خبراء: اقتصاد الفجيرة على أعتاب نقلة نوعية تعزز أداء مختلف القطاعات

تشهد إمارة الفجيرة تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية التي ستدعم أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة، خصوصا في المجالات السياحية والعقارية والتجارية وعمليات الميناء والمطار، بحسب مسؤولين حكوميين توقعوا أن تشهد الإمارة نقلة اقتصادية مهمة خلال الفترة المقبلة. وقال عدد من المسؤولين لـ”الاتحاد” إن الإمارة تسعى لإنجاز مشاريع حيوية في قطاع الموانئ وعمليات تخزين ونقل النفط والتي يتوقع أن تجعل ميناء الفجيرة الأول في العالم في تزويد السفن بالوقود والصناعات البترولية المختلفة ومشتقاتها وعمليات تخزين البترول، فيما يشهد القطاع السياحي تطورات مهمة، حيث يتوقع أن يصل عدد نزلاء الفنادق إلى 400 ألف شخص في العام المقبل 2012، مقارنة مع 312,6 ألف نزيل في العام 2009، كما يتوقع دخول أكثر من 60 بناية سكنية وتجارية وسياحية للسوق مع نهاية العام الحالي من شأنها دعم الاستقرار في القطاع العقاري بالإمارة. وتعد الفجيرة واحدة من الإمارات المرشحة لتحقيق نمو اقتصادي ملفت خلال السنوات المقبلة، حيث تمتلك مقومات مهمة أبرزها الموقع المهم المطل على الساحل الشرقي للدولة، وهو ما يمكنها من استثمار موقعها في تطوير التجارة البحرية عن طريق تطوير الميناء، كما شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات أخرى في حركة الإنشاء والبناء وتنفيذ مشاريع بنية تحتية والفنادق والمشاريع السياحية، إضافة إلى الدور الذي تلعبه المنطقة الحرة في جذب استثمارات جديدة. وأكد هؤلاء أهمية مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الخاصة بإمداد كافة المشاريع التجارية والصناعية والسياحية والبنايات السكنية في إمارات الشارقة ورأس الخيمة وأم القيوين والفجيرة وعجمان بالطاقة الكهربائية بعد توقف دام أكثر من 4 سنوات في دعم تنفيذ المشاريع المستقبلية للإمارة. وقال أحمد خليفة الشامسي رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار إن عدد الفنادق في إمارة الفجيرة يبلغ نحو 11 فندقاً تضم 1523 غرفة سياحية من فئات الخمس نجوم، ومن المقرر رفع هذا العدد ليصل إلى 2500 غرفة جديدة بعد إمداد الطاقة الكهربائية بنهاية العام الجاري. وأضاف الشامسي: وصل عدد الاستراحات السياحية عام 2009 إلى 15 استراحة مقابل 13 في العام 2008، كما تضاعف عدد الشقق الفندقية المفروشة في الفجيرة حيث وصل إلى 631 شقة فندقية في العام 2009 من 394 شقة فندقية خلال العام 2008. وتابع رئيس هيئة الفجيرة للسياحة والآثار بأن “عدد نزلاء الفنادق زاد في العام 2009 إلى 312,6 ألف نزيل من 299 ألف نزيل في العام 2008، ونطمح إلى زيادة هذا العدد في المستقبل ليصل إلى 400 ألف سائح سنويا مع بداية موسم 2012 حيث ستكتمل البينة التحتية السياحية في الإمارة وتزداد عدد الفنادق والاستراحات والشقق الفندقية. وقال أحمد الشامسي إن الاستراحات الفندقية تلقى اقبالا كبيرا من السياح لا سيما العرب الذين يحبون الخصوصية مع عائلتهم ووصل عدد نزلاء هذه الاستراحات عام 2009 حوالي 123,9 ألف سائح مقابل 128,7 سائح خلال العام 2008. وأشار الشامسي إلى أنه يجري حالياً الانتهاء من إجراءات ترخيص أكثر من خمس بنايات فندقية جديدة لدخولها الخدمة داخل المدينة، مشيراً الى أن الإمارة تسعى لاستقطاب استثمارات سياحية جديدة تلبي الإقبال الكبير من السياح على الإمارة لاسيما في العطلات الرسمية. المنطقة الحرة وتدرس هيئة المنطقة الحرة في الفجيرة استقطاب استثمارات صناعية جديدة للفجيرة بعد مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة الخاصة بتمديد الطاقة الكهربائية للمشاريع الاقتصادية والتجارية والسياحية، وقال شريف حبيب العوضي المدير العام للهيئة إن إجمالي الاستثمارات الموجودة الآن في المنطقة يتجاوز 4 مليارات