حسام عبدالنبي (دبي)
استهلت أسواق الأسهم المحلية تعاملاتها بعد عطلة عيد الفطر المبارك بأداء إيجابي، حيث عادت المضاربات على عدد من الأسهم النشطة في سوق دبي المالي، ومنها سهم «أرابتك» الذي تصدر قائمة الأسهم النشطة وصعد إلى أعلى مستوى خلال شهرين، في حين سجل مؤشر سوق أبوظبي تراجعاً طفيفاً بعد 4 أيام من الارتفاع المتواصل.
وبحسب وضاح الطه، المحلل المالي وعضو المجلس الاستشاري الوطني لمعهد الاستثمارات والأوراق المالية البريطاني في الإمارات، فإن أسواق الأسهم المحلية شهدت خلال تداولات أمس تركيزاً على أسهم المضاربات، خصوصاً «أرابتك» و«أملاك» في دبي، ما جعل تلك الأسهم تتصدر قائمة الارتفاعات، في حين أن الأسهم القيادية الأكثر تأثيراً في وزن المؤشر لم تحقق ارتفاعات مماثلة، موضحاً أن انخفاض مكرر ربحية سوق دبي المالي إلى 10,7 مرة خلال النصف الأول من العام الجاري جعل الأسهم في دبي هي الأرخص خليجياً بعد أسهم سوق البحرين، ما أعطى نوعاً من الإشارات الإيجابية عن وجود فرص استثمارية جيدة في عدد من الأسهم المنتقاة، خصوصاً الأسهم ذات الأساسيات المالية القوية.
وأضاف أن من العوامل التي دعمت الأداء الإيجابي لأسواق الأسهم أمس، أنه من ناحية التحليل الإحصائي فإن سوق دبي المالي أنهى يوليو على ارتفاعات خلال الشهر، وذلك على مدار 7 سنوات مضت، في حين أن أداء سوق أبوظبي كان إيجابياً على مدار 6 سنوات خلال الشهر ذاته، ما يؤكد أن الانطباع بأن أداء أسواق الأسهم في شهور الصيف سيكون سلبياً هو انطباع خاطئ.
وأشار إلى أن العوامل الخارجية أسهمت في خلق حالة من الاستقرار النفسي وأعطت ضوءاً أخضر للمستثمرين لانطلاق المضاربات لتصبح سمة رئيسة في سوق دبي، لافتاً إلى أن ضعف معدلات التداول يعد سمة رئيسة في جميع أسواق الأسهم الخليجية، حيث انخفض إجمالي حجم التداولات في الأسواق الخليجية بمعدل 34% خلال النصف الأول من العام الجاري، مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
وأرجع الطه، تراجع أحجام التداول في أسواق الأسهم الخليجية إلى التذبذبات التي حدثت في أسعار النفط، وتراجع سعره إلى أدنى مستوى في بداية شهر يناير الماضي حيث وصل إلى 27 دولاراً للبرميل، ما انعكس على نفسية ومعنويات المستثمرين وخلق حالة من التردد في اتخاذ القرارات الاستثمارية وإحجام عن التداول بشكل عام.
وبين أن صعود النفط خلال الشهور الماضية أعاد الثقة نسبياً للمستثمرين فبدأت معدلات التداول في الزيادة، خصوصاً بعد أن صعد النفط فوق مستوى 50 دولاراً للبرميل، ما أدى إلى انخفاض معامل الارتباط بين حركة مؤشرات أسواق الأسهم المحلية وتحركات أسعار النفط، مدللاً على صحة ذلك بقدرة الأسواق على استيعاب الانخفاض الذي حدث في أسعار النفط إلى مستوى أقل من 50 دولاراً خلال الأيام الماضية، حيث لم يلق ذلك بظلاله السلبية على أسواق الأسهم.
وقال عبد الله الحوسني، المدير العام لشركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية، إن تحسن أداء أسواق الأسهم المحلية أمس يعد أمراً طبيعياً، لاسيما بعد أن مرت الأسواق بحالة من الهدوء في التداولات واستقرار أسعار الأسهم لمدة طويلة، مشيراً إلى أن عدم وجود زيادة في معدلات التداول يرجع إلى سفر غالبية مديري المحافظ المالية وكبار المضاربين إلى الخارج، ومتوقعاً أن تشهد أسواق الأسهم المحلية زيادة في النشاط والسيولة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، لاسيما في سوق دبي الذي يرجح أن يشهد تداولات في حدود 700 مليون درهم قريباً.
ولفت إلى أن جميع المعطيات تؤشر إلى تحسن أداء أسواق الأسهم خلال الفترة المقبلة، باستثناء عنصر سلبي وحيد وهو حدوث انخفاض ملموس في أسعار النفط، منوهاً أنه رغم تراجع الارتباط فإن التقارير السلبية التي قد تظهر في حال انخفاض أسعار النفط ربما تولد نوعاً من القلق والشعور السلبي لدى المستثمرين.
وفيما يخص التداولات اليومية، شهدت جلسة التداول في سوق أبوظبي للأوراق المالية تنفيذ 989 صفقة، تم من خلالها تداول 35 مليون سهم، بقيمة إجمالية بلغت 104 ملايين درهم.
وسجل المؤشر العام للسوق انخفاضاً بمقدار 7,8 نقطة ليغلق على 4568 نقطة منخفضاً بنسبة 0,17%. وكانت محصلة التداولات ارتفاع أسعار 8 شركات، مقابل تراجع 9 شركات أخرى وثبات أسهم 6 شركات من دون تغيير.
وتصدر سهم «الخزنة للتأمين» قائمة الأسهم المرتفعة بنسبة 14,29% ليغلق على سعر 0,48 درهم، تلاه سهم «أبوظبي الوطنية للفنادق» بنسبة 4,3% ليغلق عند سعر 3,75 درهم، ثم سهم «طاقة» بنسبة ارتفاع 3,85% ليغلق عند سعر 0,54 درهم.
وفي المقابل تصدر سهم «أركان» قائمة الأسهم المنخفضة بنسبة 10% ليغلق عند 0,9 درهم، تلاه سهم «مصرف أبوظبي الإسلامي» بنسبة 2,33% ليغلق عند سعر 3,77 درهم، ثم سهم «سوداتيل للاتصالات» بنسبة انخفاض 2% ليغلق عند سعر 0,49 درهم.
وجاء سهم «بنك أبوظبي الوطني» في مقدمة الشركات النشطة من حيث قيمة التداول بنحو 25,34 مليون درهم، تلاه سهم «بنك الخليج الأول» بقيمة تداول 23,6 مليون درهم. كما جاء «دانه غاز» في مقدمة الشركات النشطة من حيث حجم التداول بعد أن تم تداول 5,72 مليون سهم، وتلاه «بنك الشارقة» بتداول 5,11 ملايين سهم.
وشهدت جلسة التداولات في سوق دبي المالي تنفيذ 3668 صفقة لتداول 274,58 مليون سهم بقيمة إجمالية قاربت 386 مليون درهم، وكانت نتيجتها ارتفاع 18 شركة مقابل هبوط 15 شركة وثبات أسعار 5 شركات دون تغيير.
وسجل المؤشر العام لسوق دبي ارتفاعاً في نهاية جلسة التداول بنسبة 0,42% ليغلق عند مستوى 3385,29 نقطة رابحاً 14 نقطة.
وتصدرت «أرابتك» قائمة أكثر الشركات ارتفاعاً، ليغلق السهم عند 1,51 درهم بنسبة ارتفاع بلغت 5,59%، تلتها شركة «ماركة» بإغلاق 1,18 درهم بارتفاع نسبته 4,4%، ثم «الاستشارات المالية - إيفا» في المركز الثالث بإغلاق 0,35 درهم، بنسبة ارتفاع بلغت 3,23%.
وفي المقابل تصدر سهم «دبي للمرطبات» قائمة الأسهم المنخفضة بنسبة 9,85% ليغلق عند سعر 15,1 درهم، تلاه سهم «الأسمنت الوطنية» بنسبة 9,7% ليغلق عند سعر 3,06 درهم، ثم سهم «الوطنية للتأمينات العامة» بنسبة 8,14% ليغلق عند سعر 2,03 درهم.
وتصدر سهم «أرابتك» قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً من حيث قيمة التداول بنحو 124,1 مليون درهم. وتلاه سهم «مصرف عجمان» في المركز الثاني بقيمة 54,37 مليون درهم، في حين جاء سهم «أرابتك» في مقدمة الشركات النشطة من حيث حجم التداول بعدد 84 مليون سهم، وتلاه سهم «مصرف عجمان» بتداول 32,1 مليون سهم.
35,5 مليون درهم محصلة شراء الأجانب
دبي (الاتحاد)
زادت تعاملات شراء المستثمرين الأجانب مقارنة بتعاملات البيع أمس، حيث بلغ صافي الاستثمار الأجنبي في سوق أبوظبي نحو 22,7 مليون درهم كمحصلة (شراء)، ونحو 12,87 مليون درهم كمحصلة (شراء) أيضاً في سوق دبي المالي.
وتظهر بيانات سوق أبوظبي للأوراق المالية أن المستثمرين الأجانب اشتروا أسهماً بقيمة 48 مليون درهم خلال جلسة تداولات الأمس، مقابل بيعهم أسهماً بقيمة 25,2 مليون درهم، وبلغ بذلك صافي استثمارهم خلال الجلسة نحو 22,7 مليون درهم كمحصلة (شراء).
وكانت محصلة تعاملات المواطنين (بيع) بواقع 22,7 مليون درهم، وكانت محصلة تعاملات العرب (شراء) بواقع 3,24 مليون درهم، وأيضاً (بيع) للخليجيين بواقع 1,64 مليون درهم، في حين كانت المحصلة (شراء) للجنسيات الأخرى بواقع 21,1 مليون درهم.
وفيما يتعلق بالاستثمار الأجنبي في سوق دبي المالي، فقد بلغت قيمة مشتريات الأجانب، غير العرب، من الأسهم خلال الجلسة نحو 55,9 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 54,95 مليون درهم.
كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، خلال جلسة التداول نحو 83,88 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 70,36 مليون درهم.
أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 30,76 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 32,35 مليون درهم خلال نفس الفترة.
ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب، غير الإماراتيين، من الأسهم نحو 170,54 مليون درهم لتشكل ما نسبته 44,18% من إجمالي قيمة المشتريات، في حين بلغ إجمالي قيمة مبيعاتهم نحو 157,67 مليون درهم لتشكل ما نسبته 40,85% من إجمالي قيمة المبيعات، ليبلغ بذلك صافي الاستثمار الأجنبي نحو 12,87 مليون درهم كمحصلة شراء.
عدد اليوم
