تخطط ما يقارب نصف الشركات الآسيوية الكبيرة إلى استحواذ شركات في أوروبا خلال العام الحالي، يشجعها في ذلك انخفاض قيمة الأصول نتيجة الأزمة الاقتصادية التي تجتاح الدول الأوروبية في الوقت الراهن، وذلك وفقاً لآخر مسح صدر عن استراتيجية الشركات العالمية.
وذكرت نحو 45% من الشركات الآسيوية في المسح الذي أُجري على 800 شركة من مختلف أنحاء العالم لا يقل عدد الموظفين فيها عن 450، أنها تسعى الآن للقيام بعمليات استحواذ استراتيجية في المنطقة، في وقت تفاقمت فيه مشاكل “منطقة اليور”و في ما يتعلق بتقييم الأعمال التجارية، خاصة على صعيد قطاع الخدمات المالية.
ويقول لورد مالوخ براون مدير الذراع الأوروبية لمؤسسة “أف تي آي” الاستشارية،: “كانت الأصول الأوروبية تتميز بأسعار عالية حتى في أعقاب أزمة 2008 المالية، لكن ما حدث في منطقة اليورو الآن ساهم في تراجع الأسعار لمستويات كبيرة، مما أغرى المضاربين على الانتشار في مختلف أرجاء المنطقة بحثاً عن فرص الشراء”.
وتشير التوقعات إلى أن شركات الأعمال التجارية القادمة من الأسواق الناشئة القوية مثل الصين والبرازيل، تبحث عن اقتناص الفرص التي ولَّدتها الأزمة في أسواق المال في غرب أوروبا، للشراء في الدول المتقدمة الكبيرة. و لا تتوفر حتى الآن أدلة كبيرة تؤكد مثل هذه التحركات، على الرغم من أن هناك إشارة لعودة الثقة متمثلة في شراء “الشركة الصينية للاستثمارات” وهي صندوق الصين للثروة السيادية البالغ قوامه 410 مليارات دولار، حصة تقارب 9% في شركة “تايمز ووتر” البريطانية لتوفير المياه ومعالجتها.
ويؤكد لورد مالوخ على عدم وجود أي استعجال في الوقت الراهن للشراء من أوروبا التي تواجه أزمة اقتصادية، حيث يسود قلق كبير أوساط المستثمرين جراء مشاكل الديون في “منطقة اليورو”، ولطبيعة القرارات التي يقدمون عليها وتوقيتها. وما يؤكد هذا القلق أن ثلث الذين شملهم المسح، يشكون في صمود اليورو كعملة موحدة للمنطقة خلال العام الحالي.
والشركات الآسيوية متفائلة إلى حد كبير في ما يتعلق بمستقبل عقد الصفقات في أوروبا. وتخطط 45% من الشركات الآسيوية عقد صفقة أو اثنين في أوروبا خلال العام الحالي، مقارنة بما لا يتجاوز سوى 10% من أميركا الشمالية و14% من شركات الشرق الأوسط.
نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