درهم ومعظم تلك الاستثمارات أوروبية وعربية وهندية وتتمثل تلك الاستثمارات في صناعات الحديد والصلب والسلع الاستراتيجية المهمة. وأضاف العوضي أن المنطقة الحرة بعد حل مشكلة الكهرباء سوف تقوم خلال العام الجاري بافتتاح 4 مصانع جديدة متخصصة في الصناعات التكميلية بتكلفة إجمالية تصل إلى 100 مليون درهم تقريباً. ومن جهة أخرى قال المهندس محمد سيف الأفخم المدير العام لبلدية الفجيرة إن هناك العديد من المشاريع لإنجاز مراكز تسوق التي سينتهي العمل بها في أواخر العام 2012 والأخرى التي تستمر حتى 2013 ومن هذه المشاريع الفجيرة مول الذي يضم فندقاً من فئة خمس نجوم من 20 طابقاً، وهذا المشروع سينتهي العمل به في سبتمبر 2012 حيث تجاوزت نسبة الإنجاز ما يقارب 35% تقريبا وهو مملوك لمستثمر من أبوظبي وحكومة الفجيرة بحسب الأفخم. وقال إن مكرمة صاحب السمو رئيس الدولة والخاصة بتوصيل الطاقة الكهربائية للفجيرة سوف تدفع عجلة العمل للسير قدماً، ومن المتوقع في غضون الشهور القليلة القادمة البدء في تنفيذ مشروع الفجيرة سيتي سنتر على مساحة إجمالية تصل إلى 111331,7 متر مربع وذلك في مدخل المدينة. وتابع الأفخم بأن هناك مركز تسوق جديدا سيقام في منطقة كدنا في مدخل الفجيرة وهو مركز تسوق كدنا الذي يضم مرافق تجارية بالإضافة إلى مجمع سكني كبير، ومن المقرر البدء في مراحل العمل قريبا بعد حل مشكلة الكهرباء. وأكد ان هناك توسعات كبيرة في مركزي اللولو هيبر ماركت والسفير مول تتماشى مع التطورات الحديثة والزيادة السكنية الكثيفة التي تشهدها الفجيرة في السنوات الخمس الأخيرة نظراً لتوسع الاستثمارات بها. وقال “من المشاريع السياحية والعقارية الأخرى منتجع شاطئ الرمال الذهبية بمنطقة العقة بدبا الفجيرة ويضم 250 غرفة فندقية وفيلات فارهة للإيجار وسوقا تجاريا كبيرا ومتنزها مائيا يراعي خصوصية البيئة الجبلية في الفجيرة، ومشروع أبراج الفنار الذي سيكون متاحا للتملك الحر، وهو مشروع سكني تجاري مكون من ثلاثة أبراج برج سكني وبرج للمكاتب وآخر للتسوق وتتكون الأبراج من 30 طابقا”. وأشار مدير بلدية الفجيرة إلى مشروع “ميناء الفجر” الذي يعد من أكبر المشاريع السياحية في الإمارة والذي سيقام في منطقة العقة بدبا الفجيرة. تطوير الميناء ومن جانبه قال كابتن موسى مراد مدير ميناء الفجيرة البحري إن التطورات الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها الفجيرة لاسيما البترولية منها خاصة قرب بدء عمل خط حبشان / أبوظبي / الفجيرة بطول (360 كم) جعل الميناء يأخذ على عاتقة إجراء التطورات الكبيرة في أرصفته التي انتهينا من المرحلة الأولى منها. وتصل طاقة التخزين لهذا الخط الضخم قرابة 12 مليون برميل يوميا ومخصص له ثلاث عوامات مراس للتحميل في المياه العميقة داخل ميناء الفجيرة. وأضاف مراد أن المرحلة الثانية التي سوف تبدأ قريبا وتستمر على مدى عامين حيث من المقرر فيها إضافة رصيفين بحريين جديدين بطول 80 متراً وبعمق 30 متراً، مشيراً الى انه مع الانتهاء من المرحلة الثانية يسعى ميناء الفجيرة لأن يكون الأول في العالم المتخصص في تزويد السفن بالوقود والصناعات البترولية المختلفة ومشتقاتها وعمليات تخزين البترول. وتابع مراد بأن الميناء لديه خطة لزيادة عدد صهاريج تخزين البترول من 121 صهريجا بطاقة 3 ملايين متر مكعب إلى 262 صهريجا تستوعب 7 ملايين متر مكعب من البترول بحلول عام 2012 حركة جوية وقال الدكتور خالد المزروعي مدير عام مطار الفجيرة الدولي: نفذ المطار خطة شاملة منذ سنوات ويعمل حاليا على إنهاء المراحل اللاحقة لتلك الخطة الطموحة خاصة مع قرب افتتاح طريق الشيخ خليفة الجديد حيث من المتوقع أن يجتذب المطار نسباً كبيرة وإضافية من عمليات الشحن من دبي والإمارات الأخرى نظراً للدور الحيوي الذي سيقوم به هذا الطريق في اختصار الفترة الزمنية للوصول للفجيرة بما يتجاوز نصف الوقت تقريبا.