الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القرى التراثية تروي عطش القطريين لماضيهم

القرى التراثية تروي عطش القطريين لماضيهم
1 ابريل 2011 18:35
في القرى التراثية تقضي عائلات قطرية أوقاتا جميلة بعيداً عن صخب المدن، وضوضاء الازدحام، وقد ازداد الإقبال على مثل هذه الأماكن التراثية في فصل الشتاء والعطل المدرسية، نظراً لإمكانية المكوث فيها لفترات طويلة حيث يجدون المأكولات الشعبية والمشروبات، والأماكن الفسيحة للجلوس، وممارسة الأطفال للعب بحرية بالألعاب التراثية والحديثة، فضلاً عن استمتاع الكبار بالأجواء التي تأخذهم إلى الماضي. صناعات دارجة في الأماكن التراثية تكون هناك نسوة يعكفن على إعداد الأطباق الشعبية للزوار، كما تنتشر المقاهي الشعبية بطرازها القديم الرافض لدخول التحديث والعولمة، يجد الرجال والنساء فسحة للراحة وتناول المشروبات الساخنة والباردة في الأجواء الطبيعية، وعلى اختلاف أوقات السنة ثمة فقرات ترفيهية، ووصلات وليال تحييها الفرق الشعبية المحلية والخليجية. لو أراد الزوار القيام بجولة تفصيلية على الغرف والدكاكين والقاعات المختلفة فإن ذلك يتطلب وقتاً إضافياً للتعرف على جوانب الحياة الماضية في قطر، لا سيما في منتصف القرن الماضي، حيث تم استحداث قاعات فن التصوير الضوئي التي تحتوي صوراً قديمة للدوحة والمناطق المجاورة لها، مثل سوق واقف وأم صلال محمد والوجبة. وإذا ما واصل الزائر الجولة فسيمر على صناعة تطريز الأثواب والأثاث والتي كانت دارجة قديماً. وتقوم بمزاولتها نساء ماهرات، ثم نقوش الحناء التي لا تتطلب من الفنانة المحترفة سوى بضعة دقائق لتشكيل رسمة في غاية الروعة والسحر، خصوصاً على أكف وأقدام الطفلات، بعدها يطالع الزائر جانب المأكولات الشعبية في القرية مثل خبز الرقاق واللقيمات والهريس والمضروبة وغيرها من الأطباق الشهية. الحياة الشعبية تجسد قاعات مخصصة لعرض «الحياة الشعبية في قطر» جوانب من تلك الحياة عبر مجسمات منفذة بدقة وإتقان، مثل مجسم دكان الفريج، والحمالي والكندري وخياط البشوت والحداد وصياد السمك وليلة العرس والدامة وألعاب البنات والنداف (القطان) وبيت الشعر (السدو) وصناعة الفخار ودكان المصنوعات التقليدية وليلة القرنقعوه والمطوعة والرحى والمنسف والمنحاز وخبز الرقاق واللقيمات والهريس وخياط الحريم والمكحلة والمطوع وبياع الكباب والخباز والقهوة الشعبية وصناعة الخوص وهدية العروس والخلة وليلة الحناء والدزة والعطار والخراز. وتعد هذه القاعات نموذجاً مختصراً للقرى التي تتوالى فيها الحرف التقليدية التي يمارسها الصناع الشعبيون أمام الزوار مباشرة، مثل صناعة الخوص والسلال والحبال والأثواب وشباك الصيد، فيما تتوسط ساحة القرية التراثية مجموعة من الطفلات اللواتي يرتدين الأزياء القطرية التقليدية ويلعبن الألعاب التراثية الشعبية. وفي القرية التراثية على كورنيش الدوحة، يقف مسجد القرية بجدارنه الحميمة ومئذنته الشامخة ليؤم إليه المصلون في أوقات الصلاة، لتكون القرية بمثابة عالم متكامل يعيش فيه الزائر كل تفاصيل الحياة كما كانت في الماضي. أنشطة تراثية تبرز القرى التراثية القطرية وجود توجه لدعم الأنشطة التراثية، بالإضافة إلى التركيز على إنشاء مقاه ومطاعم بتصاميم تراثية وأثرية، في أغلب مناطق الدوحة. وهذه التصاميم تبرز الهوية، فضلا عن إضفاء روح من الحميمية بين الزائر والمكان. إلى ذلك، أكد عيسى الجابر، مدير القرية التراثية في الدوحة. أن ما تقوم به الجهات المختصة من دعم الأنشطة التراثية من خلال الفعاليات الشعبية ما هو إلا تكريس وتجسيد لاستراتيجية وطنية تهدف إلى إطلاع النشء الحالي والأجيال القادمة على ماضي الأجداد، فضلا عن إبراز الهوية الوطنية الخليجية، موضحاً أن هناك عدد من الأماكن السياحية التي تشهد إقبالا كبيراً من العائلات وخاصة في أوقات المهرجانات التي تشهدها الدوحة. وأضاف أن الدوحة أصبحت مركزاً للمهرجانات الثقافية والفنية والتراثية، كما أن هناك كثيرا من المعارض والمؤتمرات التي تقام بشكل شبه دائم طوال أيام السنة فيحضر الزوار للأماكن التي تطلق فيها الفعاليات ولذلك فإن الأسواق والمحال في القرى التراثية نشطة جدا، وهناك تركيز دائم على تطويرها. وقال الباحث خليفة السيد إن هناك بعض الندوات التي يقدم فيها الباحثون للحاضرين محاضرات وشروحات عن التراث، والتاريخ القديم للمنطقة. لذلك يكون هناك إقبال على القرية التراثية، التي تعتبر مختلفة عن باقي القرى كونها تمثل الحياة القديمة بكل تفاصيلها من منازل وأسواق وأحياء كما أن سبل العيش فيها مثل السابق من حيث المشغولات وصنع الأطعمة، لافتاً إلى أن الكثيرين يحنون للزمن الماضي الجميل، ويأتون ليعيشونه في مثل هذه الأمكنة.
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©