الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الموبايل» يغير سرعة استقلاب الجلكوز في الدماغ

«الموبايل» يغير سرعة استقلاب الجلكوز في الدماغ
1 ابريل 2011 18:36
بعد مرور أقل من شهر على نشر تقرير علمي مهم في دورية “الرابطة الطبّية الأميركية” أشار إلى اكتشاف مخبري يفيد بأن الإشعاعات متناهية القصر الصادرة عن الهاتف المحمول “الموبايل” يزيد النشاط الدماغي في المنطقة القريبة من الأذن التي تلامس الجهاز، صدر قبل أيام تفسير لهذه الظاهرة يفيد بأن هذه الإشعاعات يمكنها أن تغيّر من سرعة استقلاب الجلوكوز داخل الخلايا الدماغية أثناء استخدام الجهاز. وبالرغم من أن الخبراء الذين اكتشفوا هذه الظاهرة قللوا من مدى خطورتها على البشر، إلا أنهم نصحوا بأخذ جانب الحيطة والحذر من الأخطار المحتملة التي لم تكتشف بعد. تقول الدكتورة نورا فولكوف التي قادت هذه البحوث وتشغل منصب مديرة المعهد القومي الأميركي لمكافحة الإدمان: “لا شك أن الموبايل جهاز رائع يمكنه أن يزيد من إنتاجية العمل؛ ولهذا السبب فإنني لا أرى ثمّة ما يستوجب حثّ الناس على التوقف عن استخدامه”. إلا أن فولكوف لا تتوقف عند هذه الحقيقة التي يعرفها الناس جميعاً، بل تنصحهم على ضوء اكتشافاتها الجديدة، بالإبقاء على الموبايل بعيداً عن الرأس بقدر الإمكان. ويتم ذلك إما بتشغيل زرّ الاستماع عن بعد، أو باستخدام سماعة الأذن أو سمّاعة الرأس. وربما كان الأفضل من كل هذه الحلول هو استخدام سمّاعة “بلوتوث” اللاسلكية التي تبثّ إشعاعات أضعف بكثير من التي تصدر عن جهاز الموبايل. وتثبت التجارب أن إبعاد جهاز الموبايل عن الأذن لمسافة قليلة يؤدي إلى تخفيض قوة الإشعاعات الموجية متناهية القصر بشكل كبير. ويقول لويس سليسين رئيس تحرير مجلة “مايكروويف نيوز”: “إن لكل مليمتر واحد من بعد الجهاز عن الأذن، تأثيره على الدماغ”. ويضيف قوله: “إن ضغط جهاز الموبايل على الأذن من أجل تحقيق مستوى استماع أفضل في الأماكن العامرة بالضجيج ليس بالفكرة الصائبة على الإطلاق. ولو كنت في مكان كهذا وأردت أن تجيب على مكالمة هاتفية، فلا تتردد بالانسحاب إلى مكان هادىء حتى تتمكن من تشغيل زرّ الاستماع عن بعد”. ويحذّر علماء الإشعاع أيضاً من وضع جهاز الموبايل في الجيب القريب من القلب لأن الإشعاعات الموجية متناهية القصر قد تؤثر على إيقاع نبض القلب بطريقة مماثلة لتأثيرها على الدماغ. وأفضل طريقة لحمل “الموبايل” هي وضعه في محفظة جلدية يمكن تعليقها بالحزام أو ضمن المحفظة اليدوية. وكثيراً ما تناول العلماء قضية الربط بين استخدام الموبايل والإصابة بالأمراض والعاهات مثل السرطان وترقق العظام وانخفاض معدّل الخصوبة عند الرجال؛ إلا أن دراسات جادّة نَفَت هذه المزاعم نفياً قاطعاً. وبعد نشر هذه البحوث والاستماع إلى ما أثارته من جدل، قال ناطق باسم “الهيئة الفيدرالية للاتصالات” في الولايات المتحدة إن المؤسسات العلمية المتخصصة سوف تتابع الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع حتى تجيب عن كل الأسئلة المثيرة للقلق أو الجدل. وأشار التقرير الذي نشرته “الرابطة الطبّية الأميركية” إلى أن الموبايل الذي استخدمته فولكوف هو من طراز “سامسونج كناك إس سي إتش- يو310” الذي كان منتشراً بكثرة عندما بدأت بحثها قبل عامين ونصف؛ إلا أن أجهزة الموبايل التي تستخدم الآن تبثّ إشعاعاً أقوى بكثير بعد أن أصبحت تمرّر كميات أكبر من البيانات والمعلومات. وهذا يعني أن أضرارها لا بد أن تكون أكبر بكثير مما كانت عليه. وحتى يأخذ الناس فكرة قياسية أكثر قرباً إلى مداركهم حول أضرار الإشعاع الذي يبثّه الموبايل، فإن من الضروري التطرق إلى معدل كمية الإشعاعات متناهية القصر التي تبثّها أجهزة الموبايل المختلفة. ويتم ذلك عن طريق تحديد مقدار قابل للقياس الفيزيائي يدعى “معدّل الامتصاص النوعي” Specific Absorption Rate لكل منها. وهذا المعدّل هو رقم يشير إلى مقدار الإشعاع الذي يمتصه الجسم عند استخدام جهاز موبايل معيّن، وهو يختلف من جهاز إلى آخر. وفي الولايات المتحدة مثلاً، يحظر تماماً بيع أجهزة الموبايل إلا بشرط أن يكون معدل الامتصاص النوعي فيها أقل من 1,6 واط لكل كيلوجرام من وزن جسم المستخدم؛ وفي أوروبا يرتفع هذا الرقم 2 واط لكل كيلوجرام. وتكمن المشكلة في أن الرقم الذي يشير إلى “معدّل الامتصاص النوعي” في أجهزة الموبايل المختلفة، لا يسجّل عليها، ويمكن البحث عنه في كتيّب المواصفات الذي يوضع في العلبة الكرتونية للجهاز؛ إلا أن التنقيب عن هذا الرقم في جدول المواصفات الذي يكتب بأحرف دقيقة للغاية، يكون أمراً عسيراً جداً. وتدلّ بعض القياسات على القيم الحقيقية لـ”معدّل الامتصاص النوعي” في بعض أشهر أجهزة الموبايل؛ ففي الجهاز “آي فون 4” يبلغ 1,17 واط للكيلوجرام، ويرتفع في الجهاز “موتورولا درويد” إلى 1,5 واط للكيلوجرام، وفي الجهاز إل جي كوانتم” ينخفض إلى 0,35 واط لكل كيلوجرام. وهذا يعني أن هذا الجهاز الأخير هو الأقل ضرراً على الجسم بكثير من “آي فون” و”موتورولا”. ويبقى الأهم من البحث عن القيمة المنخفضة لـ”معدّل الامتصاص النوعي”، استعمال الجهاز بالطريقة الوقائية السليمة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©