الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

شركات أميركية تتجه لتوليد الكهرباء من الغاز والطاقة المتجددة

شركات أميركية تتجه لتوليد الكهرباء من الغاز والطاقة المتجددة
26 مايو 2017 21:50
ترجمة: حسونة الطيب قررت محطة نيو كاسيل لتوليد الكهرباء في ولاية بنسلفانيا التي يعود تاريخ تأسيسها لعام 1938، التحول من الفحم إلى الغاز. وفي ظل توجه أميركا لخفض انبعاثات الكربون، يبدو مستقبل المحطات العاملة بالفحم، غير مشجع ومستقبل نظيراتها التي تعتمد على الغاز والطاقة المتجددة، مكللاً بالنجاح، وجاذباً للاستثمارات. وبجانب خفض الانبعاثات، يساعد التشغيل بأنواع أخرى من الوقود، المحطات على زيادة منافستها ضد الأخرى العاملة بالفحم، نسبة لقلة تكلفة الغاز ووفرته في حقول مارسيلوس الصخرية في حوض الأبلاش، أكبر حقل للغاز في أميركا. لكن على الصعيد الآخر، ربما يضر التوجه نحو استخدام الغاز، بالشركات العاملة في مناجم الفحم لتقلص طلبه. وتمثل نيو كاسيل نوعاً من التوجه الذي ساد أنحاء أميركا المختلفة، منذ بدء أسعار الغاز في التراجع في 2008، وإغلاق المحطات العاملة بالفحم واستبدالها بأخرى تعمل بالغاز أو مصادر الطاقة المتجددة من رياح وشمسية. وأسهمت تخمة الغاز التي انتجتها ثورة الغاز الصخري، في تدني الأسعار، ما يعني استمرار منافسة المحطات العاملة بالغاز. وخلال عام 2010، تم توليد نصف الكهرباء في أميركا باستخدام الفحم، النسبة التي تراجعت لنحو 30% خلال السنة الماضية. وصاحبت حملة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعود بعودة العاملين في قطاع الفحم لوظائفهم، لكن ربما لا تجد هذه الوعود حظها في التنفيذ، خاصة في ظل التوجه العام الذي يستهدف خفض الانبعاثات الكربونية عبر استخدام الطاقة النظيفة. واستمر تعدين الفحم في غربي بنسلفانيا، منذ القرن الثامن عشر، وما زال يمثل واحداً من مصادر الدخل القليلة في المناطق الريفية في الولاية، بالإضافة إلى أنه مصدر لأفضل الوظائف دخلاً. وفي غضون ذلك، اتجهت بعض شركات الفحم لتنويع مصادر عائداتها، حيث بدأت على سبيل المثال، «كورسا كول» في تورنتو، العمل في منجم للفحم المعدني المستخدم في صناعة الحديد، خاصة في ظل زيادة الطلب عليه في العام الماضي وارتفاع أسعاره. وعلى الرغم من أن المنجم الجديد، يتطلب توظيف بين 40 إلى 75 من العاملين الجدد، إلا أن هذا الرقم يعتبر ضئيلاً بالمقارنة مع العدد الكبير الذي تم تسريحه في القطاع. وتقدر القوة العاملة في «بي بي أس كولز» قبل خمس سنوات، والتي استحوذت عليها «كورسا» في 2014، بنحو 1500 في شمال الأبلاش، العدد الذي تراجع إلى 400 فقط في الوقت الحالي. ويشكل الفحم المعدني، أقل من 10% من إنتاج المناجم الأميركية، حيث يمثل الفحم الحراري وفحم البخار المستخدم في محطات توليد الكهرباء، الجزء الأكبر من هذا الإنتاج. ومنذ عام 2010، أغلقت شركات توليد الكهرباء في أميركا، نحو 251 محطة عاملة بالفحم، معظمها صغيرة الحجم أو قديمة غير قادرة على مواكبة متطلبات وقوانين خفض الانبعاثات. لكن حتى وبدون هذه القوانين، ليس من المرجح أن تكون محطات التوليد بالفحم الجديدة، ذات جاذبية تجارية. ووفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، يقدر متوسط تكلفة كل واحد ميجا واط/‏‏ساعة في المحطات التقليدية الجديدة العاملة بالفحم، بنحو 95.1 دولار، بما يزيد على نظيراتها العاملة بالغاز عند متوسط تكلفة قدره 72.6 دولار للكيلو واط/‏‏ساعة، بنسبة قدرها 31%. وفي ولاية أريزونا، أعلنت محطة «نافاجو لتوليد الكهرباء»، الأكبر من نوعها في غرب البلاد، عن توقفها عن العمل بحلول 2019. وتعود أسباب ذلك، لالتزام «سولت ريفر»، الشركة المشغلة للمحطة، بخفض التكلفة لعملائها. كما أعلنت مؤخراً أيضاً، شركة «دايتون بور آند لايت»، عن خطة بإغلاق اثنين من محطاتها العاملة بالفحم في العام المقبل. وتجعل الأسعار المنخفضة للرياح والطاقة الشمسية منهما منافسين قويين للفحم، وأوضح تقرير صدر عن وكالة موديز نهاية مارس الماضي، أن تكلفة طاقة الرياح في ولايات السهول العظمى شرقي جبال الروكي، نحو 20 دولار للميجا واط/‏‏ساعة، بالمقارنة مع تكلفة التشغيل فقط في محطات الفحم القائمة حالياً. ويرى التقرير أن العديد من محطات الفحم، ستبقى بمثابة أصول معطلة وغير مجدية اقتصادياً، قبل وقت طويل من انتهاء صلاحيتها. وتوقعت الوكالة الدولية للطاقة في السنة الماضية، أنه إذا تم تطبيق «خطة الكهرباء النظيفة»، حسبما خطط لها الرئيس الأميركي السابق أوباما، كان سينتج عنها تراجع مستمر في إنتاج الفحم حتى بعد 2020، مع نمو معاكس للطاقة المتجددة. وأعلن التحالف الأميركي للكهرباء النظيفة، الذي يمثل شركات توليد الكهرباء بالفحم، عن إغلاق سعة قدرها 99 ألف ميجا واط من سعة الكهرباء المولدة بالفحم، أو ما يساوي ثلث الأسطول العامل، 51 ألف ميجا واط منها، تم تعطيلها بالفعل، و23 ألفاً في غضون الأربع سنوات المقبلة. وحتى في حالة انتعاش طلب الفحم، ليس من المرجح أن تستفيد غير المناجم ذات التكلفة القليلة، مثل الموجودة في ولايتي وايومنج ومونتانا. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©