الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مجموعة العشرين تبحث سبل تعزيز التعافي العالمي في قمة بيتسبرج

مجموعة العشرين تبحث سبل تعزيز التعافي العالمي في قمة بيتسبرج
24 سبتمبر 2009 22:36
بدأ زعماء مجموعة العشرين، التي تضم أكبر الدول الغنية والنامية في العالم، قمة في مدينة بيتسبرج الأميركية لبحث سبل تعزيز التعافي الاقتصادي العالمي ووضع ضمانات للتحوط من الكوارث المستقبلية. ووضع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يستضيف قمة مجموعة العشرين للمرة الأولى جدول أعمال يشمل معالجة إحدى أكثر المشاكل الشائكة في الاقتصاد العالمي الحديث وهي كيفية التعامل مع الاختلالات الهائلة بين البلدان المصدرة الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة الغارقة في الدين. وتناقش القمة، خلال اجتماعها الذي يستمر يومين، نموذج النمو العالمي غير المتوازن والتغير المناخي ووضح لوائح مالية أكثر صرامة وكذلك وضع حد أقصى لأجور المصرفيين، ولكن التوقعات ضئيلة باتخاذ إجراءات على الأجل القصير. تغييرات طويلة الأجل وقال اكسيل ويبر العضو بمجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي أمس إنه يتوقع أن تتفق القمة على إجراء تغييرات طويلة الأجل للهياكل المالية العالمية وأن الاجتماع سيكون أكثر إيجابية مقارنة بالاجتماعات السابقة. وقال ويبر الذي يرأس البنك الاتحادي الألماني (البنك المركزي الألماني) للإذاعة الألمانية «أنا سعيد لوجود اتفاق واسع النطاق في الآراء بين زعماء مجموعة العشرين والهيئات التنظيمية بشأن القضايا المدرجة على جدول الأعمال». وقمة بيتسبرج هي الاجتماع الثالث لزعماء مجموعة العشرين منذ أن أطلق انهيار بنك ليمان براذرز في العام السابق شرارة كساد عالمي كبير. علامة فاصلة ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قمة الـ 20 التي تستضيفها مدينة بيتسبرج، بأنها «علامة فاصلة» على طريق تعزيز سبل الرقابة على الأسواق المالية. وقالت ميركل في برلين أمس قبل توجهها إلى الولايات المتحدة لحضور القمة إن المجتمع الدولي لا يجب أن يتراخى في الوقت الحالي ويتعين عليه استخلاص الدروس المستفادة من الأزمة المالية، وأشارت إلى خطورة تراجع الحماس بشأن إجراء إصلاحات في هذا المجال وقالت :»لا ينبغي لذلك أن يحدث». وأضافت ميركل أنه من الممكن للقمة أن تتناول غياب التوازنات في الاقتصاد العالمي والمخاطر في قطاع العملات وهي القضايا التي ترغب الولايات المتحدة وبريطانيا في مناقشتها. بيد أنها حذرت في الوقت نفسه من السعي لقضايا بديلة من أجل الابتعاد عن القضية الأساسية الخاصة باستقرار أسواق المال، وشددت ميركل على ضرورة أن يتحلى الساسة بالشجاعة للقيام بإجراءات قد لا تكون محل ترحيب من المصارف الكبرى. من ناحيته رأى وزير المالية الألماني بيير شتاينبروك أن نجاح القمة يكمن بخطة تضامن جماعية بين الدول التي ستشارك فيها، وبمراقبة شديدة لحركة أسواق المال والمصارف الدولية وعدم إفساح المجال للمصارف بتصريف أعمالها من دون العودة إلى رأي حكوماتها. وأعرب عن أمله في أن تتضامن الولايات المتحدة الأميركية مع الدول الصناعية الأخرى والغنية التي ستشارك بالمؤتمر في رفض مطالب المصارف الدولية بالمزيد من المساعدات الحكومية معتبراً ذلك ابتزازاً من المصارف. التزامات سابقة كما يبحث قادة مجموعة العشرين في قمتهم بمدينة بيتسبرالأميركية، والتي بدأت أمس وتستمر يومين، مستوى تنفيذ التعهدات التي قطعوها في قمتهم التي عقدت ابريل الماضي، ولا سيما على صعيد ضبط النظام المالي. وتنطلق القمة بعد أكثر من سنة على بدء أزمة اقتصادية عالمية غير مسبوقة من حيث عمقها ومداها منذ 1929، وفي وقت بدأت تلوح بوادر انتهاء فترة الانكماش. ولفت الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي سيرأس أول قمة دولية في عهده، في كلمة ترحيب إلى القمة إلى أن الأسرة الدولية «مضت بعيداً جداً سعياً لتجنب كارثة اقتصادية عالمية»، وتابع «لكن علينا جميعاً أن نتذكر أن مهمتنا لم تنته إطلاقاً» داعياً ضيوفه إلى وضع «مدونة سلوك» مالية جديدة لتجنب تكرار أزمة مماثلة. ويستعرض قادة الدول الصناعية والناشئة الكبرى العشرين خلال اجتماعهم في مركز محاضرات في بيتسبرج، المدينة التي عرفت في الماضي بصناعة الصلب وباتت حالياً متوجهة الى الاقتصاد الأخضر المراعي للبيئة، التقدم الذي تم تحقيقه على صعيد مكافحة الجنات الضريبية، وهو كان من الاهداف المدرجة على جدول اعمال قمتهم الاخيرة مطلع ابريل في لندن. مكآفات المصرفيين أما بالنسبة للمكافآت المالية لرؤساء وكبار مسؤولي المصارف، وهو من المواضيع الكبرى الأخرى على جدول اعمال قمة بيتسبرج، فقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه لم يتم التوصل إلى اتفاق وقال «لكن يجب ان نتوصل الى اتفاق». ويبقى إصلاح نظام ضبط القطاع المالي موضع خلافات وتجاذبات بين الأوروبيين والأميركيين، ويدعو الأوروبيون (من منطقة اليورو) إلى تحديد سقف للمكافآت التي تقدم للمصرفيين والتي تغذي غضب الرأي العام، فيما تعارض الولايات المتحدة ذلك حرصاً منها على صيانة مصالح اوساطها المالية القوية، كما تعارضه بريطانيا. وقال الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا أمس الأول في كلمته أمام الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة «إن ضبط الأسواق المالية يواجه مقاومة هائلة، والمصارف تعود الى تكرار ممارسات قادت الى الفوضى الحالية.. ما زال المصرفيون يتقاضون مكافآت باهظة في وقت خسر ملايين الرجال والنساء وظائفهم». من جهته وعد اوباما من على المنبر ذاته بـ«تعزيز نظام ضبط جميع المراكز المالية بشكل يضع حدا للجشع والمغالاة والتجاوزات التي قادتنا الى الكارثة وتجنب تكرار مثل هذه الازمة بعد اليوم». ومن المواضيع الخلافية الاخــــرى الاستراتيجيــة الواجب اتبــاعهـــا للخــــروج من الازمـــــة الـقـائمـــة بـين المـــانيــــا التي تطالب بوقـــف برامج الانعـــاش الاقتصـــادي، والولايــــات المتحدة وبريطانيــا اللتين لا تزال اوضاعهما الاقتصادية في خطر وتخشى تفاقم البطالة.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©