الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المالكي··· وخطة أوباما في العراق

المالكي··· وخطة أوباما في العراق
21 يوليو 2008 22:47
عشية وصول السناتور المرشح الديمقراطي ''باراك أوباما'' إلى بغداد، حاول رئيس الوزراء العراقي ''نوري المالكي التراجع عن تصريحات كان قد أدلى بها خلال لقاء صحفي، لما بدا فيها من تأييد قوي لخطة ''أوباما'' الخاصة بانسحاب القوات الأميركية من العراق، وردت التصريحات المذكورة في اللقاء الصحفي الذي أجرته معه مجلة ''دير شبيجل'' الألمانية، وقد تناقلت الصحف الأميركية ذلك اللقاء على نطاق واسع، لما بدا لها أنه يعطي المرشح الديمقراطي ''أوباما'' تأييداً غير متوقع لخطته· هذا وقد وصل ''أوباما'' للعراق يوم أمس، بغرض الالتقــاء بالقـــادة العسكريين الأميركيين والمسؤولين العراقيين، وقبلها كان قد توقف ليلة الأحد في الكويت، حيث التقى أمير الكويت وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية· يذكر أن تعليقات المالكي المشار إليها، أثارت قلق إدارة بوش منذ لحظة بثها إعلامياً، ما دعاها إلى مطالبة مكتبه بتوضيح لها، وقال ''سكوت إم· ستانزل'' -الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض-: إن مسؤولي السفارة الأميركية بالعراق، أوضحوا للمسؤولين العراقيين مدى الخطورة التي يمكن أن تفسر بها تصريحات المالكي المنشورة في مجلة ''دير شبيجل''، لا سيما وأنها جاءت بعد يوم واحد فحسب من توقيع كل من واشنطن وبغداد على اتفاق بشأن وجود القوات الأميركية في العراق· يذكر أن ما حدث، أعقب مباشرة إنهاء ''أوباما'' لزيارته لأفغانستان التي استغرقت يوماً واحداً، التقى خلالها بالرئيس ''حامد قرضاي'' لمدة ساعتين كاملتين يوم الأحد الماضي· ومما قاله ''أوباما'' هناك، إن على حلف الناتو والقوات الأفغانية أن يحسنا جهودهما في محاربة مقاتلي حركة طالبان وتنظيم القاعدة، إلى جانب بذل الجهود الإضافية لإقناع باكستان بإزالة معسكرات تدريب المتطرفين والإرهابيين القائمة في أراضيها، وعلى حد تعبيره: إن رسالتنا للحكومة الأفغانية هي أننا نريد شراكة قوية معها، تقوم على مبدأ ''المزيد مقابل المزيد''··· أي المزيد من الموارد من الولايات المتحدة وحلف الناتو، مقابل المزيد من العمل من جانب الحكومة الأفغانية، حتى تتمكن من تحسين مستوى حياة مواطنيها، ومما صرح به ''أوباما'' أيضاً ؟عبر لقاء تلفزيوني أجري معه- أن الولايات المتحدة بحاجة لإرسال رسالة قوية إلى باكستان، تحثها فيها على تحسين جهودها في محاربة العناصر الإرهابية المنتشرة على امتداد الخط الحدودي الفاصل بينها وأفغانستان· أما في العراق، فلا يزال الجدل محتدماً بين الولايات المتحدة والحكومة العراقية حول التصريحات المنسوبة إلى رئيس الوزراء المالكي حسبما سبقت الإشارة، والذي فهم مباشرة من التصريحات هذه، أنها تشكل دعماً قوياً لخطة ''أوباما'' الرامية إلى تنفيذ انسحاب عسكري أميركي سريع للقوات في حدود 16 شهراً تبدأ من شهر يناير المقبل، يذكر أن ''بوش'' والمالكي كانا قد اتفقا على ''أفق زمني عام'' لانسحاب القوات، دون تحديد جدول زمني واضح لاكتمال هذه العملية، وذكر مسؤول أميركي اشترط عدم ذكر اسمه، أن دبلوماسيين في السفارة الأميركية في بغداد، قد أجروا اتصالات دبلوماسية -على حد وصفه- مع مستشاري المالكي، وعلى إثر تلك الاتصالات، أصدر ''علي الدباغ'' -الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية- بياناً تشكك فيه في صحة نقل المجلة الألمانية لتصريح المالكي، وجاء في البيان الذي سارع الجيش الأميركي بتوزيعه على شتى وسائل الإعلام، أن عبارات المالكي قد أًسيء فهمها وترجمتها، ولكن دون أن يحدد بيان الحكومة العراقية، أين أُسيء الفهم بالضبط في تلك العبارات، وأين أسيئت ترجمتها! وعبر اتصال هاتفي قال ''الدباغ'': لسوء الحظ أن مجلة ''دير شبيجل'' لم تكن دقيقة في ما نشرته على لسان المالكي، ولديّ هنا تسجيل صوتي لما قالـــه المالكي· بــل واستمعنـــا كذلـــك إلى الترجمـــة نفسها''· ولكن تبقى الملاحظة أن المترجم يعمل بمكتب نوري المالكي وليس المجلة، أضف إلى ذلك أن مقاطع من التسجيل الصوتي للمالكي -وفرتها دير شبيجل لصحيفة نيويورك تايمز- تظهر بوضوح ميله إلى صف ''أوباما'' -حسبما ورد على لسانه- ضمن إجابة عامة له عن وضع القوات الأميركية في بلاده، وحسب النص العربي الذي ترجمته عنه مباشرة صحيفة ''نيويورك تايمز'' قال المالكي: ''في حال وصول ''أوباما'' إلى البيت الأبيض، فسوف يسحب القوات خلال ستة عشر شهرا· ونعتقد أن هذه المدة قد تقل أو تزيد قليلاً، إلا أنها ربما تكون ملائمة لوضع حد لوجود القوات في العراق''؛ واستطرد المالكي إلى القول: ''من يريد الخروج الأسرع، فهو صاحب التقييم الأفضل للوضع في العراق''، وعلى رغم رفض ''صادق الركابي'' -كبير المستشارين السياسيين للمالكي- التعليق على الأمر، إلا أنه أوضح بشكل عام أن موقف العراق، يعود جزئياً إلى الضغوط السياسية المحلية المطالبة بانسحاب القوات، ومضى ''الركابي'' إلى القول: إن وجود قوات أجنبية في أكثر مناطق العراق ازدحاماً بالسكان، لا بد أن يكون له آثاره الجانبية السلبية، فهل لنا أن نفكر في الكيفية التي يمكن بها وضع حد لهذا الوضع غير الصحي؟ وعلى أية حال فقد أبدى مسؤولون في إدارة ''بوش'' ثقتهم في المالكي، قائلين إن واشنطن وبغداد اتفقتا على ربط أي انسحاب عسكري من العراق، بتحسن الوضع الأمني فيه· سابرينا تافيرنس وجيف زيلين- بغداد ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©