الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ريما الشيخ: أقبل حكم «مقص» الرقيب

ريما الشيخ: أقبل حكم «مقص» الرقيب
1 ابريل 2011 18:32
ريما الشيخ نجمة شابة صاعدة، تملك إلى جمالها اللافت جرأة في اختيار أدوارها المتمردة، وهي تعلن بصراحة أنها ليست ضد مشاهد الإغراء الساخنة في السينما، إذا كانت رسالة العمل تتطلب ذلك، وتؤكد أنها لن تتردد بالقيام بأي دور جريء إذا عرض عليها واقتنعت بقصة العمل ورسالته، وتبرر ذلك بأنه إذا أصرت كل الممثلات على القيام بأدوار الملائكة، فمن التي ستلعب دور المرأة الشيطان!. انطلقت ريما في العمل الفني بسرعة الصاروخ، مستندة إلى جمال أخاذ وجرأة متناهية وموهبة أثبتت أصالتها، وخبرة تتنامى يوماً بعد يوم، لتشق طريقها بقوة في عالم السينما والدراما التلفزيونية، ورغم وحدتها، لأن والدها متوفى، وأمها الروسية لا تتواصل معها، فإن ريما تقف قوية وسط أعاصير الحياة، متسلحة بالفن، باحثة عن الغد من خلاله. الشراع والعاصفة تشارك ريما حالياً في فيلم سوري جديد هو (الشراع والعاصفة) للمخرج غسان شميط، وهو مأخوذ عن رواية الروائي السوري حنا مينا، وتلعب شخصية زوجة بحار لم يعد من رحلته البحرية، فتقف على الشاطئ بانتظاره، ورغم معاناتها من غيابه المبهم، فإنها تصر على انتظار عودته، إلى أن يعود به بحار معروف على متن زورقه. وتؤدي ريما دور الزوجة أمام الفنان ماهر صليبي وبلهجة أهل الساحل السوري، وتظهر قوة هذه الزوجة وضعفها في آن. ويعتبر هذا الفيلم الرابع من الأفلام الروائية التي قامت ببطولتها ريما، فقد سبق أن شاركت في فيلم (حراس الصمت) للمخرج سمير ذكرى، كما شاركت في فيلم (التجلي الأخير لغيلان الدمشقي) للمخرج هيثم حقي، وقامت ببطولة فيلم (المفسدون في الأرض) للمخرج محمد فرحان الذي يكشف جانباً من جرائم الموساد الإسرائيلي، إذ يعرض قصة صحفية بريطانية قدمت إلى الجولان المحتل ضمن فريق سياحي لزيارة أهل زوجها السوري، وخلال الزيارة تكتشف مدى بشاعة الجرائم التي يرتكبها الإسرائيليون ضد أهل الجولان السوريين، وتبدأ بالبحث عن حقيقة هذه الجرائم وتوثيقها، وينتبه لها الموساد ويطاردها، ثم يغتالها. وقد كرست ريما من خلال هذه الأفلام الأربعة حضورها الفني المتألق الذي أشار بوضوح إلى نجمة سينمائية صاعدة يمكن أن تكتسح شباك التذاكر، وأن تنطلق على المستوى العربي. مغامرة الدقائق الثماني وإلى أفلامها الروائية الأربعة، خاضت ريما الشيخ مغامرة بطولة فيلمين قصيرين لا تزيد مدة كل واحد منهما عن ثماني دقائق، وهما للمخرج الشاب محمد دياب. الأول هو فيلم (الجنس البشري)، وقد ضم مشاهد جريئة لريما، وشارك في مهرجان سينمائي في الهند، وحل بين الأفلام العشرة الأولى، أما الفيلم الثاني فهو (جحيم الأرض)، ويتحدث عن رجل ينصّب نفسه ملكاً على زوجاته الأربع، ويعتبرهن جواري عنده، لكن إحدى