الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«الشيخوخة» تطارد «الشباب» في «ربيع البطولات»!!

«الشيخوخة» تطارد «الشباب» في «ربيع البطولات»!!
8 ابريل 2014 22:49
تغطية مباريات دوري الخليج العربي لكرة القدم لا تقتصر على رصد النتائج، وتصريحات مختلف عناصر اللعبة، خاصة الأجهزة الفنية واللاعبين، وأيضاً التحليل الفني للقاءات كل جولة، ولكن هناك أيضاً العديد من الجوانب التي تحتاج إلى إلقاء الضوء، مثل «سوبر ستار» الذي يركز على النجم الأول في الجولة، مع التركيز على أهم لحظات التحول في اللقاءات، ورصد الأحداث التي تمثل خروجاً عن النص، واللاعب الذي يجلس على دكة البدلاء ويسهم دخوله في قلب الموازين رأساً على عقب، بالإضافة إلى العديد من المحاور الأخرى التي ترصدها «الاتحاد» عقب نهاية كل جولة. منير رحومة (دبي) «كأنها أعراض الشيخوخة التي تطارده في فترة الحسم، أو الاستعداد لجني الثمار في فترة الربيع»، هكذا أضاع الشباب جهد موسم كامل من المنافسة على الصدارة، خلال الأمتار الأخيرة لدوري الخليج العربي لكرة القدم، وأنهى طموحاته بـ «سيناريو دراماتيكي»، عندما انهار في آخر جولتين، وعجز عن الفوز وحصد النقاط، سواء على ملعبه أو خارجه، وأمام فرق القاع أو وسط الترتيب، ليمنح «الإشارة الخضراء» أمام «الأحمر» للصعود إلى منصة التتويج، في انتظار رفع اللقب رسمياً. وللمرة الأولى منذ بداية الموسم يتجرع «الأخضر» مرارة الخسارة في جولتين متتاليتين، الأمر الذي يكشف عن حالة الإحباط التي أصابت اللاعبين، بعد عثرتهم أمام دبي، وفشلهم في تجاوزها، مما عجل بإنهاء حلم المنافسة على اللقب، وأدخل الفريق في «كابوس مخيف» يهدد حتى مركز «الوصافة» الذي يحتله الشباب منذ بداية الموسم، خاصة أمام ضراوة الملاحقة، وتطور مستويات بقية الفرق الأخرى. وكشف مستوى «فرقة الجوارح» في الأمتار الأخيرة عن أن الفريق يفتقد مقومات المنافسة على البطولة، بسبب غياب العديد من العوامل المهمة، التي تدفع الفريق إلى منصة التتويج، وبالتالي ظهر الفارق كبيراً بينه وبين المتصدر الأهلاوي، الذي واصل مسيرته دون أخطاء إلى خط النهاية، رغم منافسته على أكثر من جبهة، على عكس «الأخضر» الذي خرج من الموسم بـ «خفي حنين»، بعد أن رفع شعار المنافسة على كل الجبهات في البداية. وخلال مشوار المنافسة على الصدارة، خيب لاعبو الشباب ظن الجماهير التي رشحتهم للعب دور «الحصان الأسود» في السباق، والحفاظ على الأجواء التنافسية في دورينا إلى آخر لحظة من عمر المسابقة، حيث رفضوا كل الفرص المواتية التي أتيحت للانقضاض على الصدارة، سواء عندما كان الفارق نقطة واحدة في الدور الأول، أو نقطتين على الأكثر، ولكنه اتسع رويداً رويداً، إلى أن وصل الفارق 12 نقطة كاملة بانتهاء الجولة الـ 22 للدوري. وبرزت خلال الدور الثاني للدوري النقاط السلبية التي يعاني منها الشباب، وسرعت بخروجه من سباق المنافسة على الصدارة، سواء على المستوى الإداري أو الفني، مما خلف حسرة كبيرة لدى أنصار الفريق، وفجر غضباً واسعاً بمشاهدة فريقهم، يقف عاجزاً عن ملاحقة المتصدر، وأبرز النقاط الفنية تتمثل في تراجع الأداء الهجومي للفريق، بعد أن كان يتصدر خطوط الهجوم في الدور الأول، بـ 30 هدفاً تراجع عطاء الخط الأمامي، وانخفض مستوى بعض الأجانب، خاصة اللاعب البرازيلي أديلسون، ولم يسجل بذلك الفريق سوى سبعة أهداف فقط خلال تسع جولات في الدور الثاني، ولم يفز الشباب في أربع جولات متتالية سوى بهدف في كل مباراة، وذلك في دليل واضح عن حجم المعاناة الهجومية التي يعيشها الفريق بغياب الحلول. تراجع أداء الأجانب