فساتين تستقي سحرها من «حدائق عدن» وزهورها النضرة

بوسع المشاهد أن يتخيل طيورا غناء وفراشات ملونة وعبق الياسمين يفوح من تصاميم المصمم اللبناني روبير أبي نادر. إنها أشبه بجنات موعودة اتخذت من الفساتين مكانا لإقامتها بعد أن التصقت بأجساد النساء الحالمات، لترسم عليها أجسامهن لوحات سوريالية تحاكي حدائق عدن وجناتها، فأظهر روبير أبي نادر المرأة متألقة ومبتسمة وهي تستقبل موسم ربيع- صيف 2011. قدم المصمم اللبناني روبير أبي نادر لموسم ربيع وصيف 2011 مجموعة ملونة عرضها في مدينة باريس ضمن عروض “الهوت كوتور” المتراقصة على نغمات أزهار عدن. حيث جاءت التصاميم مذهلة في شكلها وألوانها وقصاتها، ومتآخية مع الجسد فأظهرت جماله الأنثوي بأبهى حلة. عند الخصر يعانق الفستان الجسد بانسيابية، أما في أعلاه فترك أبي نادر مساحات لإبراز هوية المرأة مع مراعاته المستمرة لإطلالتها الأنيقة. كما اعتمد شفافية في الأسفل تماهيا مع الأسلوب الأوروبي الذي يركز على إظهار المفاتن برقي وبساطة. ويمكن القول إن أبي نادر اقترب أكثر من المفهوم الحديث للموضة دون أن يقترب من الطابع الشرقي في التصميم. وبالطبع لا يكتمل المشهد إلا بروح الحدائق التي خاطها أبي نادر بدقة متناهية، حيث نسج الورود المتفتحة والفاتنة على أقمشة ساحرة تشع فرحا وجمالا وبهاء. وهنا يبدو بارزا ابتعاد أبي نادر عن الأقمشة المنتفخة، تأكيدا منه على هوية جديدة في تصميم “الهوت كوتور” التي تمت حياكتها بأحدث تقنيات الخياطة المعروفة المعتمدة على الأبعاد الثلاثية، ما أدى إلى تمازج أقمشة البوليستر والتافتا والساتان في أنماط جديدة تضفي على التصاميم روحا أنثوية رقيقة تحاكي الصيف بحميمية دفئه الخاصة. ويمكن التأكيد على استخدام واسع للدنتيل في هذه المجموعة الذي جاء خفيفا، مما أدى إلى استخدامه ليس فقط في فستان زفاف أو سهرة مسائية، بل حتى في النهار. أما ألوان مجموعة أبي نادر فجاءت جريئة ومعبرة عن الفرح بامتياز، حيث نجد الأصفر الباسم والأحمر المرجاني بالإضافة إلى الليلكي والأبيض والأخضر النقي والأسود الكلاسيكي. ويمكن القول إن مجموعة “حدائق عدن” تحاكي أحلام المرأة الراقية بأناقة الأزهار والتي تنسج من تطلعاتها غدا مشرقا بألوان الحب.