون بنسبة 90 في المئة على هذا المحصول في تأمين معيشتهم»، لافتاً إلى أن حالة الاستنفار خلقت أسلوباً دفاعياً في حماية الحقول أطلق عليه محليا بـ«كمائن الحنطة». وأوضح العبيدي أن كمائن الحنطة تتركز على فكرة إنشاء نقاط مرابطة حول الحقول ليلاً ونهاراً لمنع أي اقتراب من قبل مسلحي «داعش»، إلى حين الانتهاء من موسم الحصاد الذي بدأ منذ عدة أيام. بدوره، قال المزارع سبهان كريم، البالغ من العمر 45 عاماً، من أهالي بلدة العظيم، وهو يحمل سلاح كلاشنكوف ويقف بجوار حقول حنطة، تزيد مساحتها على 100 دونم تنتظر الحصاد: «إنها ثروتنا يجب حمايتها من تنظيم داعش الإرهابي الذي يحاول استهدافها، فهي موردنا الوحيد وهو يريد حرماننا منها، لذلك حملنا السلاح لمقاومة من يريد بنا الشر». وأضاف كريم: «إن داعش تنظيم متطرف وهو لا يتردد عن فعل أي شيء من أجل كسر شوكة صمود القرى المحررة، لذا فإن حرق حقول الحنطة في بعض القرى على الحدود مع محافظة صلاح الدين هو استهداف مباشر للأهالي». أما جاسم العزاوي، الذي يقود مجموعة عشائرية مسلحة تتألف من 10 أفراد لحماية حقول الحنطة في قريته غرب العظيم، فأكد أن حرق الحنطة هو أسلوب رخيص من قبل «داعش» لفرض حصار اقتصادي على قرانا لأنها تقف في وجهه. وتابع العزاوي: «استنفرنا كل شيء منذ أسبوعين لحماية حقول الحنطة لحين وصول الحاصدات الزراعية»، مبيناً «إنهم يقومون بحراسة الحقول لـ 24 ساعة كونهم يتوقعون أن يحرقها التنظيم الإرهابي في أي لحظة يحصل بها غفلة». وأفاد خليل عواد عضو اتحاد الجمعيات الفلاحية: «بأن بلدة العظيم تعد إحدى أهم النواحي في ديالى بزراعة محصول الحنطة وهي تنتج سنويا كميات كبيرة»، لافتاً إلى أن خطة الزراعة للمحصول للموسم الحالي تزيد على 50 ألف دونم. وأضاف عواد أن «تنظيم داعش موجود في بعض الجيوب المتناثرة ضمن حدود ناحية العظيم، إضافة إلى وجوده في مناطق أخرى وهو يتحرك ضمن ما يعرف بالخلايا النائمة»، مبيناً أن الفلاحين اتخذوا بالفعل إجراءات وقائية لضمان عدم تعرض حقولهم للحرق. من جانبه، وصف رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى صادق الحسيني تعمد تنظيم داعش الإرهابي حرق حقول الحنطة لبعض القرى على الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، بأنه تعبير عن وجهه القبيح لاستهدافه قوت الأهالي الفقراء. ونوّه الحسيني إلى أن «داعش» لم ينجح في مواجهة صمود الأهالي فعمد إلى إحراق الحقول، مؤكداً وجود تنسيق بين القوات الأمنية والحشد العشائري لتأمين الحقول ومنع أي محاولات لإحراقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©