الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورقة النبات أدق وأصغر مصانع الطاقة

24 سبتمبر 2009 22:29
أكدت الدراسات العلمية المتخصصة أن النباتات وجدت على ظهر الأرض قبل أكثر من 115 مليون سنة ومنها ما يعمر أياما وما يعمر سنين طويلة وما يزيد عمره على ضعف عمر الانسان بل منها ما يعمر لأكثر من ستة ألاف سنة بخلاف أحجامها من الصغر المتناهي إلى ما يمتد لارتفاع أكثر من مئة وعشرين قدما او عشرات الأمتار خاصة في الأشجار. وتقدر الأنواع المعروفة من النباتات بحوالي 350 ألف نوع، ويوجد من كل نوع مليارات الأفراد لكل منها صفاته ووظائفه لكن ما لم يدركه كثير من الناس وتتجلى فيه قدرة الله غير المحدودة وعظمته في خلقه. ويؤكد الدكتور نظمي خليل ابوالعطا ـ أستاذ علوم النبات بجامعة عين شمس ـ أن ورقة النبات بحجمها الصغير تحوي من الأسرار ما يفوق قدرة استيعاب العقل البشري فهي أعجب وأصغر بل وأدق مجمع لمصانع الطاقة في العالم. ويضيف أن هذه المصانع ظلت سرا مكنونا ملايين السنين تعمل في هدوء وسرية إلى أن تم اكتشاف دقتها المدهشة وتكوينها المعجز، موضحا أن ورقة النبات تكون مجمعا صناعيا عظيما يتألف من وحدات صغيرة تقوم كل وحدة بعملها لانتاج الطاقة وتخزينها واستغلال المخلفات الحيوانية والنباتية والفطرية وتنتج مواد سكرية ودهون وبروتينات وفيتامينات وتحول ثاني اكسيد الكربون الجوي إلى مواد غذائية وتنقي الجو وتلطفه ويعتبرها العلماء المتخصصون أقدم مفاعلات نووية أرضية عرفتها البشرية فهي تشطر الماء وتستخدم منه الهيدروجين وتطلق الاكسجين وتشطر ثاني أكسيد الكربون وتستخدم الكربون وتطلق الأكسجين وتحول الطاقة الضوئية الشمسية إلى طاقة كيميائية مخزنة• إعجاز القرآن أشار القرآن الكريم قبل كل العلوم والبحوث، إلى هذه الحقائق في قوله تعالى: «وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوات دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره اذا أثمر وينعه إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون»الأنعام» 99»• ويقول أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم في تفسير هذه الآية الكريمة أنها توضح كيفية خلق الثمار، وكيف نشأت ونمت في اطوارها المختلفة حتى وصلت إلى طور نضجها الكامل بما تحويه من مركبات مختلفة من السكريات والزيتون والبروتينات والمواد الكربوهيدراتية والنشويات، وكل هذا يتكون في وجود ضوء الشمس عن طريق المادة الخضراء او اليخضور التي تواجد في المجموع الخضري للنباتات وخاصة الاوراق فهي المصنع الذي تتكون فيه تلك المركبات ومنها توزع على باقي أجزاء النبات بما فيها البذور والثمار. كما أن الآية الكريمة تقطع بأن ماء المطر هو المصدر الوحيد للماء العذب على الارض وطاقة الشمس هي مصدر طاقات الاحياء جميعا ولكن النباتات هي التي تستطيع اختزان طاقة الشمس بواسطة مادة اليخضور وتسلمها للانسان والحيوان في المواد الغذائية العضوية التي كونتها وفي الآية ايضا سبق لعلم النبات الحديث فيما وصل اليه من الاعتماد في دراسته على مشاهدة الشكل الخارجي لاعضائه وادواره المختلفة فتدعونا الى النظر اليه في قوله تعالى في اخر الاية «انظروا الى ثمره اذا اثمر وينعه»•• فهو سبحانه الذي انزل من السحاب ماء اخرج به نبات كل صنف فأخرج من النبات شيئا غضا طريا واخرج منه حبا كثيرا بعضه فوق بعض منها ما هو متماثل في الشكل ومنها غير متماثل في الطعم والرائحة والفائدة ففي ذلك دلائل لقوم ينشدون الحق ويؤمنون به ويذعنون له• النبات أصل الغذاء قدر الله سبحانه وتعالى ان يعتمد الناس والحيوانات في غذائهم على ما ينتجه النبات في مصانعه الخضراء وهذه المصانع يخرجها النبات بأمر ربه عند بداية نموه وتسمى في علم النبات «البلاستيدات الخضراء» والتي تحتوي على الكلوروفيل الذي عبر عنه القرآن بالخضرة حيث يقوم بالاستفادة من الطاقة الضوئية ويحولها الى طاقة كيميائية ينتج عنها تكوين الحبوب والثمار المختلفة لكن هذه الحقائق جهلتها البشرية ولم تعرفها إلا بعد بحوث استغرقت أكثر من ثلاثمائة سنة. واكتشف علم وظائف أعضاء النبات ان المادة الخضراء هي أساس تكوين جميع المواد المكونة للثمار والاشجار والزروع• وبنظرة علمية في الاية نجد ان النبات هو المصدر الأصلي لطعام الانسان والحيوان والكائنات الحية والنبات يحول معادن واملاح الارض -بقدرة الله تعالى- الى طاقة كيميائية. وفي آية أخرى يدعونا ربنا تبارك وتعالى إلى النظر الى طعامنا فيقول سبحانه «فلينظر الإنسان إلى طعامه• إنا صببنا الماء صبا• ثم شققنا الأرض شقا• فأنبتنا فيها حبا• وعنبا وقضبا• وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا• وفاكهة وأبا• متاعا لكم ولأنعامكم «عبس 24-32» فالأمر بالنظر المقصود به هنا هو الاعتبار لأن الطعام من ضرورات الحياة ولا يملك انسان الادعاء بأن له يدا في دورة الماء حول الارض ولا في انبات البذور•• فضرب الله سبحانه وتعالى في الآيات السابقات نماذج من النباتات شملت الحبوب والاعناب والعلف الرطب للبهائم والتين الجاف والزيتون والنخيل والحدائق الملتفة الاشجار العظام الغليظة واشجار الفاكهة والكلأ والمرعى وهذه النماذج تغطي كل ما يحتاج اليه الانسان وانعامه ودوابه من النباتات وتلفت النظر الى خلقها وقد احتوت هذه الايات على كل صنوف النباتات وعائلاتها الرئيسية والتي تتضمن آلاف الانواع والفروع والأفراد. وكذلك يشير ربنا الى هذا المعنى في قوله تعالى: «أولم يروا الى الارض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم» الشعراء: الآية 7• وهذا يدل على أهمية الامر كله•
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©