من أهم أسباب التراجع الحاصل في أداء الشباب، هو تواضع مستوى الأجانب في الدور الثاني، على عكس عطائهم بالدور الأول عندما كانوا نقطة قوة «الأخضر» ومصدر خطورة الفريق، حيث انخفض عطاء الأوزبكي حيدروف والتشيلي كارلوس فيلانويفا، مقابل ضعف كبير في مستوى البرازيلي أديلسون والذي تأثر عطاؤه كثيراً، بعد الإصابة التي تعرض لها في يناير الماضي، مما عرضه لموجة كبيرة من الانتقادات، وصلت إلى المطالبة بإبعاده عن التشكيلة بعد مباراة الوحدة الأخيرة، وحتى المهاجم إيدجار الذي حافظ على حساسية التهديف، وأنقذ فريقه في العديد من المباريات، فإن خروجه عن النص وعصبيته المبالغ فيها كلفت «الأخضر» أيضاً اللعب منقوص الصفوف، وخسارة جهوده في أكثر من لقاء، مما انعكس الوضع على مسيرة الفريق. من جانبه، يرى حسن مراد، لاعب الشباب السابق، الذي سبق له العمل في أكثر من موقع إداري أن «فرقة الجوارح» تأثرت بغياب لجنة فنية تشرف على إدارة الفريق الأول، وتراقب وتقيم عمل الجهاز الفني، وتضع الخطط الاستراتيجية للمستقبل، مشيراً إلى أن «فرقة الجوارح» أضاعت مكتسبات الموسم الماضي، عندما نجح الفريق في إعداد صف كبير من اللاعبين، والاستفادة منه في الاستحقاقات المحلية والخارجية، وبالتالي توزيع الجهد والحفاظ على استمرارية النتائج الإيجابية، على عكس ما حدث في هذا الموسم، عندما ركز باكيتا على عدد محدود من اللاعبين، وإشراك البدلاء بشكل غير إيجابي. وأضاف أيضاً: إن هوية «الجوارح» اختلفت عن السابق، وافتقدت الانسجام والتفاهم والروح القتالية في الأداء، بسبب بعض الاختيارات الفنية غير الموفقة، التي كان بالإمكان مناقشتها مع المدرب لما فيه مصلحة الفريق. وأشار حسن مراد إلى أن الشباب دخل الموسم الحالي، وهو غير مهيأ للمنافسة على اللقب، خاصة بعد التفريط في لاعبين متميزين لمصلحة الأهلي هما وليد عباس وسياو، مؤكداً أن إدارة النادي لم تجلب البدلاء الذين بإمكانهم تقديم مستوى العناصر التي غادرت الفريق، مما جعل هدف الأخضر في البداية، هو استعادة الثقة والوجود ضمن الأربعة الأوائل فقط. وأضاف: إن سوء حالة بعض الفرق الكبيرة، استفاد منه الشباب في الوجود بالمركز الثاني، رغم أنه لا يملك مؤهلات المنافسة على اللقب مثل فريق الأهلي الذي أعد العدة للمنافسة، ودخل السباق بقوة وبتعاقدات متميزة. شخصية البطل غائبة وشدد عبدالقادر حسن حارس الشباب سابقاً، والذي سبق له العمل في مناصب إدارية مختلفة بـ «القلعة الخضراء» أن فريق الشباب لم يرتدِ ثوب البطولة خلال هذا الموسم، لأنه لم تتوفر فيه مواصفات شخصية البطل، مؤكداً أن «الأخضر» افتقد إلى مقومات رئيسية مهمة للفوز بالبطولة، خاصة بعد الاستغناء عن لاعبين مهمين في تشكيلة الفريق، هما سياو ووليد عباس. وأضاف: «فرقة الجوارح» اعتمدت على عناصر محدودة في مختلف استحقاقات الموسم الحالي، ولم تستثمر فترة الانتقالات الشتوية، مما أضر بمسيرة الفريق، خاصة أنه لا يملك حلولاً إضافية، خاصة في خط الهجوم، الأمر الذي يفسر التراجع الكبير في الأداء الهجومي للفريق، من حيث قلة تسجيل الأهداف. وأشار عبدالقادر حسن إلى أن الأهلي منافس الشباب على اللقب كان أبرز فريق، من حيث استغلال الانتقالات الصيفية، والاستعداد للبطولة، الأمر الذي يفسر مسيرته الموفقة وبخطوات ثابتة. وأضاف: إن لاعبي الشباب اقتنعوا بعدم قدرتهم على منافسة الأهلي، وتشديد الملاحقة، لذلك ظهر التأثير النفسي على عطاء اللاعبين في الجولات الأخيرة، سواء من حيث تواضع الأداء أو تشتت التركيز الذهني في آخر مباراتين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©