زوجاته ـ ريما ـ تتمرد على هذا الواقع وتعمل على إلغاء الزوجات الثلاث، لتتحول إلى ملكة وحيدة لزوجها، وتضع تاجاً على رأسها مثله. وقد اعتُبر هذا الفيلم القصير جريئاً أيضاً، لكن ريما لا تعتبره كذلك، وترى أن الهامش المتاح في السينما يسمح بتنفيذ الأفكار بحرية أكثر من التلفزيون، ولاسيما أن الأفكار التي تم طرحها في الفيلم جريئة جداً. هكذا أفهم الجرأة تعلن ريما بصراحة أنها ليست ضد مشاهد الإغراء، وأن واحدة ما يجب أن تقوم بدور الشيطان، لأن غالبية الفنانات يرغبن بلعب أدوار القديسات، وبالطبع ليست كل النساء قديسات أو ملائكة، فكيف نجسد الخير والشر في أي عمل، إذا لم تقم فنانة ما بالدور الشرير، لنصور المجتمع كما هو تماماً ـ خير وشرـ وتستدرك: الدور الشرير هو الأكثر تعقيداً وصعوبة، ويحتاج إلى الموهبة والمقدرة، وإذا ما أضيف إليه الجمال، فإن أداءه يصبح ساحراً ولافتاً. لكن ريما تشترط للعب مشاهد الإغراء والشر بألا يكون مجانياً، وأن يكون موظفاً ضمن رسالة العمل. ورغم أنها تنحدر من أب سوري وأم روسية، إلا أن ريما تتمسك بكونها (شرقية)، وهي تقبل من مقص (الرقيب) أن يقص ما يراه غير مناسب لمجتمعنا، رغم إصرارها على التمرد وعدم الخضوع للعادات البالية، وتمسكها بشخصيتها الحرة والمستقلة في الفن والحياة. نجمة الدراما التلفزيونية خمس سنوات مرت على دخول ريما الشيخ ميدان الفن من خلال مسلسل (مرايا) للفنان ياسر العظمة، ومنذ ذلك الحين وحتى الآن أصبح في جعبتها حوالي ثلاثين مسلسلاً تلفزيونياً، تميزت أدوارها فيها بالجرأة والفرادة والخروج على المألوف، فهي في أغلب شخصياتها الفنية فتاة متمردة، غريبة أحياناً، وجريئة دائماً، بدءاً من مسلسل (انتقام الوردة)، مروراً بـ (عصر الجنون) و(رجال الحسم) و(سفر الحجارة)، وحتى (صراع المال) الذي لعبت فيه شخصية الفتاة المهووسة بالمظاهر وحب المال والمحكومة بالجشع، وهي تتطلع إلى أن يدرك الجمهور أن شخصياتها الفنية لا تتطابق مع شخصيتها الحقيقية لأنها انسانة مختلفة تماماً في كثير من الأحيان عن الأدوار التي تلعبها ولاسيما السلبية والشريرة منها. وتشارك ريما هذا الموسم في مسلسل (الغفران) لحاتم علي، وقد انتهت من تصوير مشاهدها فيه مؤخراً، وهي تلعب دور شابة تحب شاباً ـ باسل خياط، لكنه يقع في حب فتاة أخرى، وهي لا تعلن عن نتيجة هذا الصراع، بل تترك للمشاهد أن يعرفها عند عرض المسلسل. كما تشارك ريما في المسلسل الجديد الذي يعكف المخرج نجدت أنزور على تصويره لعرضه في رمضان المقبل، ويلاحظ أن ثلاثة مخرجين كبار في الدراما التلفزيونية يضعون ريما على أجندتهم، وهم نجدت أنزور وحاتم علي وشوقي الماجري، مما يشير إلى المكانة الفنية التي أصبحت تشغلها على الساحة السورية، ومع كل ذلك، فهي تقول: أنا وحيدة، ومقطوعة من شجرة!.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©