الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صديقان يقيمان متحفاً للآثار في خان يونس على نفقتهما الخاصة

صديقان يقيمان متحفاً للآثار في خان يونس على نفقتهما الخاصة
24 سبتمبر 2009 22:27
الصديقان شوقي الفرا ومروان شهوان جمعتهما هواية سرعان ما تطورت إلى عشق لا يقاوم، ثم قررا تحويلها من باب الهواية والعشق إلى شيء ملموس على أرض الواقع. يقول شوقي الفرا وهو صحفي وإعلامي، ومذيع أخبار في التلفزيون الفلسطيني، وحاصل على ماجستير في الإعلام والاتصال من الأكاديمية العربية الدانماركية عن بداية الحلم والعشق:«كان مروان جاري فنحن نسكن في نفس الحي بمدينة خان يونس، ولكنه سبقني في هواية جمع الآثار، كان ذلك قبل عشرين عاماً من الآن، كانت لديه هواية جمع الأثريات بأنواعها المختلفة حتى الصحف القديمة، من كل منطقة وحي في قطاع غزة وكان يدفع مبالغ طائلة من المال مقابل قطع صغيرة أثرية، وبما أنني كنت أعمل في التجارة إلى جانب عملي الحالي كإعلامي، فقد توجه لي مروان في أحد الأيام وكشف عن رغبته في إنشاء متحف فلسطيني يضم هذه الآثار لأنها أصبحت كثيرة ومتراكمة لديه، وقد كانت لدي الرغبة نفسها وبدأنا بالبحث عن آثار جديدة في البحر والمناطق المرتفعة في غزة فاكتشفنا أن كل منطقة في غزة تحتوي على الكثير من الآثار المهمة وأن غزة غنية بالكنوز الأثرية التي لا يعرف أحد قيمتها، واخترنا هذا المكان الصغير ووضعنا فيه التحف والأثريات التي جمعناها بعد أن قام صديقي مروان بتصميم ديكور المكان». وهنا يلتقط مروان شهوان خيط الحديث ليتحدث عن نفسه وعن تصميم المكان، فيقول :«أنا خريج صناعة -قسم نجارة- وقد عملت منذ ثلاثة عقود بمهنة النجارة وفن الديكور، ولي بصمات مميزة في هذا المجال في أنحاء قطاع غزة وخاصة في الصناعة اليدوية التي تعتمد على النحت فقررت أن أستخدم مهاراتي تلك في تصميم ديكور المكان مستخدماً أساليب وتقنيات معينة لتضفى طابع القدم على المكان حتى يتناسب مع ما به من معروضات، مع الإضاءة الخافتة الملونة والرائعة حيث قمت بوضع قطعة أثرية ملونة وأحطتها بأحجار كريمة ملونة منها الأخضر والأحمر والأصفر ولمبة صفراء في الداخل مما يعطي للمكان إحساسا بالدفء والطمأنينة والراحة، وكذلك يضفي عليه الكثير من السحر والغموض». يتحدث شوقي ومروان عن أهدافهما لإنشاء هذا المتحف في الجزء الجنوبي من قطاع غزة خاصة، لافتتاح المتحف حيث هالهما محاولات اليهود تهويد القدس والحفريات التي يقوم بها اليهود تحت المسجد الأقصى إلى جانب سرقتهم للآثار الفلسطينية. كما سرقوا الكثير من الآثار من منطقة دير البلح في عام 1967م ووضعوها في المتحف الإسرائيلي، لذا قررنا بجهدنا البسيط هذا أن نظهر للعالم الحضارة التي تمتعت بها المدن الفلسطينية وخاصة في منطقة قطاع غزة التي تعتبر منطقة منكوبة ومهمشة، إلى جانب أننا نريد أن نترك هذا الإرث الهام لأولادنا وأحفادنا. ثم يتحدثان عن كونهما أصبحا في غزة معروفين بهوايتهما لجمع الآثار، لذا من السهل علينا أن نفحص أي قطعة ومعرفة أنها أثرية أم لا، فأي شخص يعثر على قطعة على شواطئ بحر غزة الممتدة، أو تحت الأرض، أو في أثناء حفر الأنفاق مثلا في جنوب القطاع يأتي بها إلينا ويعرض علينا القطعة، ونقوم بفحصها فقد اكتسبنا خبرة طويلة في معرفة العصر التي تعود إليه القطعة ومدى قدمها، ونشتري القطعة الصغيرة الخاتم مثلا أو السلسلة بثلاثة آلاف دولار على أقل تقدير. ويضيف شوقي ومروان أنهما قد أنفقا كل مدخراتهما في الإنفاق على شراء التحف، ولكنهما لا يشعران بأي ذرة من ندم ولكن في نفس الوقت يطمحان لتطوير المكان وتوسيعه والذي هو عبارة حاليا عن بدروم في منزل قديم، والمكان ضيق وبحاجة لتوسيع كما أن التحف متراكمة فيه بشكل لا يسمح بعرضها جيداً، كما يؤدي ذلك إلى تلف الكثير منها بسبب وضعها فوق بعضها أو متجاورة. ويشيران إلى أنهما واجها مشكلة كبيرة وهي عدم توافر أدوات العرض كالأرفف الزجاجية والتي تحفظ المقتنيات إلى جانب أن تكدس القطع الأثرية يؤدي إلى عدم تصنيفها تصنيفا زمنيا مرتباً، فكل قطعة لها تاريخ خاص بها لذا يجب أن توضع على حدة وبجانبها دلالة عن تاريخها وماهيتها وأصلها مما يعطى الزائر معلومات كافية ولا يحتاج للسؤال وطلب التوضيح والتفسير. بالنسبة للمقتنيات الموجودة في المتحف يقول شوقي:«القطع الأثرية الموجودة لدينا هنا هي من العصور القديمة الروماني والبيزنطي القديم والبيزنطي الجديد واليوناني والهيلاني وأيضا الإسلامي، وصولا إلى التراث الفلسطيني المتمثل في الأثواب والحلي والأدوات المنزلية التي كانت مستخدمة قبل قرن ونصف من الزمان».
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©