الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الإعلام الغربي: «القرصنة الجوية القطرية» مرفوضة

23 ابريل 2018 22:34
دينا محمود (لندن) أثار إقدام المقاتلات القطرية على تهديد سلامة الرحلات المدنية في أجواء منطقة الخليج العربي من جديد؛ غضب وسائل الإعلام العالمية التي أبرزت الانتهاك السافر من قبل هذه المقاتلات للقوانين والاتفاقيات الدولية المُنظمة لحركة الطيران المدني، عبر تحرشها أمس الأول بطائرة مدنية إماراتية كانت تحلق في المجال الجوي البحريني وهي في طريقها إلى أبوظبي. فقد أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية أن هذه الواقعة الخطيرة -والتي هُدِدتْ فيها أرواح 86 راكباً كانوا على متن الطائرة الإماراتية- ليست الأولى من نوعها، قائلةً إنها تشكل «أحدث الاتهامات» المتعلقة بـ«انتهاك المجال الجوي» للدول المنخرطة في الأزمة القطرية. وربطت الصحيفة في تقريرٍ لها بين حوادث «التحرش الجوي» القطرية وبين الأزمة، التي شهدت اتخاذ الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) تدابير صارمة ضد «نظام الحمدين» في الخامس من يونيو من العام الماضي، وذلك في إشارةٍ من «واشنطن بوست» -على ما يبدو- إلى وجود علاقة بين اشتداد عزلة قطر وانتهاجها سياسات متهورة وإقدامها على تصرفات استفزازية، مثل تلك التي تشهدها الأجواء الخليجية بين الحين والآخر. وحرص التقرير على إبراز ما ورد في البيان الذي أصدرته هيئة الطيران المدني في الإمارات، من تفاصيل بشأن واقعة التحرش الجوي الأخيرة، خاصة ما ورد فيه من أنها ارْتُكِبت من جانب «مقاتلات قطرية قامت بالاقتراب وبشكل خطير وغير آمن من طائرة إماراتية مدنية.. أثناء عبورها الأجواء التي تديرها البحرين، في رحلةٍ مجدولة ومعروفة المسار، ومستوفية للموافقات والتصاريح اللازمة والمتعارف عليها دولياً». كما لم تغفل الصحيفة الأميركية الإشارة إلى عجز السلطات القطرية عن التعقيب على الفور على الاتهامات الخاصة بارتكاب مقاتلاتها هذا الانتهاك الجسيم للقوانين التي تكفل سلامة الملاحة الجوية، بعدما قامت -بحسب البيان الإماراتي- بتقليص «المسافة الأفقية (مع الطائرة المدنية الإماراتية) إلى أقل من ميلين والعمودية إلى 700 قدم (نحو 210 أمتار)، تاركةً ثواني قليلة قبل اصطدام الطائرتين». وكانت المصادر الرسمية في الدوحة تسارع في المعتاد بالزعم أنها غير متورطة في مثل هذه الحوادث، التي سبق أن ساقت السلطات الإماراتية والبحرينية الكثير من الأدلة التي تثبت ضلوع المقاتلات القطرية فيها من قبل، لكنها صمتت لنحو عشرين ساعة هذه المرة، قبل أن تخرج ببيان نفيٍ معتاد لا يستند إلى أي أدلة واضحة. وفي السياق نفسه، اعتبرت صحيفة «بوليتيكو» الأميركية أيضاً - والمتخصصة في التغطية المتعمقة للشؤون السياسية - وبشكلٍ ضمني أن النظام القطري، الذي تتزايد وطأة عزلته للشهر الحادي عشر على التوالي، يشكل تهديداً لأجواء الدول المجاورة له، والتي تقاطعه الغالبية العظمى منها على خلفية مواصلته تبني سياساتٍ خارجةً عن القيم والأعراف الخليجية. وفي إشارة إلى قوة الموقف الإماراتي البحريني إزاء حوادث «التحرش الجوي القطري» المتتالية، أبرزت «بوليتيكو» إعلان هيئة الطيران المدني في الدولة أنها ستقدم «شكوى لدى المنظمة الدولية للطيران المدني بخصوص هذا التعدي»، الذي وصفته الهيئة بـ«العمل المرفوض» في ضوء ما انطوى عليه من «تهديدٍ لسلامة الركاب». كما ألقت الصحيفة الأميركية الرصينة الضوء على أن المقاتلات القطرية - الضالعة في الحادث الاستفزازي الأخير - لم تكتف بالاقتراب من الطائرة الإماراتية خلال تحليقها على ارتفاع 250 ألف قدم صباح أمس الأول (الأحد)، ولكنها قامت كذلك «بملاحقة الطائرة» التي كانت تقل على متنها عشرات الركاب المسالمين. ولفت تقرير الصحيفة الانتباه أيضاً إلى البيان الذي صدر عن إدارة شؤون الطيران المدني بوزارة المواصلات والاتصالات البحرينية بشأن الواقعة نفسها، والذي أكدت فيه المنامة صحة الموقف الإماراتي، وقدمت تفاصيل إضافية تزيد من حرج موقف الدوحة، التي تحاول دائماً التشكيك في صحة الاتهامات الموجهة إليها. من جهتها، تناولت صحيفة «دَيلي مَيل» البريطانية واسعة الانتشار الاتهامات الموجهة لقطر بتهديد سلامة الرحلات الجوية في منطقة الخليج، وأشارت بدورها إلى أن ذلك ليس بالجديد، رابطةً بينه وبين الأزمة التي تشهدها المنطقة وتعاني فيها الدوحة من عزلة متزايدة، إثر تمسك نظامها الحاكم بسياساته التخريبية وعلاقاته الحميمة مع النظام الإيراني. تصرفات غير مسؤولة موقع «آيرلاين راتينجس» - المتخصص في تصنيف مستوى سلامة الرحلات الجوية في العالم - وجه أصابع الاتهام إلى النظام الحاكم في قطر بتصعيد التوتر بشكلٍ أكبر في الخليج، عبر ممارساته الصبيانية في أجواء المنطقة، قائلاً في تقريرٍ أعده ستيف كريدي، إن «التوترات اشتعلت من جديد بين دول الخليج» بفعل ما قامت به المقاتلات القطرية قبل نحو 48 ساعة من ملاحقةٍ وتهديدٍ لطائرة ركاب إماراتية. واستعرض الموقع -ذو السمعة المرموقة في مجال تقييم وتصنيف شركات الطيران الدولية من حيث السلامة- التفاصيل الفنية الخاصة بالرحلة الجوية التي تعرض ركابها لتهديد مُحدق بسبب التصرفات القطرية غير المسؤولة، قائلاً إن الطائرة الإماراتية كانت «تحمل النداء ETD 88N»، وذلك بحسب البيان البحريني الذي صدر بشأن الواقعة، وأكد أن الطائرة كانت تقوم بـ«رحلةٍ مستوفية كافة الاشتراطات». ولم يغفل «آيرلاين راتينجس» البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية البحرينية بشأن الحادث الأخير، وهو البيان الذي أكدت فيه الوزارة تضامن البحرين «ووقوفها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات للتصدي لهذه الانتهاكات والخروقات القطرية المتكررة، ضماناً لسلامة الطيران المدني وحفاظًا على حياة المدنيين والأبرياء». وحرص «آيرلاين راتينجس» على الإشارة إلى تاريخ الحوادث القطرية المماثلة، خاصةً ما شهده شهر يناير الماضي، من قيام مقاتلاتٍ تابعة لـ«نظام الحمدين» باعتراض طريق طائرة ركاب مدنية إماراتية، كانت في طريقها إلى العاصمة البحرينية المنامة، وهو ما عدته السلطات الإماراتية آنذاك «تهديداً سافراً وخطيراً لسلامة الطيران المدني، وخرقاً واضحاً للقوانين والاتفاقيات الدولية» ذات الصلة. وتكرر الاستفزاز القطري بعد ذلك بنحو شهرين، عندما اقتربت مقاتلتان قطريتان بشكلٍ خطيرٍ أواخر الشهر الماضي من طائرتيْن مدنيتيْن مُسجلتيْن في الدولة، خلال تحليقهما في المجال الجوي البحريني.